بشار ليس وحده «قاتل شعبه»!

كرم جبر
كرم جبر
بقلم - كرم جبر

«1» الحرب فى حد ذاتها أسوأ أنواع الإرهاب

الصواريخ الأمريكية التى أمطرت قاعدة الشعيرات، لن تحيى أطفال سوريا الذين خنقهم الغاز السام، ولن تعيد ملايين اللاجئين المشردين فى الأرض، ولن تفتح أبواب التسوية السلمية المغلقة، ولكنها تضيف جراحا على جراح، وأزمات فوق أزمات، وجعلت ترامب اأكثر عدوانية من أوباما، وكان يؤكد قبل دخوله البيت الأبيض أنه من الحماقة والجنون الإطاحة ببشار الأسد، إلا أنه اتخذ قرار توسيع دائرة الحرب بسرعة، مصمما على خلع الرئيس السورى، لأنه فى رأيه تجاوز كل الخطوط الحمراء.
 

«2)» الكيماوى.. قليل من الحقائق وكثير من الأكاذيب

كل المتحاربين فى سوريا يتهمون بعضهم باستخدام الكيماوى ضد المدنيين، ولكن تصريحاتهم المتضاربة تفضحهم وتؤكد أنهم جميعا يستخدمونه، وفى زمن الحرب تتوه الحقائق القليلة، وسط ترسانة من الأكاذيب، اتهمت المعارضة بشار بأنه أطلق الكيماوى فى خان شيخون، ورد «النظام» بأن المعارضة كانت تخبئ الكيماوى فى المخزن الذى استهدفته الغارات، مما أدى إلى تسربه، وأن الهدف هو إثارة الرأى العام ضد بشار، بعد النجاحات التى تحققت فى مسرح العمليات، ولإحداث وقيعة مبكرة بين سوريا والإدارة الأمريكية الجديدة.
 

«3» بوتين يحمى بشار من مصير صدام

لولا بوتين لكنا قرأنا الفاتحة على روح بشار، بعد العثور عليه فى حفرة قذرة تحت الأرض، كما كان مصير صدام، روسيا عادت إلى الشرق الأوسط لتبقى وليس لترحل، وبوتين يتفادى أخطاء حكام الكرملين السابقين، ويمتلك خبرات السياسيين ودهاء رجال المخابرات، ويعرف كيف يلاعب واشنطون، ويختار الأسلوب والوقت المناسبين، وعندما نشرت صواريخ كروز لمنع الطيران السورى من توجيه ضربات لخصومه، سارعت موسكو بنشر صواريخ S-300، مما أتاح له حرية التحليق فى الأجواء، وتنوى موسكو تعزيز الدفاعات التى تستطيع اعتراض الصواريخ الأمريكية وتدميرها فى الجو، حتى لا تتكرر غارات الشعيرات، والقادم ينذر بمواجهات خطيرة.
 

«4» التقارير المخابراتية.. حقائق مزيفة

بعد ساعات قلية من مجزرة خان شيخون، قالت فرنسا إنها التقطت صورا تظهر إطلاق الصواريخ من موقع النظام، وأكدت ألمانيا أنها رصدت اتصالا بين حزب الله والسفارة الإيرانية فى بيروت، يشير إلى مسؤولية بشار، وصرحت هيومن رايتس بأن الهجوم نفذته القوات الحكومية من تحليل شهادات الشهود، واستمر سباق التقارير المعدة سلفا، على غرار سيناريو الإطاحة بصدام واجتياح العراق، وفتشوا تحت الأرض وفوق الأرض فلم يجدوا نووى ولا كيماوى، ووقف بوش الابن يعترف بصلف وغرور، أنه كان سيغزو العراق حتى لو كان يعلم عدم وجود أسلحة دمار شامل.
 

«5» الغاز السام أيضا فى أيدى التنظيمات الإرهابية

منذ مجزرة الغاز السام الأكثر بشاعة فى الغوطة 2013، وكل التقارير التى تعدها لجان التحقيق التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، عبارة عن «استنتاجات» تحمّل دمشق المسؤولية، وتغفل الشهادات الأخرى باستخدام «داعش» والتنظيمات الإرهابية غاز السارين فى الهجوم على المدنيين، منذ أن انضم للتنظيم سليمان العفرى القيادى البارز فى جيش الرئيس العراقى صدام حسين، وأحد مسؤولى هيئة التصنيع العسكرى، وحقق نتائج مخيفة فى هذا النوع من الأسلحة، ورصدته منذ البداية تقارير مخابراتية روسية، أكدت إطلاق صاروخين يحملان مواد كيماوية، فى المنطقة التى يسيطر عليها «لواء الإسلام».
 

«6» تفخيخ السلام والفرص الضائعة

كان من الممكن أن تنتهى الأزمة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويتخلص الشعب السورى من العذاب والغاز، لكن تحالفت كل الأطراف لإفساد خطة السلام المعروفة باسم «سلام كوفى عنان»، ليبقى المستنقع السورى مشتعلا طول الوقت، ولم تتشبث خطة عنان بالرقم الصعب وهزيمة بشار وقتله أو استقالته ومحاكمته، وإنما نصت على فرض وقف إطلاق النار من جميع الأطراف بشكل عاجل وفورى، ووقف العنف المسلح بكل أشكاله، والالتزام بالتعاون مع المبعوث الدولى، وبدء عملية سياسية تشمل كل الأطياف السورية، لتلبية التطلعات المشروعة للشعب السورى وتهدئة مخاوفه، وتقديم المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الأشخاص المحتجزين تعسفيا، واحترام حرية التجمع وحق التظاهر السلمى.
 

«7» مصر لن تشارك فى إراقة دماء الشعب السورى

مصر من البداية لها موقف واضح لا يتغير، وامتنعت عن أن تكون شريكا فى قرارات دولية تكيل بمكيالين، وتحقق مصالح الدول الأجنبية الموجودة فى المستنقع السورى، وتنفذ نفس سيناريو تدمير العراق، بتقارير مخابراتية مزيفة، حصلوا عليها من خونة عراقيين يعملون لحساب تلك الأجهزة، ورفضت مصر المشاركة فى صنع مأساة جديدة على حساب الشعب السورى، وأكدت موقفها الداعى إلى التسوية السياسية، وإقرار حق الشعب السورى فى تقرير مصيره وانتخاب حكامه، وأن تتضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب، أما القرارات الأممية المشبوهة التى تزرع مزيدًا من الألغام، فلا شأن لها بها.
 

«8» لا يجوز معاقبة الشعوب بجرائم الحكام

بشار ليس وحده «قاتل شعبه»، فكل الأطراف فى سوريا تقتل وتذبح ولا أستثنى منهم أحدا، ولا أقتنع بالمرة أن سر العداء له يكمن فى أنه ديكتاتور، ويحرم شعبه من الحرية والديمقراطية.. الديكتاتورية تهمة زائفة، والديمقراطية لا تأتى بداعش والجماعات المسلحة والمعارضة المسماة بالمعتدلة، وحتى لو كان ذلك صحيحا فإنه ديكتاتور وقاتل، فلا يجوز معاقبة شعب بأكمله على جريمة ارتكبها حاكمه، فالحرب تلتهم لحوم البشر، والنار انتقلت من دوى الانفجارات إلى قلوب الضحايا.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها

مها الصغير بعد طلاقها من أحمد السقا: مفيش حاجة مبهرة قد وقفة ربنا جنبك

خلال محادثات أوكرانيا وروسيا.. بوتين لترامب: نحب ميلانيا أكثر منك

عصام صاصا وجهاد ماهر بين شائعات الانفصال ودعم زوجها

أحمد السقا يعلن طلاقه من مها الصغير بعد زواج دام 26 عامًا ويؤكد: ربنا يسعدها في حياتها المستقبلية وسبحان مقلب القلوب ومبدلها.. الشائعات على مدار السنوات تتحول لحقيقة.. وهكذا تحدث الثنائي عن مشاكلهما الزوجية


محامى نجل محمد رمضان يتقدم بمعارضة على حكم إيداعه فى دار رعاية

فرحة طلاق ولا كأنها جوازة.. هكذا أعلن اللبناني حسين المقدم انفصاله عن زوجته

قيمة ذهب نوال الدجوى المسروق بالجنيه المصرى

دقة وتقلية وبيزود "ورد".. وجبة كشرى لمستشار ترامب أثناء زيارته للقاهرة.. فيديو

المقاولون: تعرضنا للسحر فى دورى المحترفين وبيراميدز أشعل أسعار اللاعبين


ليفربول يفتح باب التصويت لجائزة أفضل لاعب في الموسم 2024-25.. صلاح يتصدر

لو عاوز تحجز شقة بمشروع سكن لكل المصريين 7 لمتوسطى الدخل.. اعرف التفاصيل

أمين المجلس الأعلى للجامعات: آليات لتطوير الشهادات الجامعية وتعيين المعيدين

أول تعليق لـ مها الصغير بعد إعلان السقا طلاقهما: واصبر حتى يحكم الله

المنيري يكشف سبب غياب إيجولا عن رحلة بيراميدز لمواجهة صن داونز

صحيفة بريطانية تنصب محمد صلاح ملكًا على نجوم الدورى الإنجليزى

أحمد السقا يعلن انفصاله عن زوجته مها الصغير بعد 26 سنة زواج

ضبط شاب وخاله أثناء التنقيب عن الآثار بجرجا فى سوهاج

شروط حجز 15 ألف وحدة سكنية لمتوسطى الدخل.. بمساحات من 90 - 127 مترا

نهائى كأس مصر 2025.. موعد مباراة الزمالك وبيراميدز والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى