مصطفى شعبان.. نجم لا يعرف الفشل

النجم مصطفى شعبان
النجم مصطفى شعبان
كتب جمال عبد الناصر

يحتاج الناقد المتخصص، إن كان متسرعا، لمطالعة نصف العمل الدرامى على الأقل كى يدلى برأيه فيه، وإن كان ناقدا موضوعيا فإنه لن يدلى برأيه قبل الوصول إلى مشهد النهاية، ولكنه إن كان هاويا ومن غيلان السوشيال ميديا و"نقاد الأنتريه"، فيمكنه إصدار حكم نهائى على العمل وأصحابه ومشاهديه والبلاد والعباد وشهر رمضان نفسه بصيامه وحسناته وذنوبه، من أول حلقة فى أول يوم، دون أن تهتز فى رأسه شعرة أو يشعر بتأنيب ضمير.

خلال السنوات الأخيرة تصاعدت أزمة السوشيال ميديا وسطوتها التى منحت قطاعات من الناس فرصا واسعة للتصدى لكل الأمور، وإطلاق الأحكام فيما يفهمون فيه وما لا يفهمون، ليتحول الأمر مع الوقت إلى ساحة واسعة للتلميع أو الإعدام، يمكن من خلالها صنع نجم من لا شىء، أو إعدام نجم ملء السمع والبصر، كما يتراءى لغيلان السوشيال ومن يقفون بعيدا يراقبون ويثيرون بعض الموضوعات ويطلقون ضربة البداية لترويجها أحيانا.

أحدث حلقات التغول والسيطرة التى كشفت أزمة السوشيال ميديا ومجانية أحكامها، موجة حادة من الانتقاد والهجوم، تقترب من الذبح الممنهج، لمسلسل النجم مصطفى شعبان الجديد "اللهم إنى صائم"، بعد حلقته الأولى، دون انتظار لما ستسفر عنه قادم الحلقات، ودون وعى لأن الحلقات الأولى بطبيعتها مداخل درامية للتقديم واستعراض الشخصيات ومفاتيح العمل ومنطلقاته الدرامية والعلاقات السببية والروابط بين أبطاله، ولكن يبدو أن شرارة ما أشعلها شخص ما يجلس فى منطقة ما ويوجه بشكل ما، لتنطلق طوابير الغيلان ونقاد الأنتريه فى هجوم لا يُعرف أوله من آخره.

قد يكون من السابق لأوانه أن نتحدث عن مسلسل "اللهم إنى صائم"، ونقيم عملا لم يُعرض منه سوى 30 دقيقة فقط، كما فعل غيلان السوشيال ونقاد الأنتريه، ولكن استعراض رحلة مصطفى شعبان وتاريخه غير القصير قد يكون مدخلا صالحا لفهم حالة الذبح المسعورة لعمله الجديد الآن، فالنجم الذى بدأ رحلته الفنية قبل أكثر من ربع القرن، وحصل على فرصته الأولى عبر 8 مشاهد فى فيلم "رومانتيكا" للمخرج زكى فطين عبد الوهاب، ثم دور صغير أيضا فى فيلم "القبطان" 1997، ثم مساحة حضور أوسع فى "فتاة من إسرائيل" 1999، لم يستعجل النجومية وشغل مقعد بين نجوم الصف الأول، واشتغل ببطء وتأنٍّ على مشروعه الفنى، مخرجا مسرحيا ثم ممثلا، ولاعبا للأدوار الصغيرة وصولا إلى النجومية والصف الأول والبطولة المطلقة، اشتغل مصطفى شعبان أكثر من 15 سنة بصبر واجتهاد على موهبته واسمه، ومنذ 10 سنوات وهو يحق حضورا لامعا ونجاحا كبيرا، لم يخرج خلال هذه الفترة من المنافسة بين الأول والثانى، كثيرا ما كان الحصان الأسود، صانعا نجومية بسيطة وتلقائية ومحببة للجمهور وتشبهه، لا تتعالى عليه ولا تنعزل عنه.

فى أعماله المتتابعة خلال السنوات الأخيرة، اهتم مصطفى شعبان بباقة الموضوعات التى تشغل القطاع الأول من الجمهور وترتبط بواقع وهموم العاديين والفئات المهمشة، صانعا مزيجا دراميا ذكيا ولطيفا، بين الحالات اللايت والرومانس والدراما الاجتماعية الهادئة والكوميديا الخفيفة النابعة من طبيعة تركيبات الشخصيات والمواقف الدرامية المصنوعة بعناية وتلقائية، لا من خلال القفشات والإفيهات اللغوية والنكات فهو نجم لا يعرف الفشل.

 

مصطفي شعبان ممثل صاحب الألف وجه ويقدم الكثير من الشخصيات
مصطفي شعبان ممثل صاحب الألف وجه ويقدم الكثير من الشخصيات

 

يهتم مصطفى شعبان بإطلالته اهتماما كبيرا، يجبره على الإعداد والتخطيط والمذاكرة لمسلسله طوال العام، مشتغلا على التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، ولكن ببساطة وتلقائية ودون اصطناع، لهذا ستراه على الشاشة طبيعيا وبسيطا كما يعيش العاديون حياتهم، لا يصنع دراما معقدة ولا قصصا غريبة ولا تشبه الواقع الذى نعيشه، هو إنسان عادى يعيش حياة عادية ولكنها مليئة بالدراما والبهجة والابتسامات والدموع والمحبة والمعاناة، يستغل الكاريزما الكبيرة التى يتمتع بها، وتاريخه الواسع مع الجمهور ومحبتهم له، ليصنع خلطته الخاصة التى لا تشبه إلا مصطفى شعبان.

يختار مصطفى شعبان مووضعاته بعناية، ويشتغل على شخصياته بتركيز ودقة شديدين، لا يفتعل فى أدائه ولا يخرج على مقتضيات البشاطة والطبيعية، لهذا يحفظ المشاهد تفاصيل شخصياته وأسماءها وعباراتها الشهيرة كما يحفظ اسم مصطفى شعبان نفسه، وهو ما حدث مع الحاج فواز وأفندينا ومولانا العاشق وأبو البنات، وكان مصطفى شعبان يراهن على أن يحدث مع حافظ عبدالودود فى "اللهم إنى صائم"، بحرفية قلم وسيناريو أحمد عبدالفتاح، وعين وصورة أكرم فريد، ولكنه لم يكن يعلم أن كمينا من غيلان السوشيال و"نقاد الأنتريه" سيقتنصه فى أول يوم وبعد أول حلقة، وأنه وهو يقول "اللهم إنى صائم"، سيفاجأ بطوابير من النقاد الجهابذة يمضغون لحم المسلسل وعظامه، ويهللون وهم يذبحون "شعبان" فى أول يوم رمضان.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصرع شاب وإصابة 2 آخرين فى مشاجرة بقنا

يوسف الشريف والمخرج توبة.. رهان جديد فى «فن الحرب» على شاشات المتحدة

تعرف على قائمة أبطال فيلم Street Fighter الجديد

باريس سان جيرمان ضد فلامنجو للأشواط الإضافية بتعادل إيجابى 1-1.. فيديو

التصريح بدفن جثمان الفنانة نيفين مندور بعد الانتهاء من الصفة التشريحية


قرار عاجل من النيابة فى واقعة وفاة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة أمم أفريقيا

حالة الطقس.. سحب ممطرة على السواحل الشمالية الشرقية وأمطار متفاوتة الشدة

رئيس الوزراء: سنناقش إنهاء إجراءات تحويل الدعم العينى إلى نقدى الأسبوع المقبل

مجدى فكرى يقلب السوشيال ميديا بصور لرجل مختل عقليا.. والفنان يكشف الحقيقة


أول أيام شهر شعبان فلكيًا الثلاثاء 20 يناير 2026.. وعدته 29 يوما

من حريق شقة بطلة فيلم اللى بالى بالك لكل بيت مصرى.. تحذيرات أمنية لا تحتمل التأجيل.. الخبراء يضعون روشتة لمواجهة الحرائق.. الحذر أثناء استخدام وسائل التدفئة.. ويشددون على كواشف الدخان والتأكد من سلامة الأسلاك

فيفا يوافق على تخصيص جزء من عائدات كأس العالم 2026 لدعم غزة

قرار حكومى بالعفو عن باقى مدة العقوبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة

«سد الجمهوريين ينهار».. رسالة من حليفة انقلبت عدو لترامب

شرط محمد صلاح للبقاء مع ليفربول بعد أزمة سلوت

الأهلى يتلقى عروضا سلوفينية وروسية لرحيل جراديشار

صور أثار حريق شقة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية

ليفربول يبلغ وكيل محمد صلاح موقفه من رحيل الملك المصرى

الزمالك يكشف تطورات شكوى زيزو فى اتحاد الكرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى