فتنة فتيات الهامبورجر «1-2»

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم - وائل السمرى
كان رجلًا فى منتصف الأربعينيات، حينما كنت أنا طفلًا فى العاشرة، وأبى- رحمه الله- كان لا يحب بائع فول سواه، وبرغم ابتعاده النسبى عن بيتنا، كان أبى يصرّ على أن أشترى منه الفول فى الصباح.. صغيرًا كنت، ويدى لا تصل إلى أفق مناسب ليلمحها، وهو أيضًا كان يحب أبى ويحترمه، فما أن يرانى لامحًا يدى المتطلعة، حتى يرحب بى و«يتوصى» بإضافة «كبشة» فول زيادة، بعد أن يراعى وصايا أبى: «قوله شوية زبدة من جنب القدرة».
 
كان «عم توفيق» مثل غالبية بائعى الفول فى المطرية، يستيقظ بعد الفجر مباشرة، يحمل همومه وعدته من أجل السعى وراء أكل العيش، ولأنه كان يجب مهنته، أو بالأصح يحب «أكل عيشه»، كان سببًا من أسباب البهجة الصباحية عند الكثير من العاملين الذين يسعون إلى «أكل عيشهم» أيضًا، لكن هذه البهجة كانت كثيرًا ما تختفى أو تتحول إلى كآبة شاملة فى يوم مرور «البلدية»، التى كانت تأخذ «عم توفيق» وفوله وأطباقه وحماره، ولا تفرج عنه إلا بعد تغريمه، وقطع عيشه لأيام، برغم أن إفطار غالبية العاملين فى الحى كان على حسابه، ويوميًا.
 
كنا نتعاطف مع «عم توفيق» كثيرًا، ونسبّ معه «البلدية» التى كانت «تقطع عيشه»، لكن كان علىّ أن أكبر قليلًا لأدرك أن موظفى الحى، برغم فساد بعضهم، يؤدون عملهم فحسب، وأن «عم توفيق» كان مخالفًا فعلًا، وأنه وإن كان من حقه أن يعمل، فمن حق السائر فى الطريق أن يمشى، ففى الطريق عامل يريد الذهاب إلى عمله، وفى الطريق طالب يريد الذهاب إلى امتحانه، وفى الطريق مريض يصبو إلى طبيبه، وخلاف هذا وذاك، فإن سمحت «المحليات» لكل واحد بأن يقف فى الشارع، ويبيع ما يريده، ستخسر سوق العقارات الكثير، وتخسر الدولة الكثير أيضًا، فمن يقف فى الشارع لا يدفع ضرائب، ولا يُدخل مرافق، ولا يشترك فى نظام تأمين اجتماعى، وإذا تركنا الحبل على الغارب، ستتحول الشوارع إلى فوضى، ولقد رأينا عينة مرعبة من هذه الفوضى فى شوارع وسط البلد التى احتلها الباعة، وأصبح التخلص منهم حلمًا يراود كل مصرى.. باختصار، من يقف فى الشارع هكذا يعتدى على الوطن والمواطن، مع كامل احترامى ومحبتى لـ«عم توفيق»، الذى تذكرته حينما رأيت الضجة التى صنعتها فتاتا مصر الجديدة عبر تصوير مشهد لرجال الحى وهم يؤدون واجبهم بإزالة تعديهما على الطريق.
 
نكمل غدًا..
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حسام حبيب: شيرين عبد الوهاب بخير ومرورها بوعكة صحية كذب

دنيا عبد العزيز ومنير مكرم وياسر صادق يشاركون فى عزاء الدكتور يحيى عزمى

هل تتعرض البلاد لموجة شديدة الحرارة خلال الأيام المقبلة؟

مكتب التنسيق: إتاحة الفرصة للطالبة عائشة أحمد بإعادة ترتيب الرغبات مرة أخرى

ليفانتي ضد برشلونة.. رباعي هجومي للبارسا في الدوري الإسباني


البرازيلى خوان ألفينا لاعب الزمالك وزوجته فى زيارة للأهرامات.. صور

القطار السريع يحقق المعادلة الصعبة.. ساعتان من العين السخنة للإسكندرية بسرعة 250 كم وتجربة استثنائية للسفر.. وعربات بطابقين في القطار الإقليمي لأول مرة في البلاد.. وجرار البضائع يصل مصر قريبا.. صور

الداخلية تضبط متهما زعم صلته بتجار مخدرات وآثار واستعداده لتقديم معلومات عنهم

بعد إعلان رؤية هلال ربيع الأول.. تعرف على موعد المولد النبوى الشريف 1447

أرسنال يدك ليدز بثنائية تيمبر وساكا فى شوط مثير بالدورى الإنجليزى.. فيديو


صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

محمد صلاح ضمن أفضل هدافى القرن الحادى والعشرين عالميًا.. ميسي يتصدر

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

الأهلي يستعرض مهارة زيزو بـ"الكعب" قبل مواجهة غزل المحلة.. فيديو

بعد المغرب.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

جينيفر لوبيز تستمتع بحياتها بعد الطلاق وتعلن انتهاء رحلتها مع الزواج

صفقة إيزاك إلى ليفربول تعجل برحيل 4 لاعبين من الريدز

سباق الحذاء الذهبي في أوروبا يشتعل مبكرا.. هاري كين يدشن موسمه مع بايرن ميونخ بهاتريك تاريخي.. جواو بيدرو يتألق مع تشيلسي.. أمم أفريقيا 2025 تهدد حلم محمد صلاح.. ومبابي وهالاند يستعدان للانقضاض على الجائزة

شيرين عبد الوهاب: ياسر قنطوش لا يمثلنى قانونيا ولدى الخبرة الكافية لاتخاذ قرارتى

العراق: مقتل مجموعة إرهابية بضربة جوية في محافظة صلاح الدين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى