صالح المسعودى يكتب: الناس اللى فوق

 ثورة
ثورة

 

من المؤكد أن النظام الطبقى استمر فى مصر فترة كبيرة وعبر قرون عديدة بداية من عهود الفراعنة وما وثقه لنا التاريخ من وجود قوى للنظام الطبقى، ولكننا سوف نتناول بعض صور النظام الطبقى عبر العصور الحديثة، وإن كنا نعتقد أن نظام المماليك كان بداية حقيقية لنظام الطبقات وما تلاه من الحكم العثمانى الذى أصل لهذا النظام فى العصر الحديث، حيث بدأت معه المسميات الطبقية والتى للأسف وحتى يومنا الحاضر نتعامل بها وبشكل مستفز .

وتحدث التاريخ الحديث عن نهضة مصر فى عهد محمد على (باشا) وكيف كانت بداية بناء مصر الحديثة، ولكن وللأسف مع استمرار هذا النظام الطبقى البغيض، حيث استمرت التفرقة المجتمعية واستمرت كذلك الألقاب التى تمنح لعلية القوم أو كبار الملاك مثل (البهوية والبشوية)، مما كان له عظيم الأثر فى نماء فكرة التخلص من هذا النظام الطبقى، فكانت حركة الضباط الأحرار التى ساعدها الشعب والتف حولها لتكون أعظم انتقال سلمى فى العصر الحديث.

كانت ثورة يوليو بداية فارقة فى حياة المصريين، حيث البحث عن المساواة الحقيقة بين أفراد هذا الشعب الكادح، فكانت بداية القرارات الثورية التى تبناها الرئيس (جمال عبد الناصر) ورفاقه، وبدأت عملية توزيع الثروة من جديد من خلال القضاء على الإقطاع وفرض مجانية التعليم، ليتساوى أبناء العامة مع أبناء الخاصة، وكان هناك بعض القرارات أيضا الهامة بخلاف القضاء على الإقطاع، وكان أهمها إلغاء الألقاب التى كانت تمنح كما أسلفنا، ولكن ومع الأسف هذا القرار، خاصة لم يتم تنفيذه فبقيت الألقاب حتى يومنا هذا وأصبح السعى لها والبحث عنها من الأمور البديهية فى مجتمع عانى فعلياً من وجود تلك الألقاب فى حياته.

وتستمر المسيرة ونصطدم بالحروب التى كان لها مفعول السحر فى توحيد هذا الشعب، فبدأ النسيج المجتمعى يترابط وبدأت الناس تتناسى النظام الطبقى، وما أن بدأ الانفتاح الاقتصادى والاتجاه إلى الرأسمالية إلا وتنامى البحث عن الألقاب، فقد فهم البعض أنه بالمال يصطنع لنفسه طبقة خاصة، وبالفعل بدأ ترديد الألقاب وتضاعفت المشكلة أكبر عندما تزاوجت السلطة برأس المال فى عهد الرئيس (مبارك).

فكانت ثورة يناير 2011 التى نادت أيضا بالمساواة أو كما طالبوا بها (العدالة الاجتماعية) بعدما استأثر البعض بالثروة، وبدأت عائلات محددة تتحكم بالثروات فى وطن تعدى سكانه فى حينه 90 مليون مواطن معظمهم يحس بالقهر والتهميش، فاستجاب معظم الشعب لثورة الشباب الذى يبحث عن العدالة الاجتماعية، بالإضافة للحرية وفرص العمل، ثم تعثرت الثورة بعدما اعتلى قمتها من يجيد حصد ثمار الغير وتوارى الشباب الذى ضحى بحياته من أجل المساواة بين أفراد الشعب وطالب ببصيص الحرية والكرامة.

وتستمر المسيرة ويعاود الشعب كرته بعدما تحلل ولو لفترة من عقدة لسانه وطالب بحقه فى الحرية بعدما رأى انحراف طريق ثورته التى قادها الشباب فى 2011، وعند بداية عهد جديد حاول فيه الرئيس إرساء مفهوم المواطنة الحقيقى من خلال مساعدة رجال الأعمال للحكومة للنهوض بالمواطن المطحون. كشر بعضهم عن أنيابه بل وبدأ البعض فى افتعال الأزمات، وكان لأزمة الدولار أكثر من رسالة، ثم أنه تم التغاضى عن الموضوع بطريقة أو بأخرى على أساس أنه لم يعد عهد التأميم قائم، وأن إيمان العالم بالرأسمالية سوف يكون له مردود عكسى على أى قرار عنترى .

لكن لن ينكر التاريخ أيضا أن هناك "أغنياء نفس" قبل أن يكونوا "أغنياء دنيا" كان لهم الدور الفاعل فى بناء مصر لأنهم وبمنتهى الشفافية جمعوا بين الوطنية و(شطارة) كسب الرزق فمكثوا فى ذاكرة الوطن طويلاً، ومن المؤكد أن هناك الكثير والكثير ممن يملكون رؤوس الأموال وعندهم من الوطنية ما يفوق قيمة مالهم، فمصر بعون الله هى المحروسة وستنمو وستخرج من كبوتها بفضل الله أولا ثم بفضل أبنائها المخلصين، ولكن هل سيأتى اليوم الذى ينادى فيه (الناس اللى فوق) على الناس (اللى تحت) أن أغلقوا المياه حتى تصعد للناس اللى فوق، إن غداً لناظره قريب.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الكنيسة القبطية تستعد لعيد العذراء مريم في 22 أغسطس.. فرح روحى وطقوس مميزة واستعدادات مبكرة في الكنائس والأديرة.. الأديرة محطات حج روحي.. وقداسات على مدار اليوم مراعاة للموظفين والأسر والأطفال

النصر يواجه الاتحاد فى معركة نارية بكأس السوبر السعودي

تفاصيل التحقيقات مع متهم استولى على بيانات الدفع الإلكترونى الخاصة بالمواطنين

فاركو يواجه طلائع الجيش اليوم فى مباراة الجريحين بالدورى

مصطفى حجاج والفلكلور الكولومبى على مسرح المحكى بمهرجان القلعة اليوم


أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو

صراع سداسي.. محمد صلاح ينافس على جائزة جديدة فى إنجلترا اليوم

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 19 – 8 – 2025 فى الدورى الممتاز

انطلاق اختبارات القدرات لطلاب الشهادات المعادلة المتقدمين لكلية تربية موسيقية

بيلا رامزي تُرشح نفسها لتقديم هذه الشخصية.. فما هى؟


مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم الثلاثاء

دولة التلاوة.. أضخم مسابقة قرآن بتاريخ مصر بالتعاون بين الأوقاف والشركة المتحدة

محاكمة المتهمين بسرقة طالب بالإكراه فى حدائق القبة اليوم

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 19 - 8 - 2025 والقنوات الناقلة

24 ساعة حاسمة فى مستقبل ألكسندر إيزاك بين ليفربول ونيوكاسل

حالة الطقس المتوقعة اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025 فى مصر

وزير الخارجية لمذيعة CNN من معبر رفح: التهجير خط أحمر ولن نسمح بحدوثه

السكة الحديد تكشف تفاصيل واقعة ادعاء راكب منعه استقلال قطار مرتديا شورت

وداعًا الموجة الحارة.. درجات الحرارة غدًا وفرص سقوط أمطار قد يصاحبها الرعد

مصدر عبري: موقف إسرائيل من مقترح وقف الحرب على غزة لم يتغير

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى