حمد بن جاسم.. عودة عراب الإرهاب القطرى وملك التناقضات.. رئيس الوزراء السابق يحاول إنقاذ "تميم" بمخاطبة الإعلام الغربى.. لا يزعجه استضافة قادة طالبان بجوار "القاعدة الأمريكية".. ويعترف بازدواجية علاقات بلاده

حمد بن جاسم
حمد بن جاسم
كتب عمرو جاد - أمين صالح

يقول المثل الشعبى"يموت الزمار وأصابعه تلعب"، ويظل حمد بن جاسم آل ثانى هو زمار السياسة الخارجية القطرية، وطبالها وراقصها ومؤلف ألحانها أيضًا، عاد بن جاسم للظهور فجأة من بين الصخور كحية جرس اشتاقت لنفث السموم، ليدافع عن نظام هش وصبيانى، هو يعرفه جيدً لأنه شارك فى بنيانه، منذ أن كان مكلفً بوزارتى الزراعة والكهرباء فى عام 1990، إلى أن وصل ذروة مجده بالجمع بين رئاسة الوزراء وحقيبة الخارجية فى العام 2007.

 

حمد-بن-جاسم-يصافح-ايهود-اولمرت
حمد بن جاسم يصافح ايهود اولمرت

 

بنى حمد بن جاسم أسلوبًا فى السياسة الخارجية يتماشى مع الشعور بالتقزم لدى الأسرة الحاكمة فى الدوحة، معتمدًا على التناقض وازدواجية المواقف و"التخابث" و فى أول ظهور له بعد خروجه من المشهد منذ عام 2013، قال بن جاسم كل شىء، لكنه لم يقل الحقيقة، ففى مقابلته مع تشارلز روس مذيع قناة "بى بى إس" الأمريكية، بدا الرجل الذى يعد فى أوساط السياسة الخارجية وجهًا أكثر شهرة من أميره حمد بن خليفة، وكأنه يعرف عن الأزمة القطرية والمقاطعة الخليجية أكثر مما يعرفه الفتى الطائش تميم ووزير خارجيته البائس خالد العطية.
 
وتأتى عودة بن جاسم للمشهد وفقًا لعبد الرؤوف الريدى سفير مصر السابق بالولايات المتحدة الأمريكية، تجسيدًا لرغبة قطر فى "استحضار" شخصيات لها خبرة فى قيادة الحملات الإعلامية القذرة ومخاطبة الإعلام بما يبرر مواقفها الملتبسة من القضايا المختلفة أبرزها الإرهاب وتمويله ورعايته، وهذا الأمر أكده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حين شدد أكثر من مرة بأن الدوحة لا تلتزم بأى اتفاقيات أو تعهدات، هو ما يمثل أيضا ازدواجية فى المواقف والفلسفة الواهية فى التعامل مع العلاقات الخارجية، و"حقيقة الأمر أن قطر تحاول أن تقيم علاقات غير متوازنة فهى تتعاون مع حماس ومع السلطة الفلسطينية ومع السعودية وإيران فى آن واحد وبالتالى فإن مواقف الدوحة تقوم على التناقض".
 

ودافع بن جاسم، متسلحًا بالتناقضات أيضًا، عما اعتبره علاقة عادية لقطر مع إيران، مستشهدًا بوجود دول أخرى فى الخليج لديها علاقات مع طهران، لكن التسريب الأخير  لمستشار تميم  ثم سقط فى التناقض حين اعتبر أن الدور القطرى فى سوريا مضاد للأهداف الإيرانية، ثم يبحث عن مهرب آخر من اتهام دعم قطر لجماعات متطرفة فى سوريا، رغم اعترافه بهذا الدعم تحت شعار مساندة "الثورة" السورية، لكن قطر لك تفسر لنا كيف تعارض إيران، بينما ينسق حمد العطية مستشار تميم مع إرهابى شيعى فى لإثارة القلاقل فى البحرين مدعومًا بمباركة أميرية قطرية وتغطية إعلامية من قناة "الجزيرة".

 

فيديو التسريب الصوتى لحمد العطية

وهذا التناقض أيضًا يشمل علاقة قطر بالولايات المتحدة الأمريكية، فهى تقول أنها تفتح أراضيها للقواعد العسكرية الأمريكية لمساندة الحرب على متطرفى القاعدة وحركة طالبان فى أفغانستان، بينما تستضيف هى 5 من قيادات الحركة، تقول أنها استضافتهم بتنسيق أمريكى، لكنه لم يخبرنا عن بقية الإرهابيين ومكاتب التمثيل التى تعبر عنهم، هل تتم بتنسيق مع دول أخرى أم أنها اجتهادات قطرية.

 

عناصر-طالبان-فى-الدوحة
عناصر طالبان فى الدوحة

وبسلاسة شديدة يتنقل بن جاسم بين التناقض والكذب، فقطر تزعم دائمً أنها تدعم جهور المصالحة وتبحث عن حل للقضية الفلسطينية، لكنه فى المقابلة بعترف دون مواربة أن حكومة الدوحة دعمت بتوجيهات أمريكية صريحة حكومة حماس فى قطاع غزة، بحجة إمداد أهالى القطاع بالغاز وإعادة الإعمار، بينما الحقيقة أن الدعم كان مقصودًا به أكثر دفع الانقسام الفلسطينى إلى هاوية تظهر حينها قطر بدور المنقذ بينما فى الحقيقة تنفذ أجندة موضوعة فى واشنطن، فى نفس الوقت الذى تنتقد فيه الأذرع الإعلامية لجماعة الإخوان وحماس "التآمر الأمريكى" مع اسرائيل من أجل القضاء على ما تبقى من الحقوق الفلسطينية. 

تميم مع خالد مشعل
تميم مع خالد مشعل

 

الكذب أيضا هو مصدر الارتباك الذى تنتهى إليه كل المواقف القطرية الملتبسة، ، بأنه معاناة قطرية من المأزق الشديد لكونها دولة صغيرة،  فتسعى لإقامة علاقات مع كل الأطراف ليتغلب حتى ولو كانت غير متواءمة، لينتهى الأمر بسياسة غير مسئولة على الإطلاق فى التعامل مع الأطراف المختلفة ويصل بقطر الأمر لما هى عليه الآن بعد قرارا قطع العلاقات معها وهذا القرار تسبب فى زيادة الازدواجية والتخبط فى تصريحات مسئوليها السابقين والحاليين وتصريحات حمد بن جاسم المتناقضة تكشف هذا الأمر كما تكشف "محدودية الفكر" لدى الأسرة الحاكمة فى الدوحة، وفقًا للسفير على الحنفى مساعد وزير الخارجية السابق.
 
"محدودية الفكر" للأسرة الحاكمة فى قطر، ربما تكون دافعً منطقيًا لاستدعاء شخص خرج من السلطة منذ 4 أعوام فى ترتيبات تخص هذه السلطة بشكلها الحالى، لكنها تحتاج أيضًا لشخصية تبدو بعيدة عن التفاصيل الحالية لضمان شكل من المصداقية، لذا ليس غريبً أن يظهر حمد بن جاسم على قناة أمريكية ليتحدث بمنتهى النعومة والبراءة عن مظلومية قطرية لا وجود لها، متعجبًا من اتهام بلاده بدعم الإرهاب، لكنه لم يبرر مشاهد قناة الجزيرة نفسها وهى تنقل رفع العلم القطرى فى ليبيا وسوريا على أيدى ضباطها، وإذا كان بن جاسم يعتبر الغضب الخليجى من علاقة بلاده بإيران "مزحة كبيرة"، فظهوره هذه المرة على هذه الصورة وبتلك اللغة، هى المزحة الأكثر سخافة على الإطلاق. 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب باكستان دون ورود أنباء عن خسائر

كيف سيتم تحديد زيادة الأجرة بقانون الإيجار القديم؟ .. اعرف التفاصيل

محمد صلاح يتصدر أبرز الفائزين بجائزة الأفضل فى إنجلترا من رابطة المحترفين

بعثة شباب الطائرة تغادر إلى الصين للمشاركة فى بطولة العالم

الأهلي يواصل تدريباته اليوم فى التتش استعداداً لمواجهة غزل المحلة


الطقس اليوم.. ارتفاع مؤقت بدرجات الحرارة والعظمى بالقاهرة 37 درجة

ريبيرو يدرس تثبيت تشكيل الأهلي فى مباراة غزل المحلة

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو

هل يستغل نجم المصري غياب الأهلي لإزاحة زيزو من قمة هدافي الدوري؟

النفقات غير المستحقة تهدد سيدة بالحبس بعد ملاحقة زوجها لها بدعاوى قضائية


ترامب: اجتماع البيت الأبيض كان مثمرا للغاية وبدأت ترتيبات عقد اجتماع بين بوتين وزيلينسكي

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 19 - 8 - 2025 والقنوات الناقلة

24 ساعة حاسمة فى مستقبل ألكسندر إيزاك بين ليفربول ونيوكاسل

وفاة الطفل الفلسطيني صاحب عبارة "أنا جعان".. مأساة ترصدها الصور

أنشيلوتى يستبعد فينيسيوس ويعيد رودريجو وميليتاو إلى قائمة البرازيل

محاولة تهريب عملات ومخدرات.. مباحث مطار القاهرة تحقق ضربات أمنية ناجحة

ليدز يلدغ إيفرتون بهدف نيمتشا فى الدورى الإنجليزى.. فيديو

هشام نصر يكشف كواليس أزمة أرض الزمالك بأكتوبر: قرار مفاجئ بسحب الأرض

البكالوريا التعليمية.. تفاصيل شهادة جديدة معادلة للثانوية العامة

ترامب: أمريكا ستدعم ضمانات أمنية أوروبية لأوكرانيا لإنهاء الحرب مع روسيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى