يوسف أيوب يكتب: ليست تخاريف لكنها الحقيقة.. تميم حينما تحدث صراحة للمرة الأولى معلناً استراتيجية قطر الخارجية.. الأمير المارق أقر بالواقع ولم يأت بجديد.. وعلاقته القوية بإيران وإسرائيل ثابتة منذ سنوات

أمير قطر تميم بن حمد
أمير قطر تميم بن حمد

أكثر شىء ملفت فى تصريحات أمير قطر، تميم بن حمد، أنه لأول مرة يتحدث بصراحة شديدة، وبشكل يتطابق مع الواقع الذى تعيشه دولة قطر حالياً، فتميم فى الماضى كان يكذب فى كل تصريحاته، هو وكل أعوان نظامه، كانوا يمولون الإرهاب فى الخفاء، ثم يظهرون فى الإعلام ليقولوا إنهم دعاة اعتدال، بل ويشاركون فى اجتماعات ومؤتمرات دولية هدفها مكافحة الإرهاب، كانوا يقولون إنهم مع وحدة الصف الخليجى، وفى الخفاء تورطوا فى خلق الفتن بدول الخليج.

 

للمرة الأولى يكشف أمير قطر صراحة عن وجهه القبيح، هو من يعاونونه فى حكم الإمارة المارقة، التى لا تسعى إلا لهدم البنيان العربى، وتحقيق مصالح حلفائها، سواء كانت إسرائيل أو إيران، فدولة قطر منذ سنوات تدمن اللعب بالنار، والجمع بين المتناقضات، علاقات قوية مع إسرائيل وإيران فى نفس الوقت، تحتضن أكبر قاعدة أمريكية فى المنطقة، وفى نفس الوقت تستضيف قادة حماس وطالبان، وتدفع وتمول التنظيمات الإرهابية فى المنطقة.

 

للمرة الأولى يقول تميم الحقيقة علناً، الحقيقة المعروفة لنا جميعاً، لكن القطريين لم يجرءوا على قولها بشكل علنى.

 

أمير قطر قال فى تصريحاته، إن هناك توتراً يشوب العلاقات القطرية الأمريكية، وإنه يثق أن التحقيقات التى تجرى حالياً فى واشنطن عن العلاقة بين إدارة دونالد ترامب وروسيا ستصل إلى الإطاحة بترامب، وما قاله تميم توصيف صحيح للمنطق الذى يحكم العقلية القطرية، فالخلاف بين الدوحة وترامب واضح من البداية، لأن الإدارة الأمريكية الجديدة مدركة تماماً لحجم العلاقات القطرية مع التنظيمات الإرهابية فى المنطقة، وعلى رأسها داعش وجبهة النصرة وجماعة الإخوان، وكان واضحاً أن ترامب وضع القطريين أمام هذه الحقيقة، وأن تميم وشركاءه يتحسبون للحظة المواجهة والحسم، ومن شاهد مشاركة تميم فى القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض مؤخراً سيجد أنه كان تائهاً، يبحث عن ملاذ آمن له من ترامب، لكنه فشل لأن ملاذه الآمن المتمثل فى الغطاء العربى والخليجى انفض عن قطر المتمردة.

 

تميم قال أيضاً فى تصريحاته، إن حركة حماس هى الممثل الشرعى للفلسطينيين، وإنه يسعى للمساهمة فى تحقيق السلام العادل بين حماس، التى وصفها بـ"الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى" وإسرائيل، وهذا هو الواقع الذى تعيشه قطر حالياً، ففضلاً عن استضافتها الحالية لقادة حماس، وإجراء انتخابات الحركة، وإعلانها عن وثيقة المبادئ والسياسات العامة للحركة بالدوحة، تحاول قطر استمالة أبو مازن ناحيتها، لتفسح الطريق أمام حماس لتكون هى المحرك الرئيسى فى القضية الفلسطينية، وهو أمر ليس بجديد، فتميم ينفذ خطة قديمة عمرها أكثر من عشر سنوات لتمكين حماس فى فلسطين.

 

أمير قطر قال أيضاً إن علاقتهم قوية بإسرائيل، وهذا الأمر ليس فيه جديد، فالدوحة رغم عدم وجود تبادل للتمثيل الدبلوماسى بينها وبين تل أبيب، إلا أن التنسيق السياسى بين البلدين على أعلى مستوى، وهناك زيارات متبادلة بين مسئولى قطر وإسرائيل، ولا ننسى أن قناة الجزيرة القطرية كانت فى البداية فكرة إسرائيلية، استطاعت تل أبيب من خلالها أن تدخل بيوت العرب.

 

هو قال أيضاً إن علاقة بلاده بإيران قوية، كما امتدح إيران واصفاً إياها بـ"الثقل الإقليمى الإسلامى الذى لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبيرة تضمن الاستقرار فى المنطقة من منطلق التعاون معها، وهو الأمر الذى تحرص عليه قطر من أجر استقرار الدول المجاورة"، وهو موقف قديم من قطر التى كانت تراهن دوماً على إيران، حتى عندما نشب خلاف فى الرؤى الأعوام الماضية بشان الوضع فى سوريا كانت قنوات الحوار والتواصل السرية مستمرة وقائمة، وأقرب مثال على ذلك أن طهران وافقت على الطلب القطرى بالتوسط لدى خاطفى القطريين الـ26 فى العراق للإفراج عنهم، فى الصفقة التى أظهرت التلاعب القطرى بالميليشيات الإرهابية والمسلحة فى سوريا.

 

تميم قال أيضاً، "إن الخطر الحقيقى هو سلوك بعض الحكومات التى سببت الإرهاب بتبنيها نسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل، لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله"، فهو يؤكد الواقع الذى تتبناه الدوحة ليس فقط بعد أحداث الربيع العربى، وإنما قبلها بسنوات، فالدوحة مثلت المأوى والملاذ الآمن لجماعة الإخوان، وفتحت لهم أبواب قناة الجزيرة، لتكون منبراً إعلامياً لهم، ولا يريد لأحد أن يرفض هذا الاحتضان، حتى الخليجين أنفسهم، لا يحق لهم الاعتراض، حتى وأن تدخلت قطر فى شئونهم الداخلية عبر أذرعها الإخوانية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد قطارات خط القاهرة أسوان والإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15-8-2025

ابنا فضل شاكر وعاصى الحلانى يحييان حفلًا غنائيًا فى لبنان

سيدة استولت على أموال الشباب بزعم العمالة بالخارج والجهات المختصة تباشر التحقيق

ورطة نتيناهو تنسف وهم "إسرائيل الكبرى".. فشل تمديد استدعاء قوات الاحتياط فى جيش الاحتلال.. ائتلاف نتنياهو يفشل فى تأمين الأغلبية للتصويت على تمديد الخدمة.. انتقادات للحكومة وضباط يرفضون الامتثال للخدمة العسكرية

غدا.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025


محمد صلاح يتصدر تشكيل فانتازى الدورى الإنجليزى للجولة الأولى وغياب مرموش

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق

رجل يلاحق زوجته بسبب تحايلها بمستندات مزورة للزج به فى السجن.. التفاصيل

يورونيوز: زيلينسكى وقادة أوروبيون ينضمون للقمة الثنائية بين بوتين وترامب فى ألاسكا


عودة الشحات وبيكهام لقائمة الأهلي أمام فاركو ..وغياب العش وعمر كمال

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

بريطانيا: خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة انتهاك صارخ للقانون الدولى

إضراب ألكسندر إيزاك يربك حسابات نيوكاسل قبل غلق سوق الانتقالات

كريم محمود عبد العزيز ينفى شائعة انفصاله عن زوجته

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

فضيحة جديدة.. إعلامية من باراجواي تكشف المستور عن كاسياس

كريم محمود عبد العزيز ينشر صورة مع زوجته ويتغزل فيها: بحبك

أحمد الفيشاوى يبدأ تصوير أول مشاهد "سفاح التجمع" بمدينة الإنتاج الإعلامى

ضبط شخص خطف طفله للانتقام من طليقته

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى