تنظيم تكفير وقتل الأطفال يدخل الجنة «حدف»!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم أكرم القصاص
لا يمكن أن يكون هذا المشهد طبيعيًّا أو يدور على الأرض فى عالمنا الواقعى، وأظن أنه لو دار على خشبة مسرح لاتهم الناس المؤلف والمخرج بالمبالغة.
 
رجال ملثمون يحملون أسلحة آلية يوقفون أتوبيسا يقل أطفالا متجهين فى رحلة إلى الدير. يطالب المسلحون الأطفال والكبار بنطق الشهادة حتى يحموا أنفسهم من القتل.. الأطفال يرفضون، ومن هؤلاء الأطفال رضع.
 
وإمعانا فى العبث يظن التكفيرى الهمام أنه لو نجح فى انتزاع اعتراف سيكون قدم خدمة جليلة للإسلام، مع أن كائنا بهذا التفكير هو نفسه لا يمثل خدمة لا للدين ولا للإنسانية ولا الكرة الأرضية، والأديان ليست بحاجة لمن يعتنقونها رغما عنهم، بل إن انتقال مواطن من هذا الدين لغيره لا يفيد ولا يضر بشىء. لكن طبعا من الصعب إقناع هذه الكائنات بأن هناك عضوا فى الدماغ اسمه المخ.
 
المشهد ينتمى إلى أفلام دينية قديمة كان المخرج يحرص على أن يظهر الكفار شكلا ومضمونا انهم مختلفون عن المسلمين، وهو أمر غير منطقى إنه فى نفس الفيلم كان الكافر ينتقل للإسلام ويتغير شكله فيبدو مهندما هادئ الصوت. ومازال من بين سكان الكوكب من يظن أن مجرد اعتقاده فى الإسلام يعنى أن يقتل باقى العالم وأنه وحده فقط وحصريا سوف يدخل الجنة، وينشغل كثيرا بتحديد من هم المؤمنون ومن الكفار، بينما لا يعرف الفرق بين القرآن والحديث، ناهيك عن أن هؤلاء لصوص أيضا سرقوا أموال ومتعلقات الشهداء.
 
الإرهابيون الذين قتلوا الأطفال يبدون فى صورة الكفار السينمائيين أكثر من المسلمين، حيث لايمكن للمؤمن من أى دين أن يكون فظا غليظ القلب لا يرتقى حتى إلى الحيوانات فى الغابات، وهناك مشاهد لنمور وأسود ترفض التهام غزال صغير ماتت أمه. لكن داعش، وهى كما أسلفنا مسخ لتزاوج أكثر التنظيمات الإرهابية بدائية ودموية مع أجهزة استخبارات، فكان هذا النتاج المشوه، لدرجة أننا نرى من يظنون أنهم يدخلون الجنة ويتقربون إلى الله بقتل أطفال رضع، بل يدعونهم لنطق الشهادة، ولدينا أنواع من البشر يعتقدون فى مثل هذا الكلام ويظن الواحد منهم أن إجبار الناس على اعتناق الدين يقربهم من الله، بينما كل هذا المشهد البدائى لقتل الأطفال ينتمى إلى أحط الأزمنة، مثلما عشنا أوقاتا كان هناك من يقيس الإيمان بطول أو قصر الجلباب أو طريقة المشى، وأنه بقتل الرضع سيدخل الجنة «حدف».
بالطبع فإن هذه العقليات لمنفذين تم غسل أمخاخهم، ليقتنعوا بأن العالم كله يدور حول أفكار قلة من المتاجرين بالعقائد، وأن يظن المكفراتى أنه وحده يحدد درجة إيمان الناس ويسمح لهم بدخول الجنة أو يمنعهم. دعك من أن التكفيريين التنفيذيين مجرد أدوات لصالح أجهزة وتنظيمات لا علاقة لها بالدين، لكنهم يصطنعون دينا يسمح لهم بتوظيف المسخ البشرى.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انتشار أمنى مكثف لتأمين جولة إعادة المرحلة الثانية من انتخابات النواب

السلامى VS السكتيوى.. نهائى مغربى خارج الخطوط فى نهائى كأس العرب

الطقس اليوم الأربعاء 17-12-2025.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار

الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى تحدد شروط صرف منحة وفاة أصحاب المعاش

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة


الأهلى يرحب برحيل أفشة فى يناير.. وسيراميكا مهتم بضمه

معلومة قانونية.. تعرف على عقوبة دفن جثة بدون تصريح

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

قائمة شاملة بغرامات مترو الأنفاق 2025.. 41 مخالفة

فاكسيرا توجه رسائل هامة لمنع عدوى الالتهاب الرئوى فى الشتاء


تفاصيل رقم قياسى للأهلى فى مونديال الأندية أبهر رئيس فيفا

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

ليلة زفاف نجم الأهلى.. أحمد عبد القادر يحتفل وسط أسرته وأصدقائه فى الدقهلية.. عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام أبرز الحضور.. وعصام صاصا وأورتيجا يشعلان الأجواء بالأغانى.. فيديو وصور

عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام يشاركان أحمد عبد القادر حفل زفافه بالدقهلية.. صور

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى