خالد عزب يكتب: أنطولوجيا الشعر المصرى.. رؤية مختلفة

انطولوجيا الشعر
انطولوجيا الشعر
تثير قصيدة النثر وشعراؤها جدلا واسعا على الساحة الثقافية العربية من هنا تأتى أهمية ما قام به  الشاعر المصرى المقيم فى بلجيكا عماد فؤاد فى كتابه الجديد "ذئب... ونفرشُ طريقَه بالفخاخ - أنطولوجيا النص الشعرى المصرى الجديد" (دار المكتب المصرى للمطبوعات) بمشاركة دار نشر بلجيكية (الوردة)، بتوثيق تجربة ثلاثة أجيال فى قصيدة النثر المصرية. ويمكن اعتبار هذه الخطوة بمثابة مُغامرة تعكس إشكاليات تصاحب صدور الأنطولوجيات الشعرية عموماً، وتلازم أنطولوجيات قصيدة النثر، القليلة الحظ فى مصر، هذا العمل أو هذه المغامرة تستحق النقد والتقدير.
تتمثّل مغامرة فؤاد، الذى ينتمى  إلى جيل التسعينات (فى قصيدة النثر)، فى الجهد الدؤوب الذى بُذل على مدى سنواتٍ، لانتقاء نصوصٍ شعرية مائزة، تعود إلى ثلاثة وخمسين شاعراً وشاعرةً، من ثلاثة أجيالٍ مختلفة. وأيضاً، فى القفز على أى اتهام باستبعاد تجارب وأسماء، لا يُمكن أن تتسعَ لها مُختارات، والأنطولوجيا، التى أهداها صاحبها إلى «الشعر وحده»، ضمَّت تعريفاتٍ، ونُبْذات، وقصائد، ومقدمة وصِفَت بـ «الاستثنائية»، للشاعر المصرى رفعت سلام، بعنوان «بحثاً عن قصيدة النثر المصرية». وهى تحتوي، مقدمتين لفؤاد، كانت أولاهما تقديماً لأنطولوجيا أصدرها قبل تسعة أعوام، فى الجزائر، تحت عنوان: «رُعاةُ ظلالٍ وحارسو عُزْلات أيضاً»، واشتملت على قصائد لخمسة وثلاثين شاعراً مصرياً.وان كنا نرى اته من الواجب أن يستكمل المؤلف عمله هذا بأجزاء أخرى .
يأتى صدور الأنطولوجيا الجديدة، عن دار نشرٍ خاصة، وبمعاونة شريك «أجنبى»، ليفتح الباب أمام أسئلة حرجةٍ، فى شأن هيمنة أبناء ذائقة التفعيلة على منافذ النشر ، علماً أنهم يناصبون قصيدة النثر العداء، ويعتبرونها «ملعونة»، بتعبير رفعت سلام.
 
 كما تطاول تلك الأسئلة انحيازات القائمين على صناعة النشر خصوصاً أنها لا تزال تدّعى استيعابها النشر الثقافى الطموح، على رغم أنها لم تتّسع لمغامرة بهذا الحجمِ. هذا ما يطرح أيضا تساؤلات حول صناعة النشر فى مصر والمخاطر التى تتعرض لها فى ظل ارتفاع تكاليف النشر وأزمة اقتصادية تؤثر سلبا على حركة التأليف .وأن كان المؤلف انتقد شعراء التفعيله فان القصيدة العمودية يتم تجاهلها أيضا والسخرية من المبدعين فيها، هذا يقودنا إلى ضرورة تقبل كافة أجناس الابداع الأدبى .
الكتاب الذى بين أيدينا هو سِفرٌ تجاوز الـ 660 صفحة، بدا وكأنه يتبنَّى مفهوماً يوسِّع معنى قصيدة النثر، لتشملَ تجارب ثلاثة أجيال، تبدو التباينات والاختلافات بينها، أكثر بكثير من مناطق التشابه التى تجمعها. ولولا اعتبارات المساحة، التى ساهمت فى استبعاد أسماء شعراء غير قليلين، لكان المُنتج النهائى اشتمل على عدد أكبر من الشعراء. وفى ما يتعلق بذلك؛ يشير فؤاد فى مقدمته إلى قواعد عامة، اختار على أساسها الشعراء: "أعلنت صراحة فى مقدمتى للإصدار الأوّل أنّ كلّ مَن تورّط فى عمل مختارات شعرية أو إبداعية من أى نوع، يعرف جيداً أنّه وهو يختار اسماً ما، ليكون ضمن مختاراته، إنّما يقصى اسماً آخر. لذا لا نستطيع - نهايةً - أن نزعم بأنّ هذه الأنطولوجيا تغطّى الشُّعراء المصريين الراهنين كافةً، الذين يكتبون ما اصطلح على تسميته «قصيدة النثر». فثمّة العديد من الأسماء الأخرى، التى قدَّمت مُنجزَها اللافت، ضمن هذا الإطار، وحَالت مساحةُ العمل دون ضمّ أسمائهم».
أميزُ ما فى هذه المختارات، أنها تجمع ثلاثة أجيال فى سلةٍ واحدة، من السبعينات، ممن أدركتْهم قصيدةُ النثر، على اختلاف مشاربهم الشعرية إلى الثمانينات والتسعينات، وبات ممكناً أن تنضم قصائد شباب مثل تامر فتحى وسامى سعد ومحمد خير، إلى جوار رفعت سلام وجمال القصاص، وإبراهيم داود ومحمود قرنى وياسر الزيات وعلى منصور، وعماد أبوصالح وأحمد يمانى وحسن خضر وفتحى عبدالسميع وعزمى عبدالوهاب وعلى عطا، ولم ينسى المؤلف ذاته فى الكتاب وهو أمر قد ينتقدوغيرهم، إضافة إلى قصائد لتسع شاعرات مصريات.
اختارت الأنطولوجيا شاعراً مثل محمد صالح (1942 - 2009)، بقصيدته التى تناسلت بين الأجيال، فى بداهتِها المصرية، إلى جانب نصوص نثرية للجيل نفسه، تتكئ على الحس الصوفي، مثل الشاعر محمد آدم، وأخرى تجريبية مُغامرة مثل قصائد عبد المنعم رمضان، وجمال القصاص، وحلمى سالم، لكنها تجاهلت فى الوقتِ نفسه بعضَ شعراء السبعينات، الذين يكتبون قصيدة النثر بنهكةٍ سردية مائزة، ومنهم أمجد ريان، على سبيل المثل.
يُذكر أن جدلاً صاخباً أثير عام 2010، عقب صدور أول مختارات شعرية لقصيدة النثر المصرية، عن وزارة الثقافة، فى كُتيب صغير، ضمن مطبوعات مجلة «إبداع»، أعدَّها الشاعر البهاء حسين، تحت عنوان «صيدٌ وحيد»، بسبب اتهامات بعضهم لها باستبعاد عدد لا يستهان به من الشعراء، وتشكيك آخرين فى جدوى مختارات نثرية، تصدر عن مجلة طالما استبعدتها، خصوصاً فى ظل رئاسة تحرير الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى (1935)، أحد ألد أعداء قصيدة النثر.
العمل وإن كان خرج نسبيا عن التكرار لكنه مركزى إذ أن معظم الشعراء الواردين به من القاهرة وهو ما يعكس مركزية الدراسة علما بأن مدنا مثل المنصورة وأسيوط والإسكندرية وقنا والإسماعيلية وغيرها بها شعراء مبدعين يستحقون الاهتمام فى مثل هذه الدراسات.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وظائف فى محطة الضبعة بمرتبات تصل لـ40 ألف جنيه.. اعرف التفاصيل

انطلاق مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية استعدادا لأمم إفريقيا

حفل جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى يتوج بأفضل لاعب فى العالم

ربيعة وفيصل وفتحي على دكة بدلاء منتخب مصر أمام نيجيريا

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت


يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

فتح باب التقديم للإشراف على حج الجمعيات الأهلية حتى 31 ديسمبر.. مؤهل عالٍ والسن لا يزيد عن 60 عامًا.. حصول المشرف على حد أدنى 65 درجة من أصل 100 لاجتياز الاختبار والقبول.. ومشرف لكل 46 حاج

يورتشيتش يدعم رمضان صبحى: لا يستحق العقاب.. وإمام عاشور أفضل 10 فى مصر


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

تعرف على مهن الفنانين قبل الشهرة والنجومية

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

قائمة برشلونة لمواجهة جوادالاخارا في كأس ملك إسبانيا

محمد فراج يبدأ تصوير مسلسله الجديد أب ولكن وعرضه على شاشات المتحدة

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى