وائل السمرى يكتب.. هل هاج البشير من أجل عيون تميم؟ التقارير الأممية تكشف.. السودان "الأسوأ صحيا" بسبب تقصير الخرطوم ومعدلات الوفاة ضعف المعدلات العالمية.. والحكومة تركت واجباتها وحظرت المنتجات المصرية

هل هاج البشير من أجل عيون تميم؟
هل هاج البشير من أجل عيون تميم؟

 لا أعرف لماذا تصر الحكومة السودانية الحالية على تأجيج الخلاف مع القاهرة عبر ترديد الادعاءات المتعجلة واتخاذ المواقف المضطربة تجاه مصر، لكنى على أية حال أقدر تماما حالة الهياج التى انتابت حكومة الخرطوم بعد أن كشف العالم القناع عن وجه قطر، وتم وضع الحكومة القطرية فى موضعها الصحيح كأحد أكبر صناع الإرهاب فى العالم، ولا يخفى على أحد مدى متانة الارتباط القائم بالحكومتين..

 

وهو الارتباط الذى دفع "البشير" إلى المضى قدما فى التصعيد ضد مصر وترديد الشائعات عنها بعدما هدأت الأجواء نسبيا إثر حالة تبادل التصريحات الودية، لكن للأسف وبلا سابق إنذار قرر السودان حظر جميع المنتجات الحيوانية والنباتية من مصر حتى تلك التى لا يتم تصنيعها فى مصر، وهو قرار لا يرام من ورائه سوى تشويه صورة مصر ومنتجاتها، ولا أعتقد أبدا أن المقصود من ورائه هو صحة الشعب السودانى الحبيب الذى يكن له كل المصريين كل المحبة والتقدير والاحترام.

 

تدعى "الخرطوم" أنها تريد أن تحافظ على صحة الشعب السودانى، وبرغم أن هذا قول حق يراد به باطل، فإنى أؤكد أن هذا الهدف هدف مشروع وهذا الحلم حلم مشروع أيضا، ومن أجل هذا الزعم قررت فرض حظر على المنتجات المصرية بناء على أكاذيب تم كشفها سابقا وكشف من يقف وراءها، وبرغم هذا أيضا فهذا حقها، فمن حق أى دولة أن تمنع استيراد أية سلعة قادمة من أى بلد بناء على أى تبرير، ولا يتوقف الواحد كثيرا أمام إجراءات حكومة مثل حكومة السودان لأنها لا تتبع قانونا ولا دستورا ولا تقيم وزنا لمؤسساتها – إن وجدت- وإنما الأمر كله بيد بشيرها وإخوانه، وفى الحقيقة فإن سعادتى كان من الممكن أن تكون أضعاف ما هى عليه الآن لو أنى لمحت فى كلمات حكومة البشير التبريرية صدقا، فصحة المواطن السودانى عندى أقدس وأهم من أى شيء، لكن هل فعلا المقصود من وراء هذا الحظر صحة السودان؟ أشك فى هذا الأمر وهذه هى الأسباب.

 

جميع التقارير الأممية سواء كانت محلية أو أجنبية تشير إلى أن الحالة الصحية فى السودان فى أسوأ حالاتها، ولأنى أعرف أن الكلام سيفتح على نيران الإخوان والمتأخونين فى مصر والسودان سآتى هنا بنص التقرير الذى نشرته حليفتهم "الجزيرة" عن الصحة فى السودان، حيث يقول التقرير إن قطاع الصحة يندرج فى ذيل أولويات ميزانية الدولة البالغة 25 مليار دولار فى عام 2013، وبالتالى فإن قطاع الصحة السودانى من الأسوأ فى العالم، وهو من بين خمس دول فى العالم هى الأقل إنفاقا فى هذا المجال.

 

وجاء فى الحلقة أن السودان يشهد زيادة فى نسبة أمراض الكبد والسرطان، وأن 50% من أجهزة الغسيل الكلوى انتهى عمرها الافتراضي. كما تشير تقارير اليونيسف إلى أن الحالة الصحية العامة فى السودان من أسوأ الحالات فى العالم،  حيث تشير الإحصائيات إلى أن معدل وفيات الأطفال الرضع فى السودان هو 81 وفاة لكل 1,000 ولادة حية، أما معدل وفيات الأطفال دون سنّ الخامسة فيبلغ 112 وفاة لكل 1,000 أما معدل وفيات الأمهات فيبلغ 1,107 وفاة لكل 100,000 ولادة حية، كما تؤكد التقارير أن 56% فقط من السودانيون يحصلون مياه صالحة للشرب، و31% فقط من السودانيون يتوافر لهم مرافق صرف صحى "تفى بالغرض" بينما 31% فقط من الأطفال حصلوا على التطعيمات اللازمة.

 

هذا مسح سريع وغير شامل للأنشطة الصحية فى السودان، وإن طالعت الصحف السودانية ستكتشف أن عشرات التقارير والتحقيقات والحوارات تتحدث دوما عن تردى الوضع الصحى فى سوداننا الشقيق، وهو ترد يتحمل البشير وحده مسئوليته لأنه ترك شعبه بلا رعاية صحية ولا خدمات أساسية ولا تطعيمات من الأمراض المتوطنة ولا حماية من الأوبئة، وللأسف  وقتما أتى الحديث عن صحة الشعب السودانى أتى من أجل مصلحة "الجماعة" فحسب.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

توجيهات رئاسية عاجلة للحكومة بشأن الدائرى الإقليمى

عائلة الزعيم تطمئن الجماهير على صحة عادل إمام فى أحدث ظهور له.. صورة

بي إس جي ضد البايرن.. موسيالا يتعرض لإصابة خطيرة فى قمة كأس العالم للأندية

لبلبة تكشف عن أحدث ظهور لهالة الشلقانى زوجة الزعيم عادل إمام.. صور

تفاصيل اتفاق الأهلي على خوض وديات في معسكر تونس


الأهلي يكثف مفاوضاته مع أسد الحملاوي لخلافة وسام أبو على فى الموسم الجديد

وزارة التعليم: ورقة مفاهيم امتحان الإحصاء للثانوية داخل كراسة الأسئلة

وزير العمل يوجه ببحث تعويض ضحايا حادث الدائري الإقليمي ويعزى أسر المتوفين

الجمعية الفلكية بجدة: الأرض تستعد لتسجيل أقصر الأيام خلال يوليو وأغسطس

الكنيسة القبطية تحتفل بعيد الرسل 12 يوليو.. صوم رسولى قديم يعود إلى بدايات الخدمة والانطلاق.. من الدرجة الثانية ويُاكل به الأسماك.. طقس اللقان يحيى طقوس التهيئة.. ومواصلة على خُطى بطرس وبولس


موعد مباراة بي اس جي ضد البايرن فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

سر غياب محمد صلاح وكريستيانو رونالدو عن جنازة جوتا

القصة الكاملة لإعادة السباحة بنهر السين فى فرنسا لأول مرة منذ 102 عام

الطقس غدا شديد الحرارة وشبورة ورطوبة والعظمى بالقاهرة 36 درجة والإسكندرية 31

ارتفاع عدد المتوفين لـ9 وإصابة 11 آخرين بتصادم سيارتين ميكروباص بـ"الإقليمى"

إلهام شاهين برفقة كريم عبد العزيز والكدواني وإيمي من حفل زفاف حفيد الزعيم

اختبارات القدرات 2025.. موعد إتاحة موقع التنسيق الإلكترونى للتقدم للاختبارات

تشارليز ثيرون ترفض الارتباط برجل من الوسط الفني.. وتسخر من تطبيقات المواعدة

الدستورية: الشروط غير المألوفة في عقود هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة تضفي عليها الصفة الإدارية

المحكمة الدستورية تقضى بعدم قبول دعوى تفسير تشريع لعدم تقديمها من وزير العدل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى