علا الشافعى تكتب: الرعب والسحر والتألق فى كواليس "الجماعة 2".. صابرين تعيش مغامرة فنية جديدة و"تقفل شخصية" زينب الغزالى.. و"سيد قطب" بتحولاتها تطلق العنان لموهبة محمد فهيم.. والفنان "يتلبّس" الشخصية

هناك شيء ساحر يتملكك فور الدخول إلى موقع تصوير لأحد الأعمال، ذلك السحر الذى يكمن فى أن ترى شخصيات مكتوبة على الورق تتحرك أمامك لتتحول إلى شخصيات من لحم ودم تراه تسير تلتفت تشخص بعينها تنفعل تغضب تحب تكره فى فضاء زمانى ومكانى.. ذاك هو الفن الذى يأخذ الخيال ويحلق بعيدًا يحملنا تارة إلى ثقافات وحضارات مختلفة.. وأحيانًا أخرى لأزمنة لم نعشها تلك الحالة الساحرة تستشعرها بمجرد دخولك الى موقع تصوير"مسلسل الجماعة 2" تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد، إخراج شريف البندارى، فى أستوديو الأهرام أحد أعرق وأقدم أستوديوهات التصوير فى مصر، الأستوديو "يشغى" بالحركة، حيث كان يتم تصوير واحد من أهم مشاهد المسلسل فى الحلقة الرابعة وتحديدًا مشهد عودة المفكر "سيد قطب" من أمريكا.. وهو المشهد الملىء بالكثير من التفاصيل من الناحية البصرية والدرامية.

 

نزول مواقع وأماكن التصوير يؤكد أن حجم المجهود الذى يبذل هو مجهود خرافى وغير عادى لصناعة هذه الأعمال أن تراقب صناعة المشهد وتشعر بعد ذلك وأنت تشاهده على الشاشة كأنك جزء منه.. ولكن الأمتع حقًا والسحر الخالص يتمثل فى النجوم والفنانين الذين يجسدون الشخصيات حيث كان أول ما لفت نظرى هو النجم الشاب "محمد فهيم" والذى فى لقطة بعينها أصابتنى نظرة عينيه برعب حقيقى.. فهيم والذى يواجه تحديًا حقيقًا بتقديمه دور القيادى الإخوانى "سيد قطب".

 

فهيم والذى بدا لى أنه يسير فى كل سكنة من سكناته بروح سيد قطب، خاصة أنه يعى جيدًا أن تلك الشخصية تمر بتحولات نفسية وفكرية وجسدية عنيفة وهو ما يجب ان ينعكس بشكل أو بآخر على أدائه سواء وهو فى أواخر الأربعينات أو الخمسينيات.

 

وإذا كنت كمشاهد تنتظر أن ترى محمد فهيم أحد أبطال قهوة سادة أو فهيم "سرنجة" فى الكبير أوى، أو "لشوبا البلطجي" أو "زكريا الرخ" فى بنات سوبر مان أو "علاء الغول" فى الجماعة 1 أو إسماعيل ياسين فى الشحرورة أو الممثل الذى خطف العين بمشهد واحد فى "أفراح القبة" عندما دخل الكباريه صارخًا "عبد الناصر مات" أو محمد فهيم الذى يغنى ويقدم المونولوجات والاسكتشات مع فرقة أيامنا الحلوة فأنت واهم لأنك ستفاجئ بممثل من العيار الثقيل يدرك حجم التحدى الذى يخوضه، ويعمل بإخلاص من روحه ليصل الى الشخصية بكل تفاصيلها ويجعلها نابضة وحية وهو ما يجعل كل من يشاهده وهو يصور مشاهده كأن روح سيد قطب تلبسته.

 

وفى ظنى أنه يسير بها يحملها أينما ذهب حتى فى صحوة ومنامه ويكاد يجرى معه حوارات داخليه ليسأله عن ردود افعاله قى مواقف بعينها وتمامًا كما بذل مجهودًا نفسيًا جبارًا للتحضير لتلك الشخصية الصعبة والتى لا توجد لها مرجعية بصرية اللهم إلا فيديو لا يتعدى زمنه الثوانى إضافة الى مجموعة من الصور الأرشيفية، إلا أن حجم المجهود والتحضير ومعايشة الشخصية ينعكس بدقة متناهية مع الملامح الخارجية للشخصية كيف يتحرك ينظر يومئ بعينيه يصنع ويبتكر تفاصيل صغيرة تعلق بالأذهان. فى "الجماعة 2" انتظروا محمد فهيم الموهوب حقًا والذى يملك متعة الأداء والتنويع.. انتظروا فهيم أو سيد قطب ومن معه من فنانين أصحاب المواهب الثقيلة.. والذين سيأخذوننا ويحلقون إلى منطقة مختلفة من الأداء.

 

الموهوبة والمرعبة فى آن واحد من إتقانها للشخصيات "صابرين "، والتى تدرك جيدا أنها تخوض في منطقة فنية جديدة وهذا هو ما تعشقه صابرين والتى أظن ان كل شخصية تقدمها هي مغامرة فنية جديدة، حيث إن الأمر تخطى بالنسبة لها مسألة التحدى .. فهي تعيش شخصية زينب الغزالي بهذا المنطق لا يعنيها كثيرا إثارة الشخصيىة للجدل علة مدار التاريخ ولا الهجوم الذي تتعرض له هي وفريق العمل من قبل جماعة الإخوان وأنصارها. كل ما تهتم به عندما دخلت إليها في غرفتها هي كيفية تقديم الشخصية بصدق وإخلاص حيث بدت كأنها تجلس في رحاب زينب الغزالي وفي ظنى أن صابرين " هتقفل الشخصية " بأدائها وتميزها.

 إضافة إلى المخضرم عبد العزيز مخيون والمتميز نضال الشافعي ورمزي لينر ومحمد الشر نوبي وغيرهم من المواهب التى ستكشف عنها الحلقات .