كيف أنقذت الضربة الأمريكية على سوريا مصالح طهران مع الدب الروسى ؟.. توتر العلاقات بين موسكو وواشنطن عزز مستقبل المحور الإيرانى الروسى.. وبوتين سيعيد حساباته مع الرئيس الأمريكى وسيرى إيران حليفا موثوق به

بوتين وترامب والغارة الأمريكية على سوريا
بوتين وترامب والغارة الأمريكية على سوريا
تحليل تكتبه - إسراء أحمد فؤاد

"رب ضارة نافعة".. مقولة قد يرددها صانع القرار فى إيران بعد القصف الأمريكى على مطار الشعيرات فى سوريا، فلا غرابة فى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب جعل طهران تطمئن ولو إلى حين على مصالحها مع الدب الروسى فى سوريا، بعد أن توقع العديد من المراقبين تحالف محتمل بين موسكو وواشنطن فور صعود ترامب بعد لقاء مرتقب الفترة الأخيرة، وهو ما أربك حسابات طهران وأقلقها من تخلى الروس عنها وانشقاقها عن المحور الإيرانى الروسى فى سوريا، وخلق مخاوف لديها بتقديم بوتين "إيران" قربانًا للرئيس الأمريكى الجديد.

الغارات الجوية الأمريكية بصواريخ توماهوك الأمريكية العابرة للقارات على قاعدة عسكرية سورية فى حمص فجر الجمعة، أربكت حسابات طهران من احتمالية استمرارها أو توسعها على الأراضى السورية، إلا أنها فى الوقت نفسه أثلجت صدر صانع القرار الإيرانى تجاه تماسك محوره مع موسكو وعدم انفصال الأخيرة عنه، حيث أنها أطاحت مبكرًا بحلف افترضه المراقبين السياسيين بين واشنطن وموسكو، لتغضب الأخيرة وتخرج تندد بالضربة، وتعلق العمل باتفاق السلامة الجوية مع أمريكا والتي من شأنها تفادي الحوادث التي من الممكن أن تقع بين الجانبين خلال العمليات التي تنفذانها فوق سوريا.

وجاء القصف الأمريكى لسوريا بمثابة هدية من السماء، قدمها الرئيس الأمريكى بقصد أو دون قصد إلى إيران، فقد اتخذ اللاعبان الرئيسيان فى مسرح العمليات السورى إيران وروسيا مواقف متشابهة من الغارة الأمريكية، واتحد المحور الروسى- الإيرانى، وتوحدت أهدافه على تقوية التعاون على الأراضى السورية وتقديم دعم لا متناهى للجيش العربى السورى سواء بمنحه الأسلحة الروسية المتقدمة أو بتعزيز وجود المقاتلين والحرس الثورى الإيرانى وتقديم مستشارين عسكريين المشاورات الحربية الميدانية.

ويمكن اعتبار أن أحد نتائج هذه الضربة أيضًا، أن موسكو سوف ترى فى طهران حليف يمكن الوثوق فيه عن دونالد ترامب، وهو ما سيجعل طهران تطمئن هى الأخرى لفترة من الوقت إلى روسيا، وتتبدد مخاوف لديها ازدادت الفترة الأخيرة بشأن استعداد روسيا الابتعاد عن إيران لمصالحها، وقبول أى شروط يضعها أمامها الإدارة الأمريكية الجديدة، من أجل الخروج من مأزق العقوبات الدولية، لتحسين علاقاتها بالغرب، حيث كان ذلك أحد أبرز التحديات التى واجهت صانع القرار الإيرانى فى الميدان السورى.

ولدى طهران قناعة بأن سوريا بالنسبة لروسيا تعد آخر معاقلها فى الشرق الأوسط، لذا تسعى موسكو لاستعراض قوتها عبر التدخل العسكرى، فضلًا عن القوة الناعمة والدبلوماسية، لرسم صورة جديدة لها فى الشرق الأوسط ودول جوارها، أما إيران فلديها علاقات قوية مع سوريا التى تعتبر حليفها القديم.

كما حذر محللين إيرانيين الفترة الماضية طهران من أن يدير الأسد ظهره إليها فى حال استحواذ الحليف الروسى على النصيب الأكبر من أوراق اللعبة داخل سوريا، حيث ترى طهران موسكو حليف لا يمكن الثقة فيه، خاصة بعد أن أعلنت مؤخرا وقوفها إلى جانب إسرائيل، وأكدت على أن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية، والقدس الغربية لإسرائيل، بالإضافة إلى استعراض القوى الذى قامت به روسيا وأغضب طهران وأحرجها فى الداخل عقب منح طهران قاعدة "نوجه" العسكرية إلى موسكو لتنفيذ عملياتها العسكرية داخل سوريا.

وبحسب مراقبين إيرانيين سوف تسعى روسيا لتقوية حلفها مع أطراف الأزمة السورية، وستزيد تحركاتها السياسية ونفوذها وتأثيرها، وأن إيران سوف تزيد من التنسيق والتشاور مع روسيا، كما أن رد الفعل الجانبين الإيرانى الروسى مرتبط بما إذا كانت الغارة الأمريكية ستكون بداية تحول فى أولويات الولايات المتحدة فى سوريا، من دحر الإرهاب إلى الإطاحة ببشار الأسد، أو كانت مجرد غارة واحدة محدودة تعلن من خلالها إدارة ترامب للأطراف اللاعبة فى الميدان السورى سياستها الجديدة فى هذا البلد، لذا سوف تكتفى طهران بالتنديد والتشجيب وموسكو أيضا بقرار تعليق التعاون مع الولايات المتحدة، ويستمران فى تعاون مكثف فى المسرح السورى.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ناشئات الطائرة أمام ألمانيا فى بطولة العالم

أسيست أرنولد ضد يوفنتوس يسدد قيمة انتقاله من ليفربول إلى ريال مدريد

تريلا تحطم وتدهس 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور

جدول مواعيد القطارات المكيفة والروسى للصعيد والإسكندرية

مأساة فى المنيا.. أب يقتل أطفاله الثلاثة بسبب خلافات أسرية


ثنائى أبو قير للأسمدة والقناة على رادار الاتحاد السكندرى لتدعيم صفوفه

أجمل 10 أهداف فى مباريات دور الـ 16 من كأس العالم للأندية (فيديو)

حر لا يُطاق.. الأرصاد تحذر: طقس شديد الحرارة اليوم الخميس 3 يوليو 2025

انتعاشة تجارية بميناء الإسكندرية.. محطة تحيا مصر تستقبل أكبر سفن حاويات بالعالم.. حمولات السفن أكثر من 285 ألف طن.. وتطوير الأرصفة ومحطات الهيئة فى السنوات الأخيرة أبرز عوامل نجاح الميناء.. صور

وزير الإسكان: طرح 100 ألف وحدة سكنية لمحدودي الدخل خلال شهر يوليو الجاري


الأهلي السعودي يكشف عن شعاره الجديد

تعرف على موعد وصول المدير الفنى الجديد للزمالك والإعلان الرسمى عنه

الحكومة: كشف جديد فى حقول عجيبة للبترول بمعدل إنتاج أولى 2500 برميل يوميا

بعد جدل حذف أغانى أحمد عامر.. هل الغناء حلال أم حرام؟.. الدكتور على جمعة: لا يوجد حكم مطلق وهناك موسيقى تهذب الروح.. الشيخان محمد الغزالى وعبد الحليم محمود يفتيان ياسمين الخيام.. وهذا ما قاله الشعراوى لـ شادية

عبد الناصر محمد يقترب من منصب مدير الكرة بالزمالك

ديفيز يرشح خبير أجنبى لتولى قطاع ناشئين اليد فى الأهلى

الهلال يعزز هجومه فى مونديال الأندية بضم عبد الرزاق حمد الله معارا

أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي

اعتقال يوسف بلايلى نجم الترجى فى مطار شارل ديجول.. فيديو

الأهلى يبدأ إجراءات تعديل عقد ديانج بعد قرار البقاء ورفض عروض بيعه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى