سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 26 مايو 1965 .. رؤساء الحكومات العربية يرفضون طرد تونس من الجامعة العربية بسبب بورقيبة

بورقيبة
بورقيبة
وصل الرئيس التونسى الحبيب بورقيبة مع العاهل الأردنى الملك حسين إلى أريحا يوم 3 مارس 1965 زار فيها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وألقى فيهم خطاباً حماسياً قال فيه: «من السهل أن نتكلم ببلاغة عن الحرب، ولكنه من الصعب جدا أن نعمل بجدية ومنهجية، وإذا اتضح لنا أن قواتنا غير كافية للتخلص من العدو أو رميه خارج أرضنا، فإن المصلحة تقتضى ألا نلغى الحقيقة أو نحاول إخفاءها»، وأضاف: «يجب ألا نتهم الذين يريدون أن ينادوا بالحلول الجزئية بالانهزامية، إن سياسة كل شى ءأو لا شىء لم تقدنا إلا إلى الهلاك».
 
أثار كلام بورقيبة غضبا عربيا عاصفا وترحيبا أوروبيا، ويرصد القصة الكاتب الصحفى التونسى الصافى سعيد فى كتابه «بورقيبة سيرة شبه محرمة» عن «دار رياض الريس للنشر - لندن»، ويتحدث عنها بانحياز واضح للزعيم التونسى وللتطبيع مع إسرائيل، وفيما يعيد «سعيد» هذا الإعلان من بورقيبة إلى «صدمته القوية حين رأى جموع الناس يفترشون الأرض ويتغطون بالسماء وكأنهم بانتظار المهدى المنتظر»، فإنه يؤكد: «كان بورقيبة لا يخفى إعجابه بهذه «الدولة الصغيرة» التى فرضت نفسها على العرب المتمادين فى نسج الأوهام، وحتى عندما أعلن فى العام 1957 أن إسرائيل قد بعثت من اللا شرعية الدولية، وأنه لن يعترف بها ما لم تحل جميع مشاكلها مع العرب، فإن ذلك لم يكن إلا اعترافا ضمنيا، فهو معجب بـ«بن جوريورن» أول رئيس حكومة لإسرائيل الذى قال مرة، إنه ينتمى إلى صنف بورقيبة، صنف الذين يصفعون التاريخ على الوجه والقفا معا، ولطالما أغرته التجربة الإسرائيلية فى الزراعة وتسويق الحوامض، حتى كاد أن يرسل مجموعة من الشبان ليطلعوا على تلك التجربة فى المكان عينه، وإذا لم يجد الشجاعة ليفعل ذلك مع دولة إسرائيل، فإنه استطاع أن يرتبط ببعض الرموز الصهيونية الليبرالية مثل «ناحوم جولدمان» ولما وجد نفسه أمام الزعماء العرب فى قمة القاهرة 1964، سخر كثيرا من أولئك الذين كانوا يبحثون عن تشكيل قيادة عربية موحدة لتحرير فلسطين، وقال لهم: «إن أمركم لا يعدو أن يكون فذلكة، لكنها فذلكة بالدماء، إن تدخل العرب فى الحرب مباشرة فى العام 1948 كان خطأ فادحا، وإن المطلوب أن يحارب الفلسطينيون لتحرير بلدهم عن طريق حرب عصابات متحركة».
 
واصل بورقيبة الحديث بلا انقطاع عن السلام مع إسرائيل، وذلك فى جولة طويلة استمرت شهرين حل فيها ضيفا على عواصم عربية وأوروبية وآسيوية، ولم يكن التونسيون حسب «صافى سعيد»: «كلهم على رأى ملكهم أو أميرهم، فهو بالنسبة إلى البعض داعية استسلام وللبعض الآخر معاد للعروبة ومحب للانشقاق ولا يعول على كلامه، لأنه ليس إلا الجانب الآخر من الميدالية العربية»، ويذكر محمود رياض، وزير خارجية مصر وقتئذ: «عندما زار بيروت بعد ذلك قامت المظاهرات ضده، وأعلنت جولدا مائير «رئيس وزراء إسرائيل من 17 مارس 1969 - 1974» عن سرورها لوجود زعيم عربى لا يتحدث عن تصفية إسرائيل بل يدعو إلى السلام والتعايش معها، وهللت الصحافة الغربية، وعلى الأخص الأمريكية لشجاعة الرئيس بورقيبة وواقعيته»، ويضيف رياض: «كانت هذه الاقتراحات مفاجأة عنيفة للرأى العام العربى الذى لم يكن مهيئا لتقبل فكرة التعايش مع إسرائيل، فهاجمت الصحف العربية بورقيبة بشدة، واتهمته بالخروج على الإجماع العربى وقرارات القمة العربية الخاصة بتحرير فلسطين».
 
كانت هذه الآراء صادمة على الصعيد الفلسطينى، ويذكر «رياض»، أن أحمد الشقيرى، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، دعا لجنة الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب إلى اجتماع لمناقشة طلبه بفصل تونس من جامعة الدول العربية، وبالفعل عقدت اللجنة اجتماعها يوم 28 إبريل وقررت تمسكها بقرارات القمة، ورفضها لأى دعوة إلى الاعتراف أو التعايش مع إسرائيل التى اغتصبت جزء ا من الوطن العربى، واعتبرت دعوة بورقيبة خروجاً على الإجماع العربى، ويضيف «رياض»، أنه فى يوم 26 مايو «مثل هذا اليوم 1965» اجتمع رؤساء الحكومات العربية فى القاهرة، بحضور زكريا محيى الدين رئيس وزراء مصر، وحضر عن الجزائر هوارى بومدين، وطاهر يحيى عن العراق، ونور الدين الأتاسى عن سوريا، وحسين العوينى عن لبنان، والأمير فهد عن السعودية، ومحمد محجوب عن السودان، ووصفى التل عن الأردن، والطيب بن هيمه عن المغرب، ورفضوا جميعا اقتراح «الشقيرى» بفصل تونس من الجامعة العربية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أبو عبيدة: عملية بيت حانون ضربة سددها مجاهدونا لجيش الاحتلال الهزيل

الأهلى يطارد مصطفى محمد.. ونانت يضع شرطًا مكلفًا لبيعه

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير الاتصالات: عودة الخدمات بشكل تدريجى خلال 24 ساعة

"اليوم السابع" يجرى جولة بمحطات الخط الرابع لمترو الأنفاق.. التنفيذ يتخطى الـ50% والتشغيل 2027.. أول قطار يصل العام القادم والشركات المصرية تصنع التاريخ.. والرصيف بوسط المحطات وأبواب زجاجية لحماية الركاب.. صور


ريبيرو يستفسر عن تطورات الصفقات الجديدة فى الأهلي قبل التحضير للموسم الجديد

فلومينينسي يصارع تشيلسي على بطاقة نهائى كأس العالم للأندية 2025

تعرف على الطرق البديلة عقب قرار غلق الطريق الإقليمى لمدة أسبوع

ميسي vs رونالدو.. هل يعود الصراع التاريخى عبر بوابة الدوري السعودي؟

تحول مفاجئ فى مستقبل إندريك مع ريال مدريد


أبرز أرقام وبطولات إيفان راكيتيتش بعد اعتزاله كرة القدم

ريال مدريد يرصد أعلى مكافأة فى تاريخه للتتويج بلقب كأس العالم للأندية

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

مدرب فلومينينسي يتحدى تشيلسي: هدفنا صناعة التاريخ

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 8 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

أحمد ياسر ريان: رحلت عن سيراميكا بسبب أزمة مالية ولدى الأمل فى العودة للأهلى

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى