سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 17مايو 1905.. اليونانية الجميلة صاحبة «أنيس الجليس» تطارد الخديوى عباس حلمى الثانى

عباس حلمى الثانى
عباس حلمى الثانى
«حاولت الزلفى بجمالها عند الخديوى مرارا، وحامت حوله سنوات، ولكنه غض النظر عنها، فأرسلت إليه رسالتين، الأولى، يوم 17 مايو «مثل هذا اليوم» من عام 1905، والثانية، يوم 23 مايو».
 
هكذا يصف أحمد شفيق باشا فى مذكراته «الهيئة العامة لقصور الثقافة–القاهرة» الحال التى كانت عليها مدام «ألكسندرا أفيرينو ملتيادى» وهى تطارد الخديوى عباس حلمى الثانى، حالمة بـموعد فى أى مكان، «حتى تهدأ الآلام التى تحرق فؤادى، واليأس المستحوذ على»، كان «عباس الثانى» وقتئذ يبلغ من العمر 31 عاما «مواليد 14 يوليو 1874»، ومتزوجا من الأميرة «جويدان»، وهى سيدة تركية كتبت مذكراتها باللغة الألمانية وتمت ترجمتها إلى العربية وصدرت عن «دار الهلال»، وكان يحكم مصر منذ 8 يناير 1892 بعد وفاة والده الخديو «توفيق» أكبر أبناء الخديوى إسماعيل.
 
أما«أفرينو» فكانت تعيش فى الإسكندرية، لكنها لم تكن سيدة مجهولة، فهى، وفقا لـ«شفيق باشا»، «سيدة يونانية متمصرة تصدر مجلة «أنيس الجليس» بالإسكندرية»، ووفقًا لـ«نبيل السمالوطى» فى كتابه «الصحافة النسائية وتاريخها فى مصر» «مكتبة جزيرة الورد- القاهرة»: «يونانية أرثوذكسية ولدت فى بيروت وكانت جدتها لوالدتها مصرية»، أما الصحفى اللبنانى  «جان داية» فيذكر عنها «فتاة بيروتية من آل الخورى، هاجرت مع والدها قسطنطين إلى الإسكندرية، وتزوجت من مهاجر إيطالى يدعى ملتيادى أفيرينوه، ومثلت مصر فى مؤتمر «السلم العالمى» الذى ترأسته الأميرة الإيطالية «فيزينوسكا»، وخلال المؤتمر أعجبت الأخيرة بها، ونشأت بينهما صداقة عميقة إلى درجة أن الأميرة الإيطالية المسنة باتت تعتبرها بمثابة ابنتها، خصوصا أنها لم ترزق بمولودة، وعندما توفيت اكتشف زوجها الأمير«فيزيتوسكا» أن وصيتها الأخيرة تقضى بانتقال لقب الإمارة إلى «ألكسندرا» وعائلتها، وسرعان ما صدق ملك إيطاليا «فيكتور عمانوئيل» على الوصية، فغدت السيدة البيروتية المتمصرة أميرة إيطالية».
 
من واقع هذه السيرة، يمكن القول إن «ألكسندرا» طاردت «عباس الثانى»، مستندة على أنها، أميرة، جميلة، ليست كنساء عصرها كونها مثقفة وصاحبة مجلة نسائية هى «أنيس الجليس»، وصدر العدد الأول منها عام 1898، ووفقا لـ«السمالوطى»: «تعد واحدة من أهم المجلات التى تناولت قضية المرأة قديما، واستمرت فى الظهور أكثر من 10 سنوات تقريبا، وكان مقرها فى شارع أفيروف بالإسكندرية، ومكتوب تحت عنوانها الرئيسى أنها مجلة «نسائية- علمية- أدبية- فكاهية- لمنشئتها ألكسندرا ملتياى أفيرينوه» كريمة المرحوم قسطنطين خورى، وقيمة الاشتراك 80 ثمانون قرشا فى القطر، 25 فرنكا فى الخارج».
 
وإذا كانت «ألكسندرا» طاردت الخديوى لسنوات كما يؤكد «شفيق باشا»، فإن خطابها إليه يوم 17 مايو 1905 كان ذروة هذه المطاردة، ويأتى «شفيق» بنصه فى مذكراته، وفيه أنها مصدومة مما بلغها من سعادة حسين زكى بتأجيل موعدها مع الخديوى إلى ما بعد عودته من رحلته إلى «الآستانة» و«أوروبا»، تقول: «آه يا مولاى من يصف الآلام التى تحرق فؤادى واليأس المستحوذ على، أشعر بأنى مدفوعة بيد القضاء إلى وهدة الشقاء ومنها إلى وهدة الفناء، وإن حسين بك لو كان يروى لسموك ما شهده من قلقى وسوء حالى حين بلغنى ذاك الخبر بالتأجيل، لتيقن ما ينطوى عليه فؤادى وعرف مبلغ ما أنا فيه من التلهف الشديد لتلك المقابلة السنية التى هى طوع إرادة مولاى فى كل حين يريدها فيه، وفى أى مكان يعينه لها».
 
أضافت «ألكسندرا»: «لقد أكثرت من إظهار الأسى والحزن مضطرة بسبب ما يعلمه مولاى، فلعل كرمه يريحنى من عناء المدة الطويلة المستقبلة، فقد كفانى ما قاسيت منه أطول منها قبلا، وعسى أن يكون هذا الرجاء كأنه آخر اليأس المتصل بأول النجاح، وتكون تلك المقابلة أتعلل بها مدة تلك الرحلة، ولقد عهدت مولاى يمنح السعادة لكل من يطلبها منه، ولهذا صرت فى جانب الأمل الكبير بأن هذه التعيسة المخلصة تنال تلك السعادة التى صارت تستحقها بكثرة ما بذلت لها من الصبر الوافر والقلق الطويل، ولاشك أن كرم مولاى وانعطافه يكونان ضامنين لهذا الأمل إذ هو بعد الله على كل شىء قدير وبكل دعاء من هذه المخلصة جدير».. توقيع «عبدة سموكم التعيسة.. ألكسندرا أفيرينو».
 
فى رسالتها الثانية، وكانت يوم 23 مايو، شكت إلى الخديوى أن لها سوقًا فى الرمل وقطعة أرض بجانبه أخذها الخوجا مانولى رزفوداكبى وعاكسها فيها معاكسة تفضى إلى الضرر، وطلبت من الخديوى إصدار إشارة منه إلى الخوجا بأن يمتنع عن أخذ هذه الأرض، لكن الخديوى لم يفعل، وحسب شفيق باشا: «رغم هذه المساعى المتكررة لم تفز من الخديوى بطائل».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

5 طرق فعالة للتخلص من دهون الخصر

5 طرق فعالة للتخلص من دهون الخصر الإثنين، 18 أغسطس 2025 08:00 ص

الأكثر قراءة

العالم ينتفض من أجل غزة.. غضب شعبى فى أوروبا.. مدن كبرى تشهد مسيرات حاشدة مطالبة بوقف إطلاق النار فى القطاع.. الدنمارك: نتنياهو أصبح "مشكلة".. ومأساة إنسانية مستمرة وإجلاء 31 طفلًا من غزة إلى إيطاليا للعلاج

محمد صلاح يواصل التقدم بترتيب هدافي الدوري الإنجليزي التاريخى.. إنفوجراف

رسوم التأشيرة الجديدة تكلف الولايات المتحدة خسائر سياحية بـ9.4 مليار دولار

4 شهداء بينهم طفلة بقصف إسرائيلى على غزة والنصيرات

أوسكار رويز يرفض إلغاء قرار طرد محمد هاني بعد شكوى الأهلي


ترامب: استعادة القرم وعضوية الناتو أمران غير واردين لأوكرانيا

وصول القطار الخامس للأشقاء السودانيين إلى محطة السد العالى بأسوان..صور وفيديو

ليلة فى حب ياسين التهامى.. الجمهور يتفاعل مع الشعر الصوفى وقصائد المديح النبوى والابتهالات في الدورة 33 لمهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. والموسيقار عمرو سليم يعزف أجمل موسيقى أغنيات نجوم الزمن الجميل.. صور

موعد مباراة الزمالك ومودرن سبورت فى الدوري المصري والقناة الناقلة

مواعيد الأتوبيس الترددى على الطريق الدائرى وموعد غلق المحطات


سامح حسين يعلن وفاة الطفل حمزة ابن شقيقه عن عمر يناهز الـ 4 سنوات

10 مخالفات بقانون حماية المنافسة عقوبتها الحبس وغرامة 100 ألف جنيه

الصراع والفقر ينشران الكوليرا.. الصحة العالمية: 390 ألف إصابة و4300 وفاة فى 31 بلد منها السودان واليمن.. الصراعات تفاقم الأوضاع الصحية.. واليونيسف تحذر: 80 ألف طفل يواجهون خطر الإصابة بالكوليرا في موسم الأمطار

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

تعرف على مواعيد القطارات على خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الإثنين

أخبار 24 ساعة.. تفاصيل وموعد أول أيام شهر رمضان 2026 فلكيًا

إخلاء سبيل التيك توكر علاء الساحر في تهمة احتجاز شخص والاعتداء عليه

محمود سعد: أنغام تعانى من ألم شديد والأكل فى تراجع ومفيش كلام عن موعد خروج

نجاة الفنان شريف خير الله من الغرق ويعلق: كنت هروح فيها

روسيا تحبط هجوما أوكرانيا بطائرة مسيرة على محطة "سمولينسك" النووية

لا يفوتك

5 طرق فعالة للتخلص من دهون الخصر

5 طرق فعالة للتخلص من دهون الخصر الإثنين، 18 أغسطس 2025 08:00 ص


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى