تجديد الخطاب الدنيوى.. 7 - الحرب على الفساد والمفسدين

 كريم عبدالسلام
كريم عبدالسلام
بقلم - كريم عبدالسلام
الحرب على الفساد والفاسدين على أشدها الآن، وهى أكبر بكثير من الإطاحة بوزير فاسد قبل رشوة، أو مسؤولين سهلوا عمليات الاستنزاف والنهب من أموال الدولة بالقانون حمّال الأوجه، الذى يمكن استخدامه لكل شىء والعكس فى مصر.
 
الحرب على الفساد والمفسدين تبدأ بالردع الشامل لكل من تسول له نفسه مخالفة القانون، واستحلال موارد الدولة للتربح الشخصى، واستمرار هذا الردع المتمثل فى الكشف أولًا بأول عن قضايا الفساد، وتجريس المفسدين، يمكنه تحجيم وباء الانفلات فى المصالح الحكومية ومؤسسات الدولة التى باتت تحت رحمة قانون «فتح مخك».
 
ولا تنتهى هذه الحرب إلا بعودة الضمير والقانون حكمين وحيدين لجميع المعاملات بين المواطنين والمستثمرين وأصحاب المصالح من جهة، والدولة من جهة أخرى، وهو ما يفرض على الأجهزة الرقابية العمل بسرعة على ميكنة كل أشكال التعامل بين الأفراد المنتفعين والمؤسسات والمصالح الحكومية، وكلما تراجع عدد الوسطاء فى إنجاز التعاملات تراجعت معدلات الفساد الصغير والكبير.
 
والحرب على الفساد مفروضة علينا، مثلها مثل الحرب على الإرهاب بالضبط، فإذا كانت شبكات الإرهاب الممولة والمسلحة من الخارج تستهدف إسقاط البلد، وإعاقة نهوضه، والوصول إلى إتمام مخطط خارجى بالتفتيت، فإن شبكات الفساد القديمة والمتغلغلة فى جميع مفاصل الدولة، وتقودها مجموعة كبار النهابين والهباشين وبياعى الهواء والتراب لكل من هب ودب، لن يسمحوا بقيام دولة القانون، والعدالة الاجتماعية، والعمل الشاق والإنتاج، فهم يعرفون أنهم لن يكونوا جزءًا منها، وبالضرورة سيصطدمون بها فى معركة حياة أو موت، إما هم وإما هى.
 
وحوش المال الكبار فى مصر بعلاقاتهم المتشعبة مع الجهات الخارجية، والأعداء التقليديين والجدد فى المنطقة والعالم، يستطيعون إحداث هزة كبيرة للاقتصاد الهش الحالى، كما يملكون آلاف البلطجية والسماسرة فى مختلف المصالح والمؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام، مما يمكنهم من إحداث بلبلة كبيرة فى وقت قصير، وأنتم تعرفون المتربصين المنتظرين مثل هذه الفرصة للنهش فى النظام والضغط عليه، بل وتحويل تلك الاحتجاجات إلى شأن دولى.
 
المعركة ضارية مع الدولة العميقة المسيطرة، والتى تلتف مثل أذرع الأخطبوط على كل أجهزة الدولة، وتعمل على حفظ مصالح السادة المنتفعين منذ أيام دولة مبارك حتى الآن، وهى من ناحية أخرى معركة لإعادة الهيكلة والتطوير والإنقاذ، بعد أن تحولت المناصب التنفيذية الرفيعة، والمكاتب الفنية المتخصصة إلى مجرد كراسٍ فارغة يشغلها غير المؤهلين، مما أدى إلى وقوع الكوارث وتضييع الحقوق.
 
تجديد الخطاب الدنيوى يعنى فى جانب منه محاربة الإهمال الجسيم الذى يجعل من المسؤول غير مهتم، وغير مبالٍ لعدم وجود المحاسبة والرقابة الفعلية على أدائه.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

دموع أحرجت العالم.. لحظات مؤثرة بمجلس الأمن بسبب أطفال غزة.. صور وفيديو

4 دول أوروبية تدعو لقبول فلسطين كعضو كامل العضوية بالأمم المتحدة

براءة الفنان هيثم محمد من تهمة حيازة الهيروين المخدر فى شقة الهرم

الزمالك يعاقب مصطفى شلبى

جهاز منتخب مصر يرحب بمبادرة إمام عاشور ويقبل اعتذاره


على طريقة إبراهيم الأبيض.. عاطل يقتل آخر أمام المارة فى العجمى بالإسكندرية

مجلس الوزراء: إجازة عيد الأضحى من الخميس 5 يونيو حتى الإثنين

موقف توني بوليس مع الزمالك بعد الاستقرار على تعيين جون إدوارد مديراً رياضياً

خفة دم "كتاليا عاشور" تخطف الأجواء في ليلة تتويج الأهلي بالدرع الـ45.. فيديو

طفح الكيل وكفى.. نيران الغضب تجتاح الداخل الإسرائيلى.. شغب وعنف فى تل أبيب..أولمرت وكبار السياسيين: غزة أرض فلسطينية وشعبنا يرغب فى وقف الحرب..الإعلام: الحكومة لا تعرف ماذا تريد.. ومساع لإعلان عدم أهلية نتنياهو


استشهاد وكيل إدارة المرور فى حادث مرورى بطريق وادى النطرون العلمين

عمر الساعى: الحمد لله أول بطولة دورى في سنة أولى أهلى

لاعب تنس ماهر.. بابا الفاتيكان يلتقط دميته من أحد الجماهير "صور"

سر اتهام نوال الدجوى لحفيدها أحمد بالسرقة.. شيك بقيمة 166 مليون جنيه

رئيس الوزراء يفتتح اليوم المقر الرئيسى لجهاز حماية المستهلك

محمد صلاح يتصدر قائمة الأكثر تأثيرًا فى أوروبا لموسم 2024-2025

منافس الأهلي.. ميسي يصنع التاريخ في فوز إنتر ميامي على مونتريال (فيديو)

صفقات الأهلي الجديدة تظهر اليوم في التتش تمهيداً لبدء الرحلة الحمراء

الوكالة الدولية للطاقة الذرية: المحادثات النووية بين إيران وأمريكا "لم تُحسم بعد"

أرقام مذهلة وانطباع رائع.. عمر مرموش "دينامو" مانشستر سيتي الجديد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى