أمل دنقل.. ورأى الرب ذلك غير حسن

احمد ابراهيم الشريف
احمد ابراهيم الشريف

«قلتُ فليكن الحب فى الأرض، لكنه لم يكن/ أصبح الحب ملكاً لمن يملكون الثمن!/ ورأى الربُّ ذلك غير حسنْ»

.
 
يأتى الشعراء ويذهبون، وتقال القصائد وتنطفئ، ويبقى أمل دنقل شاهدا على القصيدة العربية مضيفا لها ومحافظا على رونقها وقدرتها على صناعة الجمهور دون التقليل من قيمتها الفنية.
 
فى 21 مايو 1983 رحل الشاعر الكبير أمل دنقل، مرتاحا من الألم الذى كان يسكن جسده ويتعبه، لكنه وبعد 34 عاما على هذا الرحيل لا يزال حيا كونه شاعر الرفض الأشهر والامتداد الأبرز لتاريخ من الشعرية العربية من وجهة نظر الكثيرين.
 

«قلت: فليكن العدل فى الأرض/ لكنه لم يكن/ أصبح العدل ملكاً لمن جلسوا فوق عرش الجماجم بالطيلسان- الكفن!/ ورأى الرب ذلك غير حسنْ!»

على الشعراء والنقاد والمثقفين أن يتأملوا جيدا تجربة أمل دنقل ويدرسونها ويحاولون البحث عن الأشياء التى فتحت له قنوات تواصل مع الجمهور، وأصبحت قصائده جزءا من زادهم الأدبى، ومؤرخا لجانب مهم من ثقافتهم فى تلك الفترة دون التنازل عن الفن.
 

«قلت: فليكن العقل فى الأرض، لكنه لم يكن/ سقط العقل فى دورة النفى والسجن/ حتى يجن/ ورأى الرب ذلك غير حسن!»

.
فى زمن أمل دنقل كانت الحرب على أشدها فى الداخل والخارج، فإسرائيل احتلت الأرض وتبين أننا محض هواء، وأننا غير مستعدين للمواجهة، وأن الأزمة ساكنة فينا بشكل كبير، وأننا مشغولون بإيذاء بعضنا أكثر مما نحن مهتمون بهزيمة عدونا، وكان أمل دنقل موجودا يعرف ذلك مسبقا لذا كتب قصيدته الشهيرة

«البكاء بين يدى زرقاء اليمامة»

.
 

«أسأل يا زرقاءْ/ عن فمكِ الياقوتِ عن نبوءة العذراء/ عن ساعدى المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة/ عن صور الأطفال فى الخوذات.. ملقاةً على الصحراء/ عن جارى الذى يَهُمُّ بارتشاف الماء/ فيثقب الرصاصُ رأسَه»

.
 
القصائد ذات اللمسة السياسية لم تصنع أمل دنقل، إلا بقدر ما أدخل فيها من فن، فهو لم يقف خطيبا يطالبنا بالاصطفاف والتقدم فى خطوات منتظمة ناحية المعركة، لكنه أدخلنا فى حكايات تاريخية استحضرها من الماضى ومنحها الحياة بشكل مختلف، ولعل قصيدته

«مقابلة خاصة مع ابن نوح»

والرؤية المختلفة التى عرضها للوطن ومحبيه قادرة على بث الروح فى نفوس مستمعى القصيدة وقرائها.
 

«هاهم الجبناء يفرون نحو السفينة/ بينما كنت/ كان شباب المدينة/ يلجمون جواد المياه الجموح/ ينقلون المياه على الكتفين/ ويستبقون الزمن/ يبتنون سدود الحجارة/ علهم ينقذون مهاد الصبا والحضارة/ علهم ينقذون ... الوطن!».

 
أمل دنقل لن يموت أبدا، لأنه اختار القصيدة مسكنا أبديا له، ولأنه لم ينتصر سوى للحقيقة، ولكونه عرف كيف يقيم جسرا مع القارئ و«يأوى إلى جبل لا يموت يسمونه الشعب».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أحمد فؤاد سليم: حكيم باشا كان مسلسل "فلتة" بسبب جدية الكتابة والإخراج

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

غد.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025

بالرغم من وداع المونديال.. مواهب مُبشرة فى صفوف منتخب ناشئى اليد

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم


تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق

زوجة تلاحق زوجها بدعوى حبس بسبب 200 ألف جنيه.. التفاصيل

رئيس شركة Skydance: فيلم Top Gun 3 لـ توم كروز أولوية الشركة

بيان الفصائل الفلسطينية: نقدر الجهود المصرية الكبيرة بقيادة الرئيس السيسى

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء


الأقصر تدعم المزارعين.. علاج 40 فدانا من دودة القصب الكبيرة.. الانتهاء من زراعة 16 حقلا إرشاديا بمحصول الذرة الرفيعة.. 20 رخصة لمحال الاتجار في الأعلاف.. ومقاومة حشرة النمل الأبيض بـ 19 منزلا بالمجان.. صور

محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري

مواعيد عرض "بتوقيت 2028" ثانى حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو

حصاد الرياضة المصرية اليوم الخميس 14 – 8 – 2025

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

بيكهام يعوض غياب ياسر إبراهيم في تشكيل الأهلي أمام فاركو

الأهلي يعلن ضم نوران خالد في صفوف اليد قادمة من سبورتنج

علياء قمرون أمام النيابة: "معرفش يعنى إيه غسيل أموال.. كنت بفرح بالدعم عشان أجهز نفسى"

الإعدام شنقا للمتهم بقتل زوجته حرقا فى الشرقية

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى