"عضة كلب" تنهى حياة مواطن بأسوان.. ومدير مستشفى الحميات: حالته تأخرت شهرين

"ومن الكلاب ما قتل"، ليس كما يُعتقد أن كل كلب هو صديق للإنسان نتيجة اتصافه بالوفاء، ولكن الذى عقر العم "عياد" فى أسوان أدى إلى وفاته بعد شهرين من إصابته بالسعار ليس كلبا وفيا.

"عياد.ع" البالغ من العمر 57 سنة، ومقيم بالمدينة الصناعية القديمة بمحافظة أسوان، يمضى يومه كأى إنسان ويعود للمنزل فى نهاية كل يوم، وفى إحدى المرات تعرض له أحد الكلاب الضالة بالمنطقة، ولأنه كان يعتقد أن الكلاب يشتهر عنها الوفاء ولا يمكن أن تغدر بالإنسان فأمن له، خاصة أنه كلب صغير، حتى عقره.

تقول زوجة "عياد"، عندما أصيب زوجى بعضة الكلب لم يبال بالذهاب إلى المستشفى أو الوحدة الصحية، نظراً لأن الإصابة كانت سطحية وعبارة عن خدوش وليس جرحا قطعيا، ومع مرور الوقت كدنا ننسى الواقعة التى مضى عليها نحو شهرين، حتى شعر زوجى بالتعب الشديد، وأصبح لا يستطيع بلع الماء، فأسرعنا به إلى مستشفى الجرمانية بمدينة أسوان، والتى أوصت بسرعة تحويله إلى مستشفى الحميات، وهناك كانت المفاجأة بأنه أمامه لحظات وينتهى عمره بسبب عضة كلب.

من جهته قال الدكتور نادر محروس، مدير مستشفى الحميات بأسوان، "تعرضت لموقف غريب عندما كنت أجلس فى مكتبى مساءً وأخبرنى طبيب الاستقبال بوجود حالة لرجل خمسينى لا يستطيع بلع الماء، وعندما توجهت إلى المريض لمعرفة سبب شكواه، ووضعت الماء فى فمه فلاحظت حدوث تقلصات فى عضلات البلع، قررت حجزه فوراً، وسألنى شقيقه وزوجته عن الحالة، فكان لابد من مصارحتهم بأن هذا الرجل توفى وأمامه ساعات لتوقف جسمه عن الحركة.

وأضاف مدير مستشفى الحميات الحديث ، "سألت أسرته هل هذا الرجل تعرض للعض من الكلاب لأنه مصاب بالسعار، فتذكرت أسرته الواقعة التى تعرض لها عياد منذ شهرين ولم يبالى بالذهاب للطبيب أو المستشفى".

الدكتور مصطفى أبو المجد، مدير إدارة الطب الوقائى بأسوان، أوضح أن آخر حالة سعار تم تسجيلها فى أسوان كانت منذ 4 سنوات خلال عام 2016 لطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، وكانت تسكن بمنطقة العقاد بمدينة أسوان، مشيراً إلى أن الإهمال فى العلاج من عقر الكلاب يتسبب فى الإصابة بالسعار، وهو فيروس ينتشر فى الجسم بشكل خطير، ونسب الشفاء منه تكاد تكون منعدمة.

وأكد الدكتور أبو المجد، أن العلاج من عقر الكلاب أصبح سهلاً، فليس على المريض سوى التوجه إلى مستشفى الحميات أو أقرب مستشفى فور إصابته، لأخذ العلاج بالمجان، وهو عبارة عن 5 حقن فقط وليس 21 كما كان فى الماضى.

وأشار مدير إدارة الطب الوقائى إلى أن هناك خطوات ينبغى اتباعها فى حال التعرض للعض من الحيوان، سواء كان كلباً أو قطةً أو حماراً أو حصاناً أو جملاً أو غير ذلك، وأولها غسيل موضوع العضة بالماء والصابون وأى مطهر مثل "البيتادين" أو "ديتول"، ثم التوجه فوراً لمراكز عقر الحيوان أو أقرب مستشفى لتلقى حقنة ضد التيتانوس، وأول جرعة للقاح "التطعيم"، وإذا كان الجرح شديدا أو فى الوجه أو الرأس حقنة المصل، وهى واحدة جزء فى الجرح نفسه وآخر فى العضل فى مكان غير مكان اللقاح، ويمنع خياطة الجرح مهما كان، لأن السعار عبارة عن عدوى فيروس يدخل مع لعاب الحيوان العاقر المصاب ويدخل للأعصاب حتى يصل للمخ فى رحله بطيئة جدا، ويصيب المخ بالتهاب مميت حتما خلال أيام قليلة أو ساعات من الاختناق المصاحب لتقلص عضلات البلع، وأخيرا يأخذ المريض جدول التطعيمات.

وناشدت أسرة المتوفى وأهالى منطقة المدينة الصناعية، اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، سرعة حل لانتشار الكلاب الضالة فى المنطقة بشكل كبير، وتعرض عدد كبير من الأهالى، خاصة الأطفال للعقر من الكلاب، وتوجه أهالى المصابين إلى المستشفيات المختلفة لمحاولة إسعافهم فى أسرع وقت.