آمال كبار لدى «عبدالغفار»

د. سامى عبدالعزيز
د. سامى عبدالعزيز
بقلم - د. سامى عبدالعزيز
مهمة إصلاح وتطوير التعليم الجامعى الحالى فى مصر هى أول وآخر الخيط الذى يجب أن نمسك به بقوة، وأن نعتصم بحبله جميعاً، حتى ينجو هذا الوطن من «الدايلاما» التى يعيشها تعليمه منذ فترة ليست بالقصيرة.. أفكارنا محبوسة فى قماقم متحجرة منذ زمن بعيد، وخطواتنا مقيدة بسلاسل الرغبة فى بقاء الأوضاع على ما هى عليه، وعدم التغيير إلا فى حدود غير ذات دلالة.. وألمح فى إشارات الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى شعاع ليزر يخترق الحجب، ويحيى آمالاً كباراً لدى المهتمين بالبحث العلمى.. وأكاد أحس لديه رغبة عارمة فى تغيير ما كان مألوفاً وجامداً، وتطوير ما حسبناه أصبح راكداً بالضرورة وإلى الأبد.. وهذه الرغبة تجعله يرهف السمع إلى كل اقتراح بناء وكل فكرة من شأنها التطوير والإنماء، وهو ما لمسته من خلال اللقاء المباشر معه فى أكثر من مرة.
 
ولعل هذا الإطار الإيجابى هو ما يدفعنا إلى تأييد فكرة إجراء اختبارات قدرات عامة قبلية قبل الالتحاق بالكليات المختلفة.. التنسيق ثبت أنه ليس المعيار الوحيد الذى نطمئن إليه فى توزيع القدرات.. قطاع الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات الذى أتشرف برئاسته، كان له السبق والمبادرة فى هذا الاتجاه.. لا دخول لكليات الإعلام وأقسامه إلا بامتحان قدرات، توضح احتمالية نجاح هذا الطالب أو ذاك وقدرته على الوفاء بمتطلبات المهنة الشاقة.. هذه التجربة يجب تعميمها فى كثير من الكليات التى لا تحتاج فقط إلى «الحفظ» وإلى الطلبة الدحيحة بدون تفكير أو إبداع.. مشكلتنا فى الحفظ، وغياب التفكير النقدى.
 
كثير من مشكلاتنا الحالية فى كثير من المهن، ومنها الإعلام، راجعة إلى سوء التأهيل.. وإلى سوء الاختيار والتوزيع.. نحتاج إلى ثورة فى طرق التأهيل العلمى المهنى، وإلى هزة شاملة فى طرق التوزيع واختيار الطلاب.
 
فى كثير من دول العالم، الشهادات الجامعية مثل أى منتج لها فترة صلاحية، وبعدها تصبح منتهية فى حاجة إلى تجديد.. العلوم تتغير كليةً فى الوقت الحالى كل خمس سنوات مرة على الأقل.. العلوم الأبدية لم تعد موجودة.. والمعلومات التى لا تتغير لم تعد قائمة.. كل صاحب شهادة لابد من تجديد معلوماته، ومن تجديد رخصة المهنة من خلال الدورات «الفعلية» والحقيقية المستمرة التى تساعده على سد الفجوة بين ما لديه وما استجد فى التخصص الذى يمتهنه.
 
كثير من مجالات العمل فى مصر تحتاج إلى تأهيل من نوع خاص.. التمريض على سبيل المثال يحتاج إلى ثورة شاملة تستطيع معه أن تلبى الاحتاجات المتطورة لسوق العمل فى مصر والدول العربية.. كثير من المهن تحتاج إلى تدريب حقيقى، وإلى نوعية خاصة من التأهيل.. مستوى الخريجين فى مصر يحتاج إلى وقفة حقيقية وصادقة مع النفس.
 
منذ أكثر من شهر، شرفنا الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم بحضور مؤتمر تطوير الدراسات العليا فى مجال قطاع الإعلام، ولم يكن حضوره شرفياً، بل كانت مشاركة إيجابية: نقاشاً وتفاعلاً وإنصاتاً ورغبة فى التقاط خيط التطوير والتمسك به بقوة.. وهو ما جعلنا نشعر أننا على الطريق الصحيح، وأن عبدالغفار يعرف ما يريد تحديداً.. لقد أحيا لدينا آمالا كبار فى أن التعليم الجامعى فى مصر على النحو الذى نتمناه.. وأثق أن كثيراً من آمالنا الكبار سوف تتحقق مع عبدالغفار.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اليوم.. نظر دعوى بطلان الحجز على ممتلكات إبراهيم سعيد

اليوم.. طلاب القسم العلمى بالثانوية الأزهرية يؤدون امتحان مادة البلاغة

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

إمام عاشور يبدأ جلسات العلاج الطبيعي في الأهلي

المرور يبدأ غلق الطريق الإقليمى لتنفيذ أعمال إصلاحات لمدة 7 أيام


"أمبرى": تضرر كبير لأرصفة ميناء الحديدة اليمنى جراء غارات إسرائيل

وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت نتيجة عطل الاتصالات والإنترنت

أحمد الكاس مدرب منتخب الناشئين يحتفل بعيد ميلاده الـ60..اليوم

نتنياهو يرشح ترامب لجائزة نوبل للسلام

نتنياهو: إيران كانت تدير سوريا والآن هناك فرصة لتحقيق الاستقرار والسلام


انتحار نائب بالبرلمان الفرنسى شنقا فى منزله

نتنياهو يلتقى روبيو وويتكوف قبيل محادثاته مع ترامب

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

محمد شكرى يظهر فى مران سيراميكا قبل انتقاله للأهلى.. صور

زلزال بقوة 5 درجات يضرب البحر المتوسط قبالة سواحل تركيا

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

حين انتصرت الشعوب على الهيمنة.. دول تحدّت الطاعة العمياء لأمريكا وفضّلت مصلحة مواطنيها.. رفضت مقايضة الكرامة الشعبية بالرضا الغربي تمسكا بالقرار السيادي.. وأكدت: واشنطن لا تملك وحدها مفاتيح الشرعية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى