هل يمكن؟!

الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
"«هل يمكن تحقيق ذٰلك؟!»؛ لم تكُف هٰذه الكلمات عن التردد فى أفكاره بشدة، وكأنها رياح عاتية تريد أن تنتزع منه شيئًا طالما بات يرافقه فى كل لحظات حياته! إنه لا يدري: أوُلد والخوف يَطغَى على شطآن حياته، أم أنها أمواج الحياة التي جلبت إليه القلق والخوف من كل ما يمر به؟ حتى مجرد الضحكات البسيطة علمته أن يستعد لمواجهة ألم قادم. هل حقًا يمكنه عبور تلك المعركة التي يتوقف عليها مصير حياته مع أن فرص النجاح باتت قليلة، وأن يُثبت ـ ربما لنفسه قبل الآخرين ـ أنه يمكنه النجاح في معترك النجاح؟! أيستمر، أم يتراجع؟! ظلت أصداء الأحرف والكلمات تُدَوِّي في رأسه كدَوِيّ أمطار لا تتوقف!". 
 
كثيرًا ما تمر بحياة الإنسان لحظات يشعر فيها باقترابه من الهزيمة في أحد معتركات الحياة؛ فيحاول التراجع أو التوقف عن الحُلم والأمل في تحقيق ما يصبو إليه، وخاصةً عندما يكون فردًا في مجموعة استسلم أفرادها للهزيمة؛ حينئذ اسمح لي، يا عزيزي، أن أقول لك: في طريق الحياة لا تتوقف أبدًا فإنه حينئذ تكون بداية النهاية! ودعني أوضح كلماتي تلك بمشهد رأيته في مقطع ڤيديو قصير أرسله إليَّ أحد الأصدقاء بعد أن كنا نتحادث عن أهمية وجود الأمل في حياة الإنسان كي يمكنه أن يواصل الحياة بنجاح.
 
كانت مشاهد الڤيديو لفريقين من الصبيان في لُعبة طالما مارسها كثير منا في تلك المسابقات التي كنا نقيمها في الأندية والمؤتمرات؛ كان الفريقان الأصفر والأحمر ـ بحسب لون الملابس الرياضية التي يرتديها أفراد كل منهما ـ يَُمسكان كلٌّ بحبل طويل محاولاً جذب جميع أفراد الفريق الآخر إلى عُبور الخط الفاصل بينهما ليفوز. ظل كل فريق يحاول جذب الآخر لتخطي ذٰلك الخط، فتارة تتجه الغلبة لتميل إلى الفريق الأصفر، ثم تارة يجتهد الفريق الأحمر حتى تبدو كِفَّته أنها تَرجُح؛ وهٰكذا ظل الحال بعضًا من الوقت، إلى أن تمكن الفريق الأصفر من جذب جميع أعضاء الفريق الأحمر إلى ما بعد خط التسابق ما عدا فردًا واحدًا منهم كان عليه الاختيار!!! فإمّا أن يستسلم للفشل ويفقد الأمل في تحقيق الانتصار بعد أن صار بمفرده، وإما أن يستمر في جذب الحبل محاولاً إنقاذ فريقه بأسره!!! لم يكُن أحد يدري ما يجول بخاطر ذٰلك الصبيّ، أو هل مرت به أفكار متصارعة. على أية حال، لقد صمد الصبيّ أمام جميع التحديات، بل ازداد تشبثًا بما لديه من الحبل، حتى إنه حين اقترب من ذٰلك الخط الفاصل ازداد في تعزيز جهوده ومقاومته للهزيمة، رافضًا الاستسلام البتة. ويبدو أن محاولاته تلك ألقت شعاعًا من أمل في رُوع أعضاء فريقه حتى سرت بينهم قوة تَحفِزهم على الانتصار؛ لتنتهي المباراة بفوز الفريق الأحمر الذي كاد أن يُهزم لولا إيمان أحدهم العميق بما يقوم به وإن الهزيمة تبدأ من أعماق الإنسان أولاً فلم يمنحها فرصة الانتصار على ما لديه من عزيمة لتحقيق الآمال والطموحات. 
 
الحياة أمل وعمل من أجل تحقيق ذٰلك الأمل، ولا مكان ليأس أو تراجع أو فشل.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر

مواعيد مباريات اليوم الخميس 18-12-2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

الحسابات الفلكية تكشف موعد بداية شوال وأول أيام عيد الفطر 2026

باريس سان جيرمان يحقق إنجازا تاريخيا بعد التتويج بلقب كأس الإنتركونتيننتال


تحذير هام من الشبورة المائية.. حالة الطقس اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025

من 10 سنوات سجن إلى سنة مع الإيقاف.. مفاجأة فى قضية تزوير توكيل عصام صاصا

يوسف الشريف والمخرج توبة.. رهان جديد فى «فن الحرب» على شاشات المتحدة

نبيل الكوكى: الأهلي المرشح الأول للدوري.. والمصري يمتلك مقومات النجاح

مراسم تتويج باريس سان جيرمان بلقب كأس القارات للأندية.. فيديو


ارتفاع حصيلة البعثة المصرية بدورة الألعاب الأفريقية للشباب إلى 52 ميدالية

محمود حميدة وشريف منير وعماد زيادة وهانى رمزى يشاركون فى عزاء شقيقة عادل إمام.. صور

قرار عاجل من النيابة فى واقعة وفاة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

رويترز: المملكة المتحدة تعفى حقل ظهر من العقوبات المفروضة على روسيا

اتحاد الكرة: 9 مكاسب فى إسقاط منتخب مصر لنيجيريا قبل أمم أفريقيا

هل يتم تجديد مسلسل It: Welcome To Derry لموسم ثانٍ؟

ابنة نيكول سابا تظهر لأول مرة فى كليب تلج تلج احتفالاً بالكريسماس

أول أيام شهر شعبان فلكيًا الثلاثاء 20 يناير 2026.. وعدته 29 يوما

حكاية مكالمة حزينة جمعت عبد الحليم حافظ وأم كلثوم قبل وفاة الأخيرة

تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى