يسرا فى الحساب يجمع.. مايسترو يعزف على أوتار الطبقات المطحونة

التربع على القمة لسنوات طويلة من المؤكد أنه لا يأتى من فراغ، وإنما حصاد سنوات طويلة يقضيها الفنان فى محاولة لإثبات الذات والتأكيد على الموهبة وهو ما يأتى بالممارسة والخبرة، فأى فنان يمارس التمثيل من المؤكد أنه سيزداد خبرة وسيكون أفضل وأفضل، لكن ما يجعل الفنان فى مكانة لا يستطيع غيره أن يحتلها أو ينافسه عليها، هو ذلك الفنان الذى يحمل بين طياته الذكاء الفنى، ذلك الذكاء الذى يميزه عن غيره وهو ما تتمتع به النجمة يسرا، فلديها من الذكاء الفنى ما جعلها لا تزال على القمة بفنها واختيارتها ، وأمانتها الشديدة فى التعامل مع المهنة، مهنة الفن بمعناها الحقيقى وليس "السبوبة".

عمل وراء عمل يكتشف الجمهور أماكن مختلفة فى يسرا التى تستطيع التلون وتقديم الجديد عليها وعلى الجمهور أيضا، وهو ما قدمته بالعام الماضى من خلال مسلسل فوق مستوى الشبهات وفى مشروعها بالعام الحالى مسلسل "الحساب يجمع" والذى يعرض حاليا على الشاشات، حيث تقف يسرا كالمايسترو تعزف على أوتار الطبقات المطحونة الكادحة المظلوم فيها والظالم.

تقدم يسرا هذا العام بانوراما كاملة لحياة نرى شخوصها فى الحياة ونماذج منها على الشاشة لكن ما قدمته يسرا جديد ومختلف، حيث تشعبت داخل عالم الخادمات بما له وما عليه، الجميل فى اختيارات يسرا أنها تختار أن تظهر من لحم ودم شخصية حقيقية تجمع الخير والشر لا هى ملاك فى ملابس بيضاء ولا هى شيطان وإنما "بنى آدم" حقيقية، لذلك يشعر المشاهد معها بالصدق فى انفعالاتها وتصرفتها داخل شخصية نعيمة التى تنهال على رأسها المصائب واحدة تلو الأخرى لكنها تضع بناتها فى المقام الأول لاهتمامتها.

المميز فى شخص يسرا كفنانة أنها ليست من هواة الظهور على الشاشة من التتر للتتر كالعديد من النجمات، ولكنها تقدم نفسها كوردة وسط بستان به الكثير من الزهور فحول يسرا العديد من الفنانين المتميزين فى المسلسل وكل منهم له دور ومساحة لشخصيته وحدوتة خاصة به وهو ما تحرص عليه النجمة يسرا فى كل عمل جديد تقدمه.