بالصور.. فى الذكرى الـ 53 لتحويل مجرى النيل.. بُناة السد العالى يروون تفاصيل لحظات الكفاح تحت الشمس.. الأبطال: الغربة والموت تحت الحجارة كانت من أجل مصر.. والفرحة كانت لحظة ضغط "ناصر وخروشوف" على زر التحويل

بناه السد العالى
بناه السد العالى
أسوان – عبد الله صلاح

فى 16 مايو عام 1964، كانت مصر على موعد سجله التاريخ، حيث تم تحويل مجرى النيل لأول مرة إيذاناً بانتهاء المرحلة الأولى من بناء السد العالى، ووقف الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر وبجواره نيكيتا خروتشوف رئيس وزراء الاتحاد السوفيتى، ليعلن بدء تحول جديد فى مستقبل مصر.

الأبطال الحقيقيون للحدث من مهندسين وعمال، بعضهم على قيد الحياة يروون لأبنائهم وأحفادهم لحظات الكفاح والعمل الشاق فى أسوان، "اليوم السابع" التقى أبطال الملحمة وسجل ذكرياتهم مع الغربة والعمل تحت حرارة الشمس .

أحمد النوبى 64 سنة أمين عام مساعد جمعية بناة السد العالى فرع أسوان، قال" تمر علينا الذكرى تلو الأخرى ومازلنا نتذكر تلك الأيام التى أخلصنا فيها العمل فأخلص الله لنا العطاء، مضيفا: 16 مايو كان يوم تحويل مجرى النيل والانتهاء من المرحلة الأولى لبناء السد العالى، ووقتها كنت أعمل فنى هيدروليكى،وكانت هناك تجهيزات ليوم تحويل مجرى النيل استمرت لمدة ثلاثة أيام متتالية 14 و15 و16 مايو من عام 1964، حيث تم التمهيد لغلق المجرى المائى نهائيا عن طريق وضع كميات كبيرة من الصخور والأتربة بواسطة سيارات النقل، مع وجود فتحة عرضها 50 متر فقط لمرور المياه، وفى يوم الاحتفالية تم ردم هذه الفتحة بالكامل وتحويل مجرى النيل عقب تفجير السد الرملى أمام وخلف السد العالى.

وأشار النوبى، إلى أن تحويل مجرى نهر النيل بدأ فى الساعة الثانية إلا الثلث ظهراً، حيث تم إغلاق المجرى نهائيا وتحويل المياه إلى القناة الأمامية للسد العالى بطول 1950 متر مرورا بستة أنفاق رئيسية بطول 282 متراً وقطر 15 متراً للنفق الواحد، ليتم بذلك تغيير مجرى نهر النيل، وتنتهى المرحلة الأولى من إنشاء السد العالى والتى بدأت فى 9 يناير 1960 حتى 15 مايو 1964م.

فيما قال شوقى على سائق بلدوزر، أن المهندسين اتجهوا شرقاً وغرباً فى أسوان وصولاً إلى المكان الأفضل لموقع السد العالى، وكنا ننقل الرمال والصخور لردم المجرى القديم وبدأ العمل فى مجرى السد، وكان العمال يموتون أسفل هذه الصخور العملاقة وأثناء عمليات التفجير، كنا نعمل بحماس وصدق ونشعر بأن ما نبنيه ليس سد مياه فقط، ولكنا كنا نشعر بفخر لبناء حضارة ونهضة حقيقية لمستقبل هذا البلد، ووصلت بنا درجات التفانى فى العمل إلى أن بعض زملائنا كانوا لا يغادرون مواقعهم حرصاً على مواصلة العمل.

إبراهيم محمد حامد 75 سنة، واحد من أبطال ملحمة السد، " فاكر كويس تاريخ 16 مايو 1964 يوم تحويل مجرى النيل، اللى استقبله شعب مصر والأمة العربية بفرحة هتفضل خالدة على مر التاريخ، المناسبة دى حضرها الرئيس جمال عبد الناصر ورئيس وزراء الاتحاد السوفيتى نيكيتا خروشوف، لافتًا إلى أن السد العالى كان بمثابة تحدٍ مصرى خالص، وعقب القرار التاريخى الذى اتخذه عبد الناصر وقتها ببنائه بإرادة الشعب وتضحياته، بعد قرار البنك الدولى بـ"توصيات أمريكية" برفض تمويل السد العالى،  نظمت الدولة احتفالاً بهذه المناسبة، كما كانت تقيم للعمال حفلات أضواء المدينة، بحضور نخبة من الفنانين الكبار منهم فايزة وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش.

وقال عز عبد السلام ميكانيكى بالمعاش، فى اليوم الثالث والأخير فى تحويل مجرى النيل، استيقظ جميع العمال للاستعداد للاحتفال وكأنه يوم عيد للمصريين، وفى الصباح وقبل بدأ التفجير أخلى جميع العاملين فى السد موقع التفجير، وقام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالمرور على العمال وتحيتهم، واصطف الجميع ينتظر اللحظة الحاسمة، فالعمال فى الجانب الشرقى والرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبرفقته وزراء الاتحاد السوفييتى نيكيتا خروشوف، والرئيس العراقى عبد السلام عارف والرئيس اليمنى عبد الله السلال، ضغطوا على زر تحويل مجرى نهر النيل لأول مرة فى التاريخ وإقفال مجرى النيل القديم والبدء فى تخزين المياه ببحيرة ناصر، ودوى صوت الانفجار كطلقة الاحتفال .

لطفى أحمد يعقوب البالغ من العمر 83 سنة، يروى حكايته مع ملحمة السد العالى، التى شارك فيها ضمن جيش البنائين والعمال الذين صنعوا الملحمة بالجهد والعرق، قال "أنا جنب السد العالى حبيبى، هو ابنى اللى بنيته، هعيش وأموت جمبه".

وقال على تركى محمد حسنين البالغ من العمر 77 سنة، "مصر تواجه تحديات خطيرة فى المرحلة الحالية والرئيس عبد الفتاح السيسى يكافح بنجاح، ويخطو خطوات ثابتة ناحية التقدم والتنمية والنهضة بمصر والوصول بها لبر الأمان مثلما فعل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لافتاً إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة يعتبر أمل جديد للمصريين مثلما كان السد العالى بالنسبة لهم".

و أكد المهندس محمد فرج الله، الرئيس السابق لشركة المحطات المائية بالسد العالى، أن بناء السد العالى لم يكن بالأمر السهل، إذ لجأت مصر الى كلا من الولايات المتحدة وانجلترا والبنك الدولى الذى أقر تمويل مشروع بناء السد ، فى سنة 1955، و كانت عملية تمويل قروض مشروع بناء السد العالى كلها مشروطة منذ البداية ، فقد صاحب أعلان البنك الدولى مذكرة الغرب – بريطانيا والولايات المتحدة ألأمريكية – وبها شروط مجحفة تتناول السيادة الوطنية على مصر كأساس لتنفيذ المشروع.

وأوضح المهندس فرج الله، رغم ذلك الرفض لم تتخلى مصر عن هدفها فى ضرورة بناء السد الهالى لحتميته الاقتصادية، وكان رد عبد الناصر الحاسم على سحب أمريكا وانجلترا تمويل بناء السد هو تأميم قناة السويس كشركة مساهمة مصرية، مشيراً إلى أن السد بدأ التفكير فى تنفيذه بواسطة المهندس اليونانى المصرى دانينيوس فى نهاية عام 1952، وبدأ التنفيذ الفعلى للمشروع فى 9 يناير 1960، وانتهت المرحلة الأولى فى منتصف مايو 1964 بتحويل مياه النهر إلى قناة التحويل، وفى منتصف أكتوبر 1967 ارتفع جسم السد إلى 172 متراً، وانطلقت الشرارة الأولى من محطة كهرباء السد العالى فى 9 يناير 1969 بتشغيل 3 توربينات، وفى يوليو 1970 اكتمل المشروع بتشغيل 12 توربين، وبلغت تكلفة بناء السد العالى حوالى 400 مليون جنيه ولو أردنا بناؤه اليوم سيتكلف 18 مليار جنيه، والسد بناء من رخام الجرانيت والرمال والطمى تتوسطه طبقة صماء من الطين الأسوانى، والسد يغلق مجرى النهر فى مسيرة حوالى 7 كم الى الجنوب من خزان أسوان القديم ويحول المياه إلى مجرى جديد عبارة عن قناة مكشوفة تتوسطها 6 أنفاق متصلة فى نهايتها بمحطة كهرباء مزودة بـ 12 وحدة.

و أشار المهندس هشام فرغلى، مدير عام متحف النيل بأسوان، إلى أن وزارة الرى أدركت أهمية النيل فى التواصل مع دول الحوض الإفريقى، وأنشأت متحف النيل بمدينة أسوان فى 10 يناير عام 2016، بتكلفة بلغت نحو 85 مليون جنيهاً، لافتاً إلى أن المتحف يحمل رسالة مهمة للمصريين وهى التواصل الإفريقى عبر نهر النيل، والتأكيد على أهمية قطرة المياه فى حياتنا، بجانب دور المتحف فى المشاركة المجتمعية للمناسبات والاحتفاليات والندوات والمؤتمرات.

_أحد-بناة-السد
 
_صحفى-اليوم-السابع-مع-أحد-بناة-السد
 
أحد-بناة-السد
 
المشاركون-فى-بناء-السد
 
بناة-السد
 
جدارية-بناء-السد
 
جسم-السد-قديماً
 
جمال-عبد-الناصر-يضغط-زر-التفجير
 
جولة-لعبد-الناصر-فى-السد-العالى
 
ذكريات-عبد-الناصر-خلال-افتتاح-السد
 
رئيس-وزراء-الاتحاد-السوفيتى
 
صحفى-اليوم-السابع-مع-أحد-بناة-السد
 
متحف-النيل-بأسوان
 
مستعمرة-السد-العالى-بأسوان
 
من-ذكريات-بناء-السد-العالى
 
وسام-شرف-لبناة-السد
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مقترح الرابطة يمنح قبلة الحياة لـ3 أجانب فى الأهلي قبل مونديال الأندية

فيفا يخطر الزمالك رسميًا برفع عقوبة إيقاف القيد بعد دفع مستحقات بوطيب

شاهد.. 3 لقطات قد تكتب تاريخًا لا يُنسى حال تتويج الأهلي بالدورى

موعد مباراة الأهلى والزمالك فى نصف نهائي سوبر السلة

غدا طقس حار بالقاهرة شديد الحرارة جنوبا ونشاط رياح والعظمى بالعاصمة 31 درجة


وزير العمل ومحافظ دمياط يفتتحان ملتقى توظيف لتوفير 1100 فرصة عمل للشباب

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

تزوجى من غيرى ولا تحرمى نفسك من شىء.. آخر كلمات إيلى كوهين فى وصيته

وزارة العمل تعلن فرص عمل جديدة فى الصيدليات برواتب تصل لـ9400 جنيه

كريم نيدفيد يفضل الانتقال لهذا النادى بعد الرحيل عن الأهلى


بعد العثور على أرشيف الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين.. الموساد يبحث عن رفاته

تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك

ترتيب الحذاء الذهبي الأوروبى 2025.. مبابي يتفوق على محمد صلاح

النيابة تحقق فى سرقة ملايين الدولارات من مسكن الدكتورة نوال الدجوى بأكتوبر

بعثة الحج المصرية تبدأ تفويج الحجاج من المدينة إلى مكة استعدادًا للمناسك

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

"ليلة التتويج".. موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للدوري

طليقها يطالب برؤية الطفل.. 6 معلومات عن دعوى رؤية نجل جورى بكر

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

جولة بالأتوبيس الترددى بعد التشغيل التجريبى للمرحلة الأولى بإجمالى 14 محطة.. يعمل بالكهرباء ومدعم بكاميرات مراقبة وهذا سعر التذكرة.. أنفاق داخل المحطات لربطها بجانبى الطريق.. والميكروباص لن يعود.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى