تعرف على إبراهيم بوركهارت السويسرى الذى تحتفل به وزارة الآثار

الشيخ إبراهيم بوركهارت
الشيخ إبراهيم بوركهارت
كتب أحمد منصور

تحتفل اليوم وزارة الآثار بمرور 200 عام على رحيل السويسرى يوهان بوركهارت، الشهير بإبراهيم بوركهارت، وذلك من خلال افتتاح معرض تحت عنوان "أبو سمبل: 200 عام بعد رحيل الشيخ إبراهيم بوركهارت"، بالمتحف المصرى الكبير.

 

إبراهيم بوركهارت فى طفولته
إبراهيم بوركهارت فى طفولته

 

وفى دراسة منشورة للدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة الأسبق، قال فيها إن إبراهيم بوركهارت، عرفه أجدادُنا فى مصر وبلاد الشرق فى الفترة ما بين عامى 1809 و1817 باسم الشيخ إبراهيم بن عبد الله، عاش بينهم وتجول بين ربوع سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، استقر فى مصر ومنها انطلق إلى الجنوب ووصل إلى النوبة وشمال وشرق السودان وزار بلاد الحجاز ثم عاد إلى مصر وتوفى بها قبل أن يكمل عامه الثالث والثلاثين.

 

 

يوهان لودفيج بوركهارت الذى اكتشف أحد أشهر المعالم المصرية القديمة  وهى معابد أبو سمبل، ولد عام 1784، بمدينة لوزان وأمضى طفولته فى مدينة بازل فى منزل أسرته الذى تحول الآن إلى متحف.

 

منزل إبراهيم بوركهارات فى سويسرا
منزل إبراهيم بوركهارات فى سويسرا

 

وقد تلقى بوركهارت تعليمه الأولى مع أخواته على أيدى مدرسين خصوصيين بمنزل أسرته ببازل، وفى سن السادسة عشرة سافر ليدرس القانون والفلسفة والتاريخ فى مدينتى لايبزيج وجوتيجن بألمانيا حاليا، وقضى هناك خمس سنوات بين عامى 1800 و 1805، كانت عائلته تعده للعمل فى المحاماة أو الدبلوماسية أو التجارة، لكن الأقدار كانت تخبئ له مسارا آخر.

 

 عندما عاد الشاب يوهان لودفيج بوركهارت وهو فى الحادية والعشرين من عمره إلى بازل لم يجد عملا بسهولة، فسافر بعد فترة إلى لندن بحثا عن عمل هناك، لكنه لم يوفق رغم ما كان يحمله من شهادات دراسية ورسائل توصية، وبعد عامين من المعاناة حصل الشاب على أول وظيفة له فى لندن.

وأكد الدكتور عماد أبو غازى خلال بحثه عن بوركهارت، أن الصدفة لعبت دورا كبيرا فى تغيير مسار حياته، وفى دفعه إلى علاقة بعالم جديد لم يفكر فى اقتحامه من قبل، أفريقيا والشرق، إلتقى بوركهارت بالسير جوزيف بانكس رئيس الجمعية الأفريقية، أو "جمعية تشجيع اكتشاف المناطق الداخلية من أفريقيا" التى تأسست عام 1788 فى لندن، فحتى ذلك الحين لم يكن لدى الأوروبيين معرفة دقيقة بالأجزاء الداخلية من القارة الأفريقية، وكانت معرفتهم قاصرة على المناطق الساحلية وقليل من الأجزاء الداخلية من بعض البلدان مثل مصر، وقام السير بانكس بإلحاق بوركهارت بالجمعية وكلفه بالسفر إلى وسط وغرب أفريقيا، إلى حوض النيجر عبر مصر، وعند هذه النقطة تحولت حياة بوركهارت تماما.

 

كانت الرحلة تحتاج إلى إعداد خاص للتمكن من تحقيق أهدافها، فقامت الجمعية الأفريقية بإرسال بوركهارت إلى جامعة كمبردج لتعلم اللغة العربية، ودراسة الكمياء والفلك وعلم الفلزات والطب.

 وفى شهر فبراير من عام 1809 بدأ بوركهارت ـ ولم يكن قد بلغ الخامسة والعشرين بعد ـ الرحلة إلى الشرق، أبحر متجها إلى مالطا، ومنها إلى مدينة حلب السورية التى وصلها فى شهر يوليو، وقضى هناك ثلاث سنوات لمزيد من تعلم اللغة العربية والتعرف على الثقافة المحلية فى منطقة المشرق العربي، وأثناء إقامته فى حلب أطلق بوركهارت لحيته على الطريقة الشرقية وأرتدى ملابس عربية وسمى نفسه الشيخ إبراهيم بن عبد الله، ثم أعلن اعتناقه الإسلام واتجه إلى دراسة القرآن.

إبراهيم بوركهارت بعد إشهار إسلامه
إبراهيم بوركهارت بعد إشهار إسلامه

 

وخلال إقامته بحلب قام بوركهارت بالترحال فى المناطق المحيطة بها، فتجول بين عدد من المدن السورية كما توجه إلى شمال العراق، وزار المناطق الأثرية فى تدمر فى سوريا وبعلبك فى لبنان، وفى يونيو من عام 1912 توجه إلى مصر ليبدأ فى تنفيذ مهمته الأفريقية.

وأكمل الدكتور عماد أبو غازى خلال بحثه،  أن إبراهيم بوركهارت، وهو فى طريقه إلى مصر مرورا بفلسطين وشرق نهر الأردن مر بأطلال مدينة البتراء (بترا) وكتب عنها: "صرفت فترة 15 يوما فى الصحراء ما بين البحر الميت والبحر الأحمر، وفى وسط المسافة بين البحرين تقوم آثار مدينة مهيبة تقع فى وادى موسى، ويُحتمل أن تكون البتراء، فيها نشاهد مدافن ذات زخرفة منحوتة فى الصخر، وبقايا معابد وقصور ومدرجات وقنوات مياة وغيرها من الغرائب والروائع النادرة التى تجعل هذه المدينة أكثر إثارة للاهتمام من أى شيء أخر شاهدته فى حياتى.

إبراهيم بوركهارت
إبراهيم بوركهارت

 

وفي سبتمبر 1812 وصل الشيخ إبراهيم إلى القاهرة لينتقل منها إلى قلب أفريقيا مع قافلة فزان، ولكن تأخر موعد القافلة وحبه للاكتشاف دفعه لاستثمار الوقت في رحلة خطط لها أن تكون قصيرة في صعيد مصر، لكنها طالت أكثر مما توقع بكثير، وقادته إلى عوالم جديدة.

وفي صيف عام 1814 عبر بوركهارت البحر الأحمر من سواكن إلى جدة ومنها إلى مكة والمدينة حيث مكث هناك ثلاثة أشهر أدى خلالها فريضة الحج.

 

ونظرا لمرضه لم يبدأ رحلة العودة إلى القاهرة إلا منتصف سنة 1815، ومن هناك قام برحلة سريعة إلى سيناء ثم عاد ليستقر بالقاهرة إلى أن مات بعد إصابته بتسمم غذائى فى 15 أكتوبر سنة 1817 ودفن جسمانه بمدافن باب النصر بالقاهرة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

5 أفلام في طفولة كريم عبد العزيز أمام كبار النجوم منهم عادل إمام ونور الشريف

مواعيد مباريات اليوم.. قمة مان يونايتد ضد أرسنال ونانت أمام سان جيرمان

إصابة 6 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الأوسطى

مكافأة سيراميكا البداية.. إدارة الزمالك تتبع نهجا جديدا مع اللاعبين

مانشستر يونايتد يتحدى أرسنال فى أول قمة نارية بالدوري الإنجليزي 2025


انجذاب من أول نظرة.. كريم عبد العزيز وهايدي: حب بدأ بتجمع عائلي وزواج 20 عاما

خلال ساعات.. نظر محاكمة 39 متهما بخلية العملة

رادار المرور يلتقط 1040 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

ترحيب عربى واسع بمحادثات ألاسكا بين الرئيسين الروسى والأمريكى

خروج يانيك فيريرا من مستشفى الدفاع الجوى بعد إجرائه بعض الفحوصات الطبية


موعد مباراة الزمالك القادمة فى الدوري أمام مودرن سبورت والقناة الناقلة

اعرف هتدفع كام إيجار سنويا طول مدة الفترة الانتقالية في قانون الإيجار القديم

مواعيد مباريات اليوم الأحد 17 - 8 - 2025 والقنوات الناقلة

جثمان الراحل تيمور تيمور يغادر المستشفى متجها إلى القاهرة

إمام عاشور يعود لقائمة الأهلى أمام غزل المحلة

اللحظات الأخيرة فى حياة تيمور تيمور.. أنقذ ابنه من الغرق قبل وفاته غرقا

أشرف زكى يكشف سبب رحيل مدير التصوير تيمور تيمور: توفى غرقا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى