سودانى على شط النيل

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم - وائل السمرى
انكسرت موجة الحر قليلا مع دخول منتصف الليل، وأصبح الجو «عليلا» بحق، نسمات باردة تأتى من حين لآخر، فتوقن أن المكوث فى البيوت الآن لا يمكن وصفه سوى بالعقاب، الانسيابية النسبية لحركة المرور جعلت السير بالسيارة أشبه بنزهة كاملة الأوصاف، لم تخفض السيارة من سرعتها إلا حينما صعدت مطلع كوبرى أكتوبر من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض فى اتجاهى إلى الدقى، وهنا انتبهت إلى أن صوت أم كلثوم الذى يفوح من سيارتى عاليا بعض الشىء، ترددت قليلا: هل أخفض الصوت أم أتركه؟ هل أسبب إزعاجا للمارة بهذا الصوت أم أسبب ارتياحا؟ سرعان ما استبعدت تلك الأسئلة من ذهنى بسؤال آخر: من هذا الذى قد ينزعج بصوت الست وهى تقول: يا حبيبى ونبض قلبى ونور حياته.. يا ابتسام ليلى وخياله وذكرياته»؟ فتركت الصوت على حاله متغاضيا عن وخز خفيف من ضمير أسكرته النشوة.
 
لم يدم هذا الوخز الضميرى الذى يشبه الدغدغة سوى لحظات قليلة، فعلى الجانب الآخر من الطريق الذى أصبح أكثر بطئا بفعل تدافع السيارات من كل جانب، سارت بجوارى سيارة أجرة حملت ثلاثة شباب هم عبارة عن ابتسامة سمراء بهية، لم ألحظ هذه السيارة فى البداية من شدة سكرتى بصوت الست، ثم تنبهت على صوت «كلاكس» السيارة وتلويحات الشباب الذين يستقلونها، أحدهم أخرج نصف جسده من السيارة صائحا، الله يا مصر الله يا مصر، النيل وأم كلثوم الله.
 
معرفة أن هؤلاء الشباب سودانيون لم تكن صعبة ولا عسيرة، يميزهم كل شىء، وأكثر ما يميزهم هى تلك الابتسامة التى تشبه «الماركة المسجلة» بسمة أعرفها وأحبها، بسمة لم يسر إليها عفن السياسية ولا خبث النوايا، فرحت بهم والله كما لم أفرح، رفعت الصوت أكثر مستجيبا لنداءاتهم، فسارت السيارتان مترنحتان بفعل «ما تعذبناش ما تشوقناش.. وتعالى نعيش فرحتنا هنا»، هكذا سرنا، وكلما شهدت حارتى انفراجة نسبية أبطأت من سيرى لكى لا يبتعد الصوت عن أصدقاء اللحظة الحانية، وكلما ابتعدت قليلا عن رفقائى فى الهيام بـ«النيل والست» لحقت بى سيارتهم، وكأننا فى مطاردة حامية، حتى تفرقت السيارتان بفعل اختلاف السبل، وفى قلبى نشوة حقيقية ويقين لا يتزعزع بمحبة هذا الشعب الصادق.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مكتب التنسيق: إتاحة الفرصة للطالبة عائشة أحمد بإعادة ترتيب الرغبات مرة أخرى

وزير الثقافة يحضر عزاء الدكتور يحيى عزمى بمسجد الشرطة

التداوى بالطبيعة ينعش موسم السياحة العلاجية فى واحة سيوة.. حمامات رمال جبل الدكرور أحد أسرار الطبيعة المتوارثة عن الفراعنة لعلاج أمراض العظام المزمنة.. تخفيف آلام الروماتيزم والروماتويد وآلام المفاصل لمدة عام

البرازيلى خوان ألفينا لاعب الزمالك وزوجته فى زيارة للأهرامات.. صور

الداخلية تضبط متهما زعم صلته بتجار مخدرات وآثار واستعداده لتقديم معلومات عنهم


الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة خلال آخر أسبوع فى أغسطس

بعد إعلان رؤية هلال ربيع الأول.. تعرف على موعد المولد النبوى الشريف 1447

بدء عزاء يحيى عزمى بمسجد الشرطة بحضور أشرف زكى وإيهاب فهمى

الوكرة ضد الدحيل.. حمدى فتحى أساسيا فى قمة الدورى القطرى

رسميا.. أرسنال يعلن التعاقد مع إيبيريتشي إيزي


نائب رئيس مجلس الوزراء يقرر تكريم عامل مزلقان بني سويف لشجاعته

الداخلية تضبط تيك توكر استدرجت مواطنًا لمنزلها بالسلام وضربته

آرسنال ضد ليدز.. جيوكيريس يقود هجوم الجانرز فى الدورى الإنجليزى

شاهد تصوير جوي لأعمال تركيب القضبان وتشطيبات محطات القطار السريع.. صور

صاحبة دعوى تعويض ضد الزمالك: تلقيت 1000 مكالمة سب وتنمر عقب نشر إعلان الدباغ

تنفيذ حكم الإعدام على مندوب مبيعات أدين فى خطف طفل وقتله بالإسماعيلية

سيدة تطالب بتعويض 20 مليون جنيه من الزمالك لظهور رقمها في إعلان "الدباغ"

وزير الإسكان ومحافظ مطروح يتفقدان محطة تحلية مياه البحر "الرميلة 4"

"بكالوريا ولا ثانوية؟".. 10 فروق بين النظامين.. البكالوريا تجمع عدة مسارات وتعدد مرات دخول الامتحان.. تمنح فرصا محلية بمعايير عالمية وتنهى كابوس الثانوية العامة.. تؤهل لسوق العمل وقواعد التنسيق واحدة بالنظامين

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية بموازنة 26/25.. قفزة لحماية ملايين الأسر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى