فى عيد العمال.. للأسف عاشت الرأسمالية

احمد ابراهيم الشريف
احمد ابراهيم الشريف
«ولدى الصغير عندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمنية عمرى ستعرف لماذا أموت.. ليس عندى ما أقوله لك أكثر من أننى برىء.. وأموت من أجل قضية شريفة ولهذا لا أخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بأبيك وتحكى قصته لأصدقائك» هذا جزء من خطاب تركه أوجست سبايز أحد العمال الأمريكيين الأربعة الذين حكم عليهم بالإعدام بسبب إضراب أكثر من 400 ألف عامل فى 1 مايو 1886.
 
إنه عيد العمال الذى نحتفل به فى اليوم الأول من مايو كل عام، نظنه مجرد يوم إجازة من العمل الحكومى والخاص، لكن لا نتوقف كثيرا لنتأمل حال العامل الذى نحتفى به ولا نتعب أنفسنا لمعرفة ظروفه بعد أن أطبقت عليهم الحياة بكل قسوتها.
 
«العامل، العمال، العمالة، الأيدى العاملة، الشغيلة» تاريخ طويل من المعاناة فى العالم، هم من أوجدوا التاريخ الإنسانى، فالحضارات نبتت من تعب أيديهم الدامية ومن عرق جبينهم تفجرت الترع والأنهار، وبسواعدهم القوية بدأت نهضة العالم الحديث فى المصانع والمناجم والمشروعات التى صنعت دولا كبرى أوجدتها من الفراغ وجعلتها سيدة العالم، ومع ذلك ظل العمال فى خلفية الصورة، وكالعادة عندما يتحقق النجاح لا يتذكرهم أحد بل يذهب الرأسماليون بالمال والنفوذ ويعود العمال لأبنائهم بأحلام بسيطة وفتات قليل من الرزق.
 
بالطبع حدث أن شعر بهم بعض الحكام وألقوا عليهم نظرة رضا، لكن ذلك كان قليلا لا يمكن تبنيه واعتماده سلوكا عاما فى السياسة، حتى النظريات الماركسية التى كُتبت كى تساعد العمال لم تفعل ذلك عندما تم تطبيقها هى فقط حولت الجميع إلى عمال أى أنها جعلت الجميع يعانى مثل العمال ولم تصعد بالعمال إلى الراحة التى ظنوها مع هذه النظم، أى بكل بساطة هذه النظم صنعت رأسمالية دولة تطحن العامل وتودى بأحلامه .
 
العامل الذى كان قديما ينتمى للطبقة المتوسطة التى تمثل الأساس الذى يحفظ التوازن المجتمعى أصبح الآن ضائعا فى غيابات الطبقة الفقيرة والأقل فقرا، وانتشرت البطالة ملقية ردائها القمىء على حياته وأحلامه ومستقبله هو وأسرته، وعليه، لو أردنا حقا أن نحتفل بعيد العمال أن نفكر فى حلول حقيقية لأزمة العمال فى مصر.
 
بالتأكيد سيشعر العمال بحقوقهم عندما تكثر المصانع والشركات والمؤسسات والمبانى، وعندما توجد القوانين التى تحافظ على حقوقهم التأمينية الصحية والاجتماعية وعندما لا يشعرون بالخطر الدائم المسلط على رقابهم من أصحاب رأس المال.. فكل سنة وعمال مصر طيبون وبصحة كاملة وحقوق غير منقوصة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصطفى شوبير يعتذر لجهاز الأهلي واللاعبين عن خطأ مباراة فاركو

مواد المرحلة التمهيدية "أولى ثانوى" بالبكالوريا للعام الدراسى 2026

الأهلي يقدم شكوى رسمية ضد الحكم محمد معروف خلال ساعات بسبب طرد هاني

هل يغنى أمير عيد أغنية ليلى فى مهرجان العلمين.. بعد محاوله الصلح بينهما؟

محمد صلاح يقترب من إنجاز غير مسبوق فى تاريخ الدوري الإنجليزي


الطفلة سبين النجار تفقد القدرة على الحركة والتنفس بسبب التلوث ونقص العلاج فى غزة

وزارة الأوقاف تحدد 15 نقطة لاستغلال وقت الفراغ والإجازة الصيفية.. اعرفها

قانون الإيجار القديم يحدد نسبة زيادة الأجرة للمحال التجارية.. التفاصيل

العالم هذا الصباح.. الأجواء الإيجابية تسيطر على لقاء الرئيسين ترامب وبوتين.. لافروف: واشنطن قد ترفع بعض العقوبات المفروضة على موسكو.. وبوتين بعد انتهاء القمة التاريخية مع ترامب: المحادثات بناءة وإيجابية

طلاب الثانوية العامة دور ثان يبدأون امتحان العربى


30 أغسطس محاكمة المتهمة بالتشهير بفنانة على السوشيال لحضورها من محبسها

برشلونة يبدأ حملة الدفاع عن لقب الدوري الإسباني ضد مايوركا

الطقس اليوم.. انكسار الموجة شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 36

1500 فرصة عمل كأفراد أمن بمرتبات تصل لـ9000 جنيه.. اعرف التفاصيل

بايرن ميونخ يصطدم بطموح شتوتجارت في نهائي السوبر الألماني 2025

الفخامة والسرعة.. مواعيد قطار تالجو على خطوط السكة الحديد السبت 16-8-2025

وزارة الصحة تخصص آلية لاستعلام المواطنين عن قرارات العلاج على نفقة الدولة

ميلود حمدى يبدأ استكشاف زعيم الثغر بحثاً عن أول انتصار للإسماعيلى

وزارة التعليم: يحق للطالب عدم دخول امتحان الثانوية دور ثان ويبقى للإعادة

شتوتجارت ضد البايرن.. 9 أندية على منصة تتويج السوبر الألماني

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى