غسان شربل يكتب: أحلام قطر التوسعية فى المنطقة ذهبت بها للسقوط فى الأوهام.. رئيس تحرير الشرق الأوسط: الدوحة أمدّت الانتفاضة الليبية بالمال والسلاح.. وشجعت الحوثيين باليمن على الوقوف أمام الدولة

الكاتب الصحفى غسان شربل
الكاتب الصحفى غسان شربل
كتب مصطفى عنبر

كتب الكاتب الصحفى الكبير غسان شربل، رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، مقالا اليوم الإثنين، استرجع خلاله ما كتبه عن الدور القطرى فى المنطقة.

وأكد شربل خلال المقال إن أحلام قطر التوسعية سقطت بها فى الأوهام. مؤكدا أن الدوحة أمدّت الانتفاضة الليبية بالمال والسلاح وراهنت منذ البداية على الإسلام السياسى، كما شجعت الحوثى فى اليمن على أن يجعل من نفسه نداً للدولة.

واليكم نص المقال:

حاولت أن أفهم الأزمة الجديدة فى العلاقات القطرية – السعودية، وهى أيضا أزمة فى العلاقات القطرية – الخليجية. فى الحساب المنطقى لقطر مصلحة فعلية فى أن تكون عضواً طبيعياً وفاعلاً فى مجلس التعاون الخليجى. وما حدث فى السنتين الماضيتين أوحى أنها أعادت النظر فى السياسات التى قامت على تظهير الخلاف والمشاكسة والسباحة ضد التيار الغالب فى المحيط الذى تنتمى إليه.

 

ولا غرابة أصلاً أن تسعى دولة إلى توسيع دورها وتعزيزه، خصوصاً إذا امتلكت أوراق قوة مالية وإعلامية تستطيع التأثير فى مواقف الأطراف أو الدول أو الرأى العام. والدول هنا تشبه الأفراد أحيانا. تذهب بعيداً فى الأحلام إلى حدّ السقوط فى الأوهام، وتتعلق بدور كبير لعبته حتى ولو تغيرت الظروف التى كانت تسمح.

 

ولأن الحاضر لا ينفصل عن الماضى القريب قلت أرجع إلى أوراقى وما سمعته أو نشرته.

لدى اندلاع الثورة فى ليبيا انهمكت بصفتى صحافياً فى جمع الروايات عن عهد معمر القذافى المديد، والتقيت عدداً ممن كانوا إلى جانبه منذ البدايات حتى اندلاع الأحداث، سواء فى الخيمة أم الحكومة أم مجلس قيادة الثورة.

ما يعنينى هنا هو بعض ما جاء فى حوار طويل أجريته فى فبراير 2014 مع رئيس الحكومة الليبى السابق، محمود جبريل، ونشر على حلقات فى الزميلة «الحياة».

قال جبريل إن قطر التى أمدّت الانتفاضة الليبية بالمال والسلاح راهنت منذ البداية على الإسلام السياسى، وبذلت جهوداً استثنائية لتنصيب عبد الحكيم بلحاج قائداً لثوار ليبيا. وبلحاج هو الأمير السابق لـ«الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة» شارك فى القتال بأفغانستان واعتقله الأميركيون وسلّموه إلى القذافى وبقى فى السجن حتى 2010. وأكد جبريل أن قطر أخرت موعد اندلاع الانتفاضة فى طرابلس ليتسنى لبلحاج الوصول إليها وبهدف تكريس دوره القيادي. وروى أنه غادر اجتماعاً ثنائياً كان يعقده مع ولى عهد قطر الشيخ تميم لأن الأخير انشغل عنه بمتابعة مشاهد كانت تبثها قناة «الجزيرة» لوصول بلحاج إلى ثكنة باب العزيزية فى طرابلس.

روى جبريل أيضا حادثة بالغة الدلالات. قال إن مؤتمراً لأصدقاء ليبيا عقد فى باريس فى سبتمبر 2011، وانتهى اللقاء بمؤتمر صحافى شارك فيه نيكولا ساركوزى وديفيد كاميرون والشيخ حمد بن خليفة وجبريل ومصطفى عبد الجليل.

وقال جبريل: «سألنى أحد الصحافيين الآن وقد سقط النظام ماذا ستفعلون بهذه الأسلحة المنتشرة؟ فقلت إن لدينا خطة لاستقرار طرابلس ولجمع الأسلحة وشرائها. قاطعنى أمير قطر أمام الجميع، وقال: الثوار لا يلقون السلاح أبداً، الثوار هم الذين لديهم الشرعية. وكان ذلك طبعاً محرجاً وغريباً».

ملف ثانٍ. فى الأسبوع الأخير من مارس 2009 وقبل يومين من توجهه إلى القمة العربية التى عقدت فى الدوحة، أجريت حواراً مع الرئيس على عبد الله صالح. قال صالح: «الوساطة القطرية انتهت، وهى للأسف شجعت الحوثى على التمادى وأن يجعل من نفسه نداً للدولة وهذه كانت من الجوانب السلبية التى وقعت فيها الحكومة اليمنية».

الظروف التى سمحت لقطر بالقيام بالأدوار المشار إليها تغيرت. لم يعد هذا الدور ممكناً. الحريق السورى مفتوح ومعه التوتر السنى – الشيعي. أميركا ترمب لا تشبه أميركا أوباما. أولوياتها فى المنطقة شديدة الاختلاف. خطاب ترمب فى الرياض مغاير لخطاب أوباما فى القاهرة. لم تعد واشنطن تراهن على احتواء «القاعدة» عبر تسهيل وصول «إسلاميين معتدلين» إلى الحكم. لم يعد «الإخوان» خياراً وارداً أو مقبولاً. ولم تعد قطر قادرة على لعب دور الوسيط فى هذا المجال. موقف إدارة ترمب من إيران واضح هو الآخر؛ لا تعتبر توقيع طهران الاتفاق النووى مكسباً أميركياً استثنائياً. إدارة ترمب تدعو إلى عزل إيران وتدين سياستها فى الإقليم وتحديداً فى العراق وسوريا ولبنان واليمن. تشترط للتسليم بالحل الروسى فى سوريا أن يقلص نفوذ إيران وينهى دور الميليشيات التابعة لها. وفى هذا المجال لا يتسع المجال لوساطة قطرية.

تغيّرت المنطقة. قمم الرياض أظهرت أين تقف الأكثرية العربية والإسلامية من الإرهاب والتطرف وسياسة زعزعة الاستقرار الإيرانية. والعلاقات السعودية – الأميركية دخلت مساراً جديداً مختلفاً. ومصر تغيرت وكذلك اليمن.

ليس سهلاً على الدول أن تسلم بأن ما كان ممكناً لم يعد. عنادها يشبه أحياناً تعلق الأفراد بصور قديمة. لكن الأكيد هو أن علاقات قطر مع محيطها الطبيعى لن ترجع طبيعية ومستقرة إلا إذا أجرت مراجعة عميقة، وسلمت بأن الدور السابق صار متعذراً، وأن مصلحتها الفعلية هى فى العودة إلى حدود الدور الطبيعى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فلومينينسى يقصى إنتر ميلان من كأس العالم للأندية بثنائية كانو وهركوليس.. صور

تعرف على قرارات مجلس إدارة الأهلى فى اجتماعه اليوم

سيف زاهر: قرار اعتزال شيكابالا 50% وستكون هناك مباراة مع فريق كبير لتوديعه

سيراميكا يقترب من ضم محمد مغربي في صفقة تبادلية مع الاتحاد

الأهلى: لا نية للتفريط فى أفشة والشحات والثنائى من اللاعبين المخلصين


الأهلى يمنح عمر كمال عبد الواحد "الفرصة الأخيرة" بفرمان ريبيرو

الاستعدادات السياسية تتصاعد قبيل إعلان الجدول الزمني لانتخابات مجلس الشيوخ.. الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن الجدول الزمني غدًا.. واستنفار انتخابي داخل الأحزاب والقوى الوطنية لإنهاء الاستعدادات اللوجستية

سيدات بتروجت يحققن لقب الدورى الممتاز لتنس الطاولة

الرئيس السيسى يهنئ رئيس وزراء كندا "مارك كارنى" على فوزه في الانتخابات العامة

رئيس الوزراء: مصر تدعو لإصلاح النظام المالي العالمي لتسهيل تمويل الدول النامية


رود خوليت مهاجماً حسام غالي: عقليته كانت سبب طرده من جميع أندية أوروبا

وزير التموين :تخفيض أسعار اللحوم والدواجن 10% بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو

تفاصيل التعاقد مع يانيك فيريرا والجهاز المعاون يضم 5 مساعدين أجانب

رئيس الوزراء يلتقي رئيس وزراء نيبال

يوليو يشهد منافسة غنائية بإطلاق ألبومات نجوم الصف الأول

محافظ القاهرة يعتمد تنسيق القبول بالثانوى العام بحد أدنى 230 درجة

الطقس غدا شديد الحرارة وشبورة صباحا والعظمى بالقاهرة 37 درجة والإسكندرية 31

المتهم بالتعدى على ابنه فى الشرقية: "كنت بأدبه".. فيديو

مصرع ربة منزل وشقيقتها على يد زوجها فى بنى مزار بالمنيا

وزير الإنتاج الحربى يتابع سير العملية الإنتاجية بشركة حلوان للمسبوكات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى