عن احتراف الـ«ولا حاجة»

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم - وائل السمرى
لم يخترع العالم بعد جهازًا أو مؤسسة لمكافحة «الغش الإنسانى»، لكنه وضع معايير مناسبة لضمان استئصاله من منابعه، لكن الأمر يختلف تمامًا فى تلك المجتمعات التى اتخذت من دنياها هزوًا، وأصبحت السخرية فيها بديلًا عن الحياة الحقيقية، وتسيد فن الكاريكاتير على كل الفنون حتى صارت نصف الشخصيات التى تقابلها يوميًا «كاركترات» هاربة من إطار لوحة كاريكاتورية.
 
آباؤنا رأوا هذه الظاهرة قديمًا وتندروا عليها، لكنهم لم يدركوا أن السماح بوجودها- حتى ولو كان على سبيل السخرية- سيضاعف من حضورها، ويجعلها قاعدة عامة يتبعها الجميع.. آباؤنا أيضًا أخبرونا عن تلك الفئة من الناس التى لا تحترف شيئًا سوى «الولا حاجة»، فيتحولون بين ليلة وضحاها إلى «حاجة» تكون المحصلة «ولا حاجة»، لأن القاعدة الرياضية تقول إن أى شىء مقسوم على صفر يساوى صفرًا، وأى شىء مضروب فى صفر هو صفر أيضًا.
 
محترفو «الولا حاجة» تكاثروا، تناثروا، وفى غياب الرؤية يسهل الخداع، رجل لا يرى، يصاحب رجلًا لا يفعل، والنتيجة هى شيوع الإظلام وتعطل «المراكب السايرة»، لكن والحق يقال هؤلاء الذين «لا يفعلون» لا يفعلون تمامًا، وإنما يمثلون أنهم يفعلون، يؤدون نفس الحركات، يتحدثون بنفس المصطلحات، يقولون كلامًا يبدو مرتبًا، يتحصنون بـ«هكذا»، ويفضلون «أيضًا»، ويكثرون من الاستشهاد «بما قل ودل»، تجدهم يكثرون من استخدام جمل على شاكلة «مما لا يدع مجالًا للشك»، و«وليكن ما يكون»، يحبون المصطلحات المنفوخة، والعبارات «النافخة»، يكررون ما يقولون، ثم يؤكدون على ما يكررون، فيحسب الناس ما يقولونه حقًا، وهو والفراغ سواء.
 
آباؤنا أيضًا جسدوا هذه الظاهرة فى القول «لابسين مزيكا»، وأصل هذه التسمية هو أن «فرقة حسب الله» الشهيرة كانت تضطر أحيانًا إلى قبول العمل فى مناسبتين أو ثلاث فى وقت واحد، فكانت تقسم نفسها إلى مجموعتين أو ثلاث، ولأن أصحاب المناسبة ما كانوا ليقبلوا إلا بكامل عدد الفرقة ذات الشكل المميز، كانت الفرقة تحضر بعض الأشخاص العاديين وتمنحهم بعض آلات النفخ وبعض آلات الإيقاع، وتلبسهم الزى الرسمى للفرقة، على أن يمثلوا طوال الحفلة أنهم يعزفون دون أن يعزفوا، ويقال- والعهدة على كاتب هذه السطور- إن هذه الفرقة اندثرت تمامًا، وإن سبب اندثارها الوحيد هو أن تنظيم «لابسين مزيكا» انتشر فى البلاد، مدعيًا أنه «حسب الله الأصلى» حتى كره الناس الموسيقى ولابسيها، فانصرفوا عن الفرقة تمامًا.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير العمل يعلن تطورات إيجابية بشأن عامل مصرى عنفه صاحب عمل سعودى

الدكتورة نوال الدجوى لا تعلم شيئًا عن وفاة حفيدها حتى الآن.. التفاصيل

النيابة تباشر التحقيق فى واقعة إطلاق حفيد نوال الدجوى النار على نفسه

إخلاء سبيل طفل المرور فى واقعة التعدى على طالب بالمقطم بكفالة 20 ألف جنيه

مكة وكيان تشاركان محمد صلاح فى الممر الشرفى أمام كريستال بالاس.. فيديو وصور


لبيان سبب الوفاة.. نقل جثة حفيد نوال الدجوى إلى المشرحة لتوقيع الكشف الطبي

أول صور لحفيد نوال الدجوي بعد العثور على جثته مصابا بطلق ناري

كريستال بالاس يفاجئ ليفربول بهدف مبكر فى الدقيقة 9.. فيديو وصور

وزارة الداخلية: حفيد نوال الدجوي أطلق النار على نفسه

الأهلي ملك البطولات في العالم بعد هدية أبردين الأسكتلندي


مصادر أمنية: العثور على جثة حفيد نوال الدجوي مصابًا بطلق نارى بمسكنه بأكتوبر

الأعلى للإعلام: اعتماد قرار قناة TEN بالإيقاف الفوري لرضا عبدالعال

اتحاد الكرة يتفق مع أوسكار رويز على تجديد عقده موسما

غدا ذروة الموجة الحارة وتحذير من هذه الشواطئ والعظمى بالقاهرة 40 درجة

بيراميدز يرفض الراحة بعد رحلة جنوب أفريقيا ويستعد لمواجهة سيراميكا

مشهد الختام فى الدوري الإنجليزي.. صلاح ومرموش فى ليلة حصد الجوائز وتحقيق الحلم الأوروبي.. ليفربول يواجه كريستال بالاس بأجواء احتفالية.. "الفرعون" ينتظر التتويج بالحذاء الذهبي الرابع.. ومانشستر سيتي أمام فولهام

عفو رئاسى عن بعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك

السعودية تستطلع هلال شهر ذي الحجة لعام 1446 مساء الثلاثاء القادم

موعد غرة ذو الحجة وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيا

16 يوما تفصل المتهم بقضية الطفل ياسين عن الاستئناف على حكم المؤبد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى