مثقفون: كتاب سعد الدين الهلالى أحد أهم السبل لمواجهة الإرهاب

خلال مناقشة كتاب المواجهة الدينية لظاهرة الإرهاب
خلال مناقشة كتاب المواجهة الدينية لظاهرة الإرهاب
كتب أحمد منصور

نظمت أمانة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور حاتم ربيع حسن، ندوة لمناقشة كتاب "المواجهة الدينية لظاهرة الإرهاب" للدكتور سعد الدين الهلالى.

 

بدأت المناقشة بكلمة الدكتور أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع ومقرر لجنة علم الاجتماع الذى أدار النقاش وحرص على تهنئة الدكتور حاتم ربيع، لتوليه منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، متنميًا له السداد والتوفيق، ثم انتقل لتهنئة الدكتور سعد الدين على كتابه "المواجهة الدينية لظاهرة الإرهاب" الذى صدر عن الهيئة العامة الكتاب، مؤكدًا أنه بالرغم من أن الكتاب يعد من القطع الصغير، إلا أنه يعالج قضية مواجهة الإرهاب المهمة، التى أصبحت تهدد الجميع على المستوى المحلى والعالمى أيضًا، مضيفًا أن مؤلف الكتاب تناول نقاط مهمة مثل فكرة الأديان الأساسية، التى تكمن فى حماية دم الإنسان، وعرضه، وماله.

 

بدوره بدأ الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر مرحبًا بالأساتذة المشاركين، والحضور كافة، ثم هنأ التهنئة للدكتورحاتم ربيع، لتوليه منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وأكد أن كتابه جاء كمحاولة للتنوير، ومواجهة الأفكار المسمومة، لمن حكموا أنفسهم أوصياء للدين، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بواسطة الاقتراب من تلك الأفكار الأساسية المغلوطة، وهنا تساءل الهلالى لمن جاء الدين؟ ثم واصل حديثه مؤكدًا على أن الأديان كلها بما فيها الدين الإسلامى، جاءت للإنسانية جمعاء، متفقة فى المقاصد التى لا تؤدى إلا للخير، كما أشار إلى تعدد معانى الألفاظ فى اللغة العربية، معتبرًا هذا يؤكد على استحالة تفسير النص القرآنى تفسيرًا أحاديًا، ومن هنا نعلم جيدًا أن القرآن الكريم حمال أوجه وتتعدد تفسيراته، وهو ما يصر أوصياء الدين على إخفاءه، ثم انتقل الهلالى لأهمية التنافسية فى الخير بين بنى الإنسان على اختلاف دياناتهم، مستندًا للآية الكريمة التى يقول الله سبحانه وتعالى بها: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) المائدة الآية 48، وأكمل حديثه مشددًا على أن القرآن الكريم هو فى حقيقة الأمر كتاب هدى ونور، وليس كتاب قانون أو دستور، لأنه حَمَّال أوجه كما وردت الإشارة مسبقًا.

 

وأكد الدكتور الهلالى على أنه يجب على كل مجتهد فى شؤون الدين أن لا ينسب اجتهاده إلا لنفسه، فهو لا يحمل تفويضًا إلهيًا، وفى ختام حديثه توجه الدكتور سعد الدين الهلالى الشكر للمجلس الأعلى للثقافة، آملًا أن تصل الفعاليات القادمة إلى الجامعات والمدارس، بدلا من أن تظل الجهود المبذولة لتنمية العقل حبيسة الجدران.

 

ثم جاءت كلمة الدكتور ثروت الخرباوى الذى أشاد بكتاب الدكتور سعد الدين الهلالى، مؤكدًا على أن فكر تلك الجماعات الإرهابية، يعتمد على فكرة تنفيذ شرع الله كما يفهموه، وكأن الله قد فوضهم ليقوموا بتلك الأفعال الشنعاء، وواصل حديثه متناولًا الرأى القائل أنه لن يدخل الجنة غير المسلمين، حتى وإن كان أحد العلماء الذين أفنوا حياتهم من أجل إفادة البشرية جمعاء، متسائلًا: لماذا نعطى لأنفسنا الحق فى الاختلاف حول تأويل الدين الإسلامى، ثم نسلب الحق ذاته من غير المسلم؟ ثم أكمل حديثه مستشهدًا بالقرآن الكريم، وتحديدًا بالآية السابعة من سورة الزلزلة (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)، والآية الثانية والستون من سورة البقرة: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، وانتقل بعد ذلك الدكتور ثروت الخرباوى متناولًا مناهج الأزهر، مؤكدا أنها فى حاجة للتنقيح؛ ويرجع هذا لاختلاف المناخ الحالى عن السابق، يكفى أننا نعانى شرور ما تدعى الجماعات الإسلامية.

 

واختتم حديثه مشيرًا إلى أن كتابه "سر المعبد" طبع ما يصل لمليونى نسخة، مضيفًا أن تلك النوعية من الكتب مثل كتاب الدكتور الهلالى الذى جمعنا الآن، تعد أحد أهم السبل لمواجهة الإرهاب؛ وعليه فلن نكتفى بأن يناقش الكتاب فقط داخل القاعات المغلقة، ولكن سننتظر دور وزارة الثقافة الحقيقى، وهو أن يصل الكتاب ليد كل شاب مصرى، حتى وإن كان مجانًا.

 

فيما أكد الدكتور عمرو شريف، أن هذا الكتاب يعد كتابًا منهجى، شأنه شأن كتب قيمة أخرى، ونحن فى الواقع نفتقر للتطبيق، لا للمادة العلمية، وأضاف الدكتور عمرو أن معضلتنا الأساسية فى هذا الشأن، يلخصها ما وصل إليه المفكر الأمريكى "توماس كون" فى كتابه "بنية الثورات العلمية"، وهو تحديدًا أن الثورة العلمية لا تتأتى إلا إذا اقتنع الجيل السابق بالفكر الجديد، وهو ما يتداخل به عوامل عدة، تنقسم لعوامل نفسية، وتربوية، وقناعات ثابتة يصعب استبدالها بأى جديد.

 

كما أشار الدكتور عمرو شريف إلى أن ما قامت به الدولة من مراجعات مع الجماعات التكفيرية فى الماضى، لن يؤدى بدوره نفس الفعالية فى زمننا هذا؛ لأن الجماعات الحالية تختلف عن أسلافها بأنها تعمل من خلال نظرية المؤامرة، وهدفها الحقيقى هو تضليل المجتمع العالمى بأسره وتدميره، كما تنقسم بطبيعة الحال لشقين، أحدهما مدبر وهى القيادات، والآخر منفذ وأغلبهم من الضحايا المغرر بهم، وهى القضية التى يجب أن نتداركها لكى نقدر أن نواجهها.

 

ثم تحدث المستشار خالد القاضى، رئيس محكمة الاستئناف، مستهلًا كلمته بالمباركة للدكتور سعد الدين الهلالى لصدور كتابه، موضحًا أن هذا الكتاب موجه للعالم الإسلامى أجمع بشكل عام، وخاصة للطفل الذى يلقن مفردات القرآن والسنة النبوية، بدون إدراك المعنى، وأشار إلى اختلافه مع الدكتور الهلالى فى بعض المسائل، مؤكدًا أن الدين الإسلامى لا يقتصر على كونه هدى ونور، بل أيضًا هو بمثابة شريعة ومنهج ودستور، لقطعية الدلالات والثبوت بالقرآن الكريم، وأنهى حديثه موجهًا تهنئته للأمين العام الدكتور حاتم ربيع، واصفًا إياه بالشاب عمرًا والحكيم علمًا وعملًا، متمنيًا له التوفيق.

 

عقب هذا كانت كلمة الإعلامى الإذاعى، عاصم بكرى الذى أوضح فى مستهل حديثه، أن الإنسانية التى تعد حصادًا للعقل والقلب معًا، ينبغى أن تكون هى الضمير الحاكم، لذا فينبغى أن نقول لا لكل من يحاول أن يسلبنا حريتنا التى وهبها لنا الخالق، مؤكدًا على أن تعميم تأويل دينى بعينه، ما هو إلا مؤشر لظلامية الفكر، وشدد الإذاعى عاصم بكرى على وجوب الاصطفاف خلف الدكتور سعد الهلالى ودعمه أمام كل الجبهات التى يقف أمامها بجرأة، وشجاعة متسلحًا بعلمه الوافر وجهده الذاتى، خاصة وأن تلك الجبهات لا تقتصر على الإرهاب المسلح فقط، واختتم حديثه مؤكدًا على أن خطب الجمعة بالمساجد، تعد أهم مؤشرات المسائل الخطيرة، التى تستوجب الكثير من التركيز على قيم السلام ونبذ العنف.

 

ثم تحدث المهندس عمرو فاروق رئيس مجلس إدارة مؤسسة "وعى" الثقافية، الذى أشار إلى إعجابه بهذا الكتاب، مؤكدًا على أنه بالرغم من جودة هذا المنتج الثقافى؛ إلا إنه يبقى اجتهاد شخصى من الدكتور الهلالى، والإشكالية تظل فى كيفية مواجهة الإرهاب، أى التكتل ضد الإرهاب أو تجمع الكل فى مواجهته.

 

إلى أن جاءت مداخلة الدكتور أنور مغيث، رئيس المركز القومى للترجمة، الذى أبدى إعجابه بالكتاب، وأشار إلى أهمية ترجمة مثل هذه الأعمال، ثم أوضح أن المواجهة لظاهرة الإرهاب، ينبغى لها أن تتم فى كافة المناحى، أما بالنسبة للمواجهة الدينية للإرهاب، فأوضح إلى أنه يعتقد أنها غير ممكنة بشكل كبير، ولكن الأهم هو تحرير الرؤية السياسية من الإطار الدينى، والوصول لعلمنة اللغة السياسية، مع فهم وتحليل دوافع الإرهاب الأخرى التى ليست دائما دينية فى حقيقة الأمر، بل كثيرًا ما تكون سياسية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عادل عبد الله يكتب: أنغام وشيرين عبد الوهاب رمزان للقوة الناعمة المصرية

اعتقال يوسف بلايلى نجم الترجى فى مطار شارل ديجول.. فيديو

النص الكامل لقانون الإيجار القديم بعد موافقة مجلس النواب

أحمد فهمى مهندس ديكور فى فيلم أحمد وأحمد وجيهان الشماشرجى خطيبته

الحكومة تطمئن كبار السن: الوحدات البديلة للمستأجرين فى مناطق مأهولة بالسكان


وزارة التعليم تعلن رابط وخطوات تنسيق الثانوى العام والفنى للعام 2026

انتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف على جثمان المطرب أحمد عامر داخل المسجد

سحب وأمطار ببعض المناطق.. الأرصاد تكشف مفاجأة فى طقس الساعات المقبلة

مجلس النواب يوافق نهائيا على قانون الإيجار القديم

الحكومة: "قانون الإيجار القديم ما ذكرش الإخلاء.. والمادة 8 ستثلج الصدور"


إيلون ماسك يعلق على تصريحات ترامب حول ترحيله إلى جنوب أفريقيا.. تفاصيل

وزيرة التنمية المحلية: منظومة إلكترونية تتيح للمستأجر اختيار أقرب وحدة سكنية

أحمد عامر في آخر تصريح لـ اليوم السابع قبل وفاته: هدفي وصول كلماتي للناس

وزير الإسكان عن تمويل السكن البديل للإيجار القديم: مدعوم أو فترة سداد 20 سنة

حمو بيكا يحذف أغانى أحمد عامر ويطالب شركات الإنتاج بحذفها

ترامب يهدد بمقاضاة "CNN" بسبب تطبيق غامض يحذر المهاجرين من الترحيل

وسام أبو على يغلق ملف الاحتراف ويرحب بالبقاء فى الأهلى

الأمم المتحدة تحذر العالم من كارثة كونية جديدة.. وتؤكد: القادم "أسوأ"

الزمالك يستقر على الجهاز الطبى للفريق

الطقس اليوم الأربعاء 2-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورطوبة مرتفعة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى