ديمقراطيون وسماسرة.. كيف تحول دعاة التغيير إلى تجار فى ليبيا وسوريا؟!

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم - أكرم القصاص
فى بريطانيا وأوروبا لديهم تجربة انتخابية وديمقراطية مستقرة تمكنهم من تعديل المسارات ومعالجة الأخطاء، مع الاحتفاظ بنظام تبادلى لحزبين يتنافسان فيما بينهما، لكن هذا النظام لم ينتج أى تأثير على العالم أو النظام العالمى الذى يبدو متجها أكثر إلى أقصى درجات التطرف، من خلال دعم الإرهاب والتدخل فى شؤون الدول، بشكل تجاوز ما كان يفعله الاستعمار.
 
بالرغم من كل الحديث والجدل الأوربى عن تكافؤ الفرص وعدم التدخل فى شؤون الدول الأخرى إلا أن التدخل عنوانا واسعا مستمرا من سنوات وربما من عقود، وأدى إلى ما أدى إليه من إنتاج نظام هش وفوضى لا تبدو قابلة للحل، خاصة مع استيراد وتوطين داعش وتنظيمات الإرهاب، التى تبدو جزءا من مشهد الفوضى، وتقف فى بعض الأحيان عصية على الفهم والحل. 
 
خلال خمس سنوات شهدت المنطقة تدخلات من جهات مختلفة بالتمويل والتسليح، رأينا تحالفا من حلف الناتو لإسقاط القذافى، لم يتوقف عند إسقاط القذافى وانتقل لإسقاط النظام كله وادخل ليبيا فى فوضى، بل إن الغرب هو من سمح بدخول آلاف المقاتلين والمرتزقة، ومنح تنظيمات مثل القاعدة وداعش مزيدا من الوقت والفرص. ونفس الأمر فى سوريا حيث دعمت أمريكا وبريطانيا وفرنسا معارضة سورية تم انتقاؤها من الوجوه المحترفة فى أوروبا، ومع الوقت تراجعت المعارضة وتقدم داعش والنصرة وتنظيمات الإرهاب.
 
وبعد تدمير ليبيا صدرت اعترافات باهتة من ديفيد كاميرون أو من فرنسا بالمسؤولية عن إسقاط الدولة فى ليبيا من دون بدائل، لكن هناك مؤشرات على أن الديمقراطيات الغربية كانت تتعمد إنتاج فوضى، وتعلم بمسارات التنظيمات الإرهابية، بل وتحالفت معها بشكل غير مباشر. وكان الهدف هو التعامل مع المعارضة التابعة الانتهازية من طلاب المال والنجومية، وإقصاء المعارضة الحقيقية، مع الرهان على نخب تتصارع على المغانم ولا تجد فى تدمير بلادها مشكلة طالما تحقق أرباحا وتحصل على التمويل، ومثلما لعب الجلبى وأمثاله دورا فى تدمير العراق وتفكيكه، لعبت النخبة ما بعد القذافى دورا فى فتح المجال للناتو وللتنظيمات الإرهابية، لأن النخب السياسية تعجز عن إدراك الخطر، وتركز على إرضاء غرورها. 
 
ولعل هذا هو ما دفع ضابط ومحلل فرنسى لأن يوجه اللوم إلى المعارضة السورية التى تسببت فى تدمير بلادها، وبعد أن كانت هناك إمكانية بناء فى نظام قائم أصبح الأمر صعبا، بل إنه أتاح المزيد من القوة والشرعية لبشار الأسد الذى يبدو اليوم مدافعا عن سوريا فى مواجهة مغول تنظيمات الإرهاب البدائى.
 
الضابط والمحلل الفرنسى أبدى دهشته من المعارضة السورية التى تحولت إلى مطية لدول تبيعهم فى أسواق السياسة، وأسهموا فى تدمير بلدهم بشكل ممنهج ولم يقولوا يوما كفى لكل هذا القتل والتدمير أنهم حمقى و تجار دولار، أغلبهم كانوا يعيشون فى أوروبا ولم يعرفوا سوريا ولا ظروفها، ولا كيف كانت تسير أفضل مما هو الآن.
 
المحلل الفرنسى مثل كثيرين يندهش من كيفية تحول الربيع العربى إلى تجارة للسلاح والسياسة، بينما تلعب المعارضة دور السمسار الباحث عن مصالحه، حتى لو كانت على حساب تدمير بلاده.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

33.9 مليار دولار خلال 10 أشهر.. قفزة تاريخية فى تحويلات المصريين بالخارج

تردد القنوات المجانية الناقلة لبطولة كأس أمم أفريقيا 2025

موعد مباراة المغرب ضد جزر القمر فى افتتاح أمم أفريقيا والقنوات الناقلة

حسام حسن وجهاز منتخب مصر يتفقدون ملعب مباراة زيمبابوى.. صور

توجيهات الرئيس السيسى خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزى ووزير المالية (إنفوجراف)


مصر ضد زيمبابوي.. مارينيكا: لا نخشى مواجهة محمد صلاح ومرموش

ناصر البرنس يلتقي بشقيقه بعد حرق نفسه: كل دا عشان ما عزمتوش على الافتتاح

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 قبل انطلاق صافرة البداية

فريدة سيف النصر تنعي سمية الألفي بكلمات مؤثرة وتسرد ذكرياتهما معاً

وزيرة التضامن: دعم تكافل وكرامة قد يصل إلى 4000 جنيه للأسرة الواحدة


الأهلي يترقب موقف توروب من إعارة محمد عبد الله لبتروجت ضمن صفقة حامد حمدان

بدء العد التنازلي.. موعد شهر رمضان وأول أيامه فلكيا لعام 1447 هجريا

ذكرى وفاة فاروق يوسف.. نهاية غير سعيدة لنجم فيلم أونكل زيزو حبيبى

قاتل صديقه بالإسكندرية: خبرتى فى الجزارة والذبح سهلت على تقطيع جثته

موعد حفل افتتاح كأس أمم أفريقيا 2025 والقنوات الناقلة

المقاولون العرب يعلن تعيين على خليل مستشاراً فنياً لقطاع الناشئين

4 مدافعين مرشحون لخلافة حسام عبد المجيد بالزمالك حال رحيله يناير المقبل

مواعيد مباريات اليوم.. افتتاح كأس أمم أفريقيا.. وفياريال مع برشلونة

استقرار الحالة الصحية لشقيق ناصر البرنس بعد حرق نفسه أمام المطعم

الطقس اليوم.. أجواء شديد البرودة وانخفاض بالحرارة والصغري بالقاهرة 11 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى