ارتباك حركة الطيران بمطار صينى بسبب تسلل طائرة بدون طيار لمنطقة الإقلاع

تسبب تسلل طائرة بدون طيار إلى منطقة المجال الجوى لهبوط وإقلاع الطائرات فى مطار بمقاطعة يوننان بجنوب غربى الصين، فى إجبار 32 رحلة على الهبوط فى مطارات بديلة أو عودتها أمس الاثنين.

وأفادت مصادر بمطار تشانغشوى الدولى بمدينة كونمينغ عاصمة مقاطعة يوننان - فى تصريح اليوم الثلاثاء - إنه تم اكتشاف وجود الطائرة المتسللة بينما كانت أحد الطائرات تقوم بالهبوط فى حوالى الساعة الثانية من بعد ظهر أمس بتوقيت بكين مما تسبب فى تعليق حركة الطيران بشكل مؤقت وعودة 28 رحلة وهبوط 4 رحلات أخرى فى مطارات بديلة.

واستأنف المطار العمل بشكل عادى بعد نحو الساعة أو اكثر بعد التأكد من زوال الخطر.

وذكر تقرير لوكالة شينخوا الرسمية للأنباء فإنه ومنذ 2 فبراير الماضي، تعرض المطار لحوادث إرباك الرحلات من قبل ست طائرات بدون طيار على الأقل . وأطلقت الشرطة المحلية تحقيقات فى تلك الحوادث.

وهذا ليس هو المطار الصينى الوحيد الذى يتعرض لمثل هذه المشكلة ففى أواخر أبريل الماضي، أقلعت 4 طائرات بدون طيار بشكل غير شرعى فوق مطار شوانغليو الدولى بمدينة تشنغدو عاصمة مقاطعة سيتشوان بجنوب غربى البلاد، مما أجبر 58 رحلة على الهبوط فى مطارات بديلة وعودة 4 رحلات بجانب إلغاء أكثر من 10 رحلات أخرى.

وكان الخبراء الصينيون ووسائل الإعلام قد دعوا مؤخرا إلى تنفيذ لوائح واضحة بشأن صناعة الطائرات بدون طيار فى الصين حيث اعتبر الكثيرون أن الحوادث المتكررة الناجمة عن التحليق العشوائى والرحلات غير المنظمة لتلك الطائرات تمثل تهديدا للسلامة الجوية فى البلاد.

وقد شهدت صناعة الطائرات بدون طيار نموا سريعا فى الصين فى السنوات الأخيرة، ووفقا لما ذكرته صحيفة مورنينج اكسبريس التى تتخذ من تشجيانغ مقرا لها فإن عدد الطائرات بدون طيار فى الصين عام 2015 بلغ أكثر من 100 ألف طائرة مع تضاعف هذا العدد كل عام.

وأشارت الصحيفة إلى أن إنتاج الصين من تلك الطائرات متقدم جدا وضربت على سبيل المثال الطائرات بدون طيار من طراز تش-5 التى يعتقد أنها واحدة من أقوى الطائرات من هذا النوع فى العالم، والتى وافقت السلطات الصينية على منح رخصة للبدء فى تصديرها فى نوفمبر 2016.

وتلك الصناعة المزدهرة بدأت منذ فترة فى لفت النظر إلى ما قد تجلبه من المخاطر على الطيران المحلي. ففى يناير الماضى مثلا، اعتقلت الشرطة الصينية عشاق طيران هواة فى شياوشان بمقاطعة تشجيانغ بعد استخدام طائرة بدون طيار لتسجيل لقطات خلال عملية هبوط طائرة ركاب بأحد المطارات.

وقد أثارت هذه اللقطات التى تظهر الطائرات بدون طيار تحلق بالقرب من طائرة الركاب إدانة عامة، حيث حذر الكثيرون وقتها من أن التراخى فى الرقابة على الطائرات بدون طيار قد تعرض حركة الطيران المدنى والعسكرى بالبلاد للخطر.
وبسبب الشعبية المتزايدة للطائرات بدون طيار فى السوق الصينية، قامت صحيفة (الشعب) الصينية بنشر تقرير عنها فى أواخر فبراير الماضى حيث نقلت عن قاو يوان يانغ، مدير بحوث صناعة الطيران بجامعة بيهانغ فى بكين قوله، إن "الصين تمثل أكثر من 70 % من سوق الطائرات بدون طيار المدنية فى العالم".

ووفقا لما ذكره سيمون هوانغ، وهو خبير محترف فى مجال تشغيل تلك الطائرات، للصحيفة فإن الصين تواجه مشكلة وصفها بأنها من المرجح أن تكون من أشد قضايا الأمن الجوى خطورة، حيث أن العديد من الطائرات بدون طيار فى البلاد مملوكة لأفراد لا يوجد لدى الغالبية العظمى منهم أى ترخيص مهني.

وقالت الصحيفة إنه بالبحث عن الكلمة المفتاحية "طائرات بدون طيار" على موقع JD.com، الذى يعد واحدا من أكبر مواقع التسوق عبر الإنترنت فى الصين، يظهر أكثر من 7،500 نوع من أنواع الطائرات مع أسعار تتراوح بين 390 ألف يوان إلى 25 يوان فقط. وحذرت الصحيفة من أن المشكلة لا تتمثل فقط فى انخفاض سعر تلك الطائرات ولكن أيضا فى سهولة الحصول عليها حيث لا يطلب من المشترين أى نوع من التراخيص أو الوثائق الرسمية قبل شراء الطائرة.