مثلث تشويه صورة مصر فى الخارج.. قطر تمول مراكز بحثية لتقديم معلومات مغلوطة للإدارة الأمريكية.. ودولارات الأمريكان تستقطب مصريين هاربين من أحكام قضائية وعملاء فى الداخل

الكونجرس الامريكى والوفد المصرى فى واشنطن
الكونجرس الامريكى والوفد المصرى فى واشنطن
رسالة واشنطن - محمد مجدى السيسى
محمد-مجدى-السيسى
 

الحل فى الاشتباك مع الإعلام الأمريكى.. والتواصل المستمر مع مراكز اتخاذ القرار

رئيس معهد بحثى يسأل عن محمد السادات: "كان صديق عظيم.. ويتواصل معنا باستمرار"

نائب بالكونجرس لـ "اليوم السابع": قطر تمول معظم المراكز البحثية هنا.. وتساند الإخوان

 

من بين ملاحظات كثيرة دونتها خلال مرافقتى للوفد البرلمانى المصرى مع مسئولين بالبيت الأبيض ونواب بالكونجرس الأمريكى بواشنطن، سؤالاً تجدد فى كل لقاء وجدت فيه الجانب الأمريكى يطرح مغالطات واضحة حول الوضع الأمنى فى القاهرة وأوضاع حقوق الإنسان وقانون الجمعيات الأهلية، وهو من أين تصل تلك المعلومات إلى الإدارة الأمريكية؟.

 

لك أن تتصور أن عدداً من نواب الكونجرس سألوا عن مستجدات الصراعات المسلحة فى القاهرة، وآخرين هددوا بوقف عدة مساعدات للقاهرة فى ضوء تقارير مزيفة وصلتهم حول قانون الجمعيات الأهلية، تشير إلى أن مصر تفرض ضرائب على تلك المساعدات بموجب هذا القانون، ومغالطات أخرى يُراد بها تزييف وعى متخذى القرار فى واشنطن.

 

من هنا بدأت رحلة البحث حول الإجابة عن هذا السؤال، من يقدم تلك المعلومات للإدارة الأمريكية؟، وكانت الإجابة من عدد من الدبلوماسيين المصريين فى واشنطن، بأن المراكز البحثية "think tank"، مصدر أساسى للمعلومات هنا فى واشنطن، بل وأنها تشارك فى اتخاذ القرار، من خلال تقارير تُقدمها بشكل متواصل حول القضايا المختلفة، إضافة إلى مشاركاتها المستمرة بجلسات استماع فى الكونجرس.

 

وفى عشاء عمل، سألت عضو الكونجرس الأمريكى رون ديسانتيس عن ولاية فلوريدا، عن التحديات التى تواجهه أمام تمرير القانون الذى شارك فى تقديمه لتصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابى، أكد لى أن هناك دوائر تأثير مضادة فى الجانب الآخر، وأن قطر تمول عددا كبيرا جداً من المراكز البحثية بواشنطن، كونها مؤيدة للإخوان ولممارساتهم.

 

ومن هنا أمسكت بأول خيوط اللعبة، قطر التى لا تترك حيزاً صغيراً إلا ودأبت أن تشوه مصر من خلاله عن طريق تقديم تقارير تتضمن معلومات مغلوطة تماماً عن الأوضاع فى المنطقة وتصير وكأنها حقائق مجردة، تساهم فى صنع مواقف سلبية تجاه مصر، وهو ما لاحظته فى نبرة الهجوم لدى مؤسسى عدد من المراكز البحثية التى التقاها الوفد.

 

قطر ليست اللاعب الوحيد فى تشويه سمعة وصورة مصر فى الخارج، لكنها شبكة تضم لاعبين آخرين لاسيما الإعلام الأمريكى، فما لفت انتباهى أيضاً خلال لقاء مغلق بأحد المراكز البحثية، سؤال مؤسس المعهد للوفد المصرى عن النائب المُسقط عضويته محمد أنور السادات، وقال نصا: "إننى أحبه، هو صديقاً عظيماً، وكان يتواصل معنا باستمرار".

 

ثم بعدها طرح ذلك الرجل مغالطات كثيرة عن أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، لأتأكد هنا أن البرلمان المصرى كان مُحقاً حينما أكد أن للسادات دور فى تشويه صورة مصر ومؤسساتها فى الخارج من خلال التواصل مع جهات خارجية وتقديم معلومات تضر بمصر، لينضم "السادات" ومن على شاكلته فى القاهرة ممن يقدمون معلومات مغلوطة لتلك المراكز، إلى شبكة الإضرار بصورة مصر فى الخارج.

 

لم أتوقف عن البحث عن لاعبى جدد فى عملية التشويه، حتى فاجئنى شاب مصرى يعمل باحثاً فى أحد تلك المراكز، وهو يهاجم الأوضاع فى مصر بضراوة شديدة، ينتقد دور الأزهر ويهاجم توجه الرئيس السيسى نحو تجديد الخطاب الدينى استنادا على معلومات مغلوطة، وهو ما يؤكد أنه يقدم تلك المعلومات أيضاً لحاملى الجنسية الأمريكية من العاملين فى المركز.

 

سألته بعد انتهاء الجلسة: "هل من الواجب أن تترك مصر وتأتى إلى واشنطن لتشوه صورة مصر بتلك الطريقة وفقاً لمعلومات مغلوطة"، فأكد لى أنه هارب من حكم قضائى بحبسه لمدة عامين فى قضية تمويل أجنبى، ليُضاف هو ومن تضمهم تلك المراكز من الهاربين من الأحكام القضائية فى مصر، إلى شبكة تشويه وإضرار صورة مصر فى الخارج.

 

وهنا دعونا ندون باختصار من خلال المشاهدات، أن قطر تمول المراكز البحثية لتقديم تقارير مغلوطة عن الأوضاع فى مصر لتشويه صورتنا فى الخارج ولتكوين مواقف سلبيه تماماً، تلك المراكز تستقطب الهاربين من الأحكام القضائية المصرية للعمل بها، وبالدولارات وحدها يمكنها أن تستخدمهم بمبدأ "وشهد شاهد من أهلها"، إضافة إلى دور بعض العملاء فى الداخل ممن باعوا أنفسهم للإضرار بمصر.

 

صحيح كان للوفد البرلمانى دور فى تصحيح الكثير من المغالطات، فقد صحح النائب عبد الهادى القصبى رئيس لجنة التضامن الاجتماعى ومقدم مشروع قانون الجمعيات الأهلية، معظم المغالطات التى قدمها الجانب الأمريكى، بتفنيد مواد القانون بدقة شديدة، والتأكيد على أن مواضع انتقادهم للقانون ليست موجودة فى مواده أصلاً.

 

وعرض النائب أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية، موقف البرلمان من محمد أنور السادات بدقة شديدة، وقال للجانب الأمريكى: "لم نُسقط عضويته إلا بعد التأكد من مخالفات تستوجب ذلك، واستناداً لمواد الدستور والقانون واللائحة الداخلية، وأدعوكم لمشاهدة الجلسة العامة التى أُسقطت فيها عضويته، وكيف ترك رئيس البرلمان المجال مفتوحاً أمام النائب ليدافع عن نفسه".

 

وأكد "السجينى" أن التصويت على إسقاط عضوية محمد السادات كان نداء بالاسم وفقاً للائحة الداخلية للبرلمان، وسرد حديث خاص بينهم قائلاً: "لكم أن تتصوروا أن محمد السادات وقد كان صديقى، قال لى رداً على مطالبتى له بالتوقف عن ممارساته التى تضر بصورة مؤسسات الدولة، أنه سيُسقط البرلمان لو أسقط البرلمان عضويته".

 

كما كان للنائبة آمنة نصير رداً حاسماً على هذا الشاب الذى قدم مغالطات حول توجه الرئيس والأزهر لتجديد الخطاب الدينى، لكن السؤال هنا، هل تكفى تلك الزيارة أو تلك الردود، للتخلص من آثار تلك الشبكة الخبيثة، أعتقد أن ذلك لا يكفى، وأنه قد أن الأوان لأن تلعب مصر دوراً كبيراً هنا وأن تشارك وتتواجد وتتواصل، وألا تترك المجال لدول صغيرة أن تتنافس على دورها.

 

علينا أن نشتبك فوراً مع وسائل الإعلام الأمريكية لتوضيح مغالطات تلك الشبكة أولاً بأول، علينا أن نفتح حوارات مستمرة مع تلك المراكز البحثية، أو أن نمول مراكز بحثية هنا ما دام الأمر لا يحرمه القانون الأمريكى، علينا أيضاً أن ندفع بمزيد من وفود تضم مثقفين وأدباء وسياسيين ونواب للتحاور مع مراكز اتخاذ القرار هنا فى واشنطن.

 

لا يجب أبداً أن نظل غائبين أمام من يلعبوا هنا لتشويه صورة مصر فى مناخ هادئ، ما قدمه الوفد البرلمانى المصرى خطوة أولى تمثل بداية طريق التواصل الذى لابد أن يشهد خطوات اخرى سريعة ومستمرة، فأمريكا ليست ترامب وحده، والقرار الأمريكى لا يصنعه شخص بمفرده، لكنها مراكز متعددة يجب أن تكون مصر حاضرة ومتواصلة معها جميعاً.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فيفا: محمد صلاح هيمن على الدوري الإنجليزي

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

وصول جثمان شقيقة عادل إمام لمسجد الشرطة ومحمد ورامى إمام أبرز الحضور


ابن روب وميشيل راينر المشتبه به الرئيسى فى حادث مقتلهما بلوس أنجلوس

«لا عفو» يهز البرازيل.. عشرات الآلاف يرفضون تخفيف عقوبة بولسونارو

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

تاجر فواكه مسلم أشاد به ترامب.. من هو أحمد الأحمد الذي تصدي لهجوم سيدني؟

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة


الأهلي يوافق على انتقال شكري وبيكهام وكمال لصفوف سيراميكا في يناير

مواعيد مباريات اليوم.. مان يونايتد ضد بورنموث ونصف نهائي كأس العرب 2025

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

محمد صلاح ومرموش ينضمان اليوم لمعسكر منتخب مصر استعدادا لأمم أفريقيا

الأهلى يدرس غلق ملف تمديد تعاقد أليو ديانج.. اعرف التفاصيل

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

تحريات لكشف غموض العثور على جثة سيدة في الجيزة

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى