أزمة فى "الصحفيين" بسبب حلف اليمين.. أعضاء بمجلس النقابة يعلنون رفضهم لقرار حلف القسم خارج قلعة الحريات.. ويؤكدون: انتهاك صارخ للقانون.. والسكرتير العام يرد: البعض يسعى حثيثا لتشويه أى نشاط إيجابى بغرض إفشاله

شهدت نقابة الصحفيين، أزمة بسبب قرار المجلس بتنظيم حفل الإفطار السنوى وأداء القسم وتسليم الكارنيهات للأعضاء الجدد، الذين تم قيدهم خلال لجنة القيد التى عقدت يومى 14 و15 مايو الماضى، يوم الخميس المقبل، فى مركز شباب الجزيرة، مقابل 130 جنيها للزملاء الجدد، و100 جنيه للمرافق للعضو الجديد، و30 جنيها لعضو النقابة.

وتقدم 4 من أعضاء مجلس النقابة بمذكرة إلى نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة لتصحيح قرار حلف القسم للحاصلين على عضوية النقابة أمام لجنة القيد الأخيرة خارج مبنى نقابتنا، مضيفين أن المادة 74 من قانون النقابة تنص على أن يؤدى الصحفى الذى قيد اسمه فى الجدول أمام مجلس النقابة قبل مزاولته المهنية اليمين الآتية: "أقسم بالله العظيم أن أصون مصلحة الوطن وأؤدى رسالتى بالشرف والأمانة والنزاهة وأن أحافظ على سر المهنة وأن أحترم آدابها وأراعى تقاليدها".

وأكد الأعضاء فى مذكرتهم على رفضهم لقرار حلف القسم خارج مبنى النقابة، مضيفا أن إجراء حلف اليمين خارج النقابة قرار خطير لأنه يرتب واقعة غير مسبوقة، وأنه يفرغ العمل النقابى من مضمونه فى ارتباط الزملاء بنقابتهم خاصة فى أهم لحظة فى حياتهم المهنية.

وأشار الأعضاء إلى أن القانون وطبقا لنص المادة 74 يشير إلى أن القسم يتم تأديته أمام مجلس النقابة وهى الإشارة التى تؤكد حسم أداء القسم فى المقر الرئيسى الذى يعقد مجلس النقابة فيه اجتماعاته وأنه وفقا لنص المادة 32 من قانون النقابة والخاصة بالجمعية العمومية والتى جاء فى نصها "وتعقد اجتماعات الجمعية العمومية فى المقر الرئيسى للنقابة"، متابعين:"وهذا يؤكد أن القانون الذى قصد أن تكون اجتماعات الجمعية العمومية التى يحضرها آلاف الصحفيين بمقر النقابة وبالتالى اجتماعات مجلسها، ووفقا لذلك لا يمكن أن ينصرف تفكيرنا إلى اتخاذ قرارات تتعارض مع نص القانون وفلسفته ومضمون العمل النقابى الذى نؤتمن عليه".

ونوه الأعضاء إلى أن جزء من تفسير أى قانون هو كيفية تطبيقه طوال العقود الماضية حيث إجراء يمين القسم داخل مقر النقابة، وهو ما يؤكد أيضا أننا أمام إجراء فيه "انتهاك صارخ" وغير مسبوق لقانون النقابة، مضيفين أن كل النقابات المهنية الكبرى مثل المحاميين والأطباء رغم أنها لا تمتلك إمكانيات نقابتنا، إلا أنها تحرص على تطبيق القسم الذى ينص عليه قانونها داخل مقر نقاباتهم. 

وتابع الأعضاء قائلين: "وبناء على ذلك كله فإننا نرى أن هذا الإجراء (لو تم) سيكون فيه انتهاك صارخ للقانون وللتقاليد والأعراف النقابية، كما أننا نرفض ذهاب الزملاء الجدد إلى أى مكان غير نقابتهم لأداء القسم حتى بدون مقابل مادى فما بالنا والقرار الذى نرفضه يطالبهم أيضا بدفع رسوم مقابل ذلك السلوك غير النقابى"، مطالبين النقيب بالتراجع عن هذا الإجراء.

فيما قال محمد شبانة أمين الصندوق بنقابة الصحفيين، إن إقامة حفل حلف اليمين للصحفيين الجدد وحفل الإفطار السنوى بمركز شباب الجزيرة لا يؤثر على ارتباط وانتماء الأعضاء لنقابتهم، مضيفا أن الصحفى ليس فى حاجة لإثبات انتمائه للنقابة.

وأضاف محمد شبانة، لـ"اليوم السابع"، أن نقابة الصحفيين لا تستوعب 600 فرد فى ظل التجديدات الإنشائية التى تتم فى مطعم وكافيتريا وأدوار النقابة، مشيرًا إلى أنه من المستحيل استيعاب عدد الصحفيين الجدد وأسرهم فى النقابة خلال حفل الإفطار وتقديم الخدمة المناسبة التى تليق بهم.

واستطرد شبانة: "فى ظل العلاقة الطيبة مع وزير الشباب والرياضة تم نقل إقامة حفل الإفطار السنوى إلى مركز شباب الجزيرة، ليس لدينا أى مشكلة حول اختلاف الآراء داخل المجلس ونحرص دائما على الظهور بمظهر طيب ولائق، نتمنى ألا يتم تحويل كل موضوع يقدمه المجلس لصدام، نحترم جميع الآراء ونحرص على أن يكون رأينا مبنى دائما على المصلحة العامة".

وأكدت نقابة الصحفيين- فى بيان لها- أن البعض يسعى حثيثًا إلى تشويه أى نشاط إيجابى يقوم به مجلس النقابة لصالح الجماعة الصحفية، وذلك بغرض إفشاله، وأنهم يستخدمون فى ذلك كافة الأساليب غير المشروعة وعبارات الترهيب والتخوين أو إخراج بعض نصوص مواد قانون النقابة من سياقها، ومحاولة استنطاقها بما ليس فيها، متابعة: "ويتناسون إننا نقابة مهنية، ولسنا جماعة سياسية، وهذا هو ما حدث فى احتفالية لجنة القيد المحدد لها يوم الخميس القادم بمركز شباب الجزيرة، الذى تم اختياره كمكان للخروج من المأزق الذى وجدنا أنفسنا فيه".

وتابعت نقابة الصحفيين فى بيان صادر عن حاتم زكريا سكرتير عام النقابة: "فالكل يعلم بما فيهم هؤلاء وهؤلاء أننا نقوم بعملية ترميم، وتطوير وإصلاح لمطعم النقابة بالدور الثامن ليصبح لائقا بالأسرة الصحفية، والدور الرابع لايصلح، ولا يتسع للاحتفال وحاولنا إقامته بالنادى النهرى للصحفيين إلا إننا وجدناه لا يصلح بعد المعاينة التى قام بها مدير عام النقابة ومسئول العلاقات العامة بسبب ارتفاع منسوب مياه النهر فى هذا الوقت من العام".

وأشارت نقابة الصحفيين، إلى أنه كان اختيار مركز شباب الجزيرة لأنه المكان الأقرب للنقابة، ويسهل الانتقال إليه بدون مشقة على الزملاء، وأنه تم الاستناد لنص المادتين 74، 32 من قانون النقابة فهذا إخراج لنصوص قانون النقابة من سياقها فالمادة 74 تتحدث عن أداء القسم ولم تحدد مكاناً لأدائه أما المادة 32 فأنها تتحدث عن مكان انعقاد الجمعية العمومية التى يجب انعقادها بدار النقابة، ولا تتحدث عن مكان انعقاد احتفالية لجنة القيد والإفطار السنوى للنقابة.

يذكر أن عدد من الصحفيين الذين تم قبولهم بلجنة القيد الأخيرة، قد اعترضوا على قرار عقد حفل حلف اليمين، مع حفل الإفطار الجماعى للنقابة، يوم 27 رمضان، بمركز شباب الجزيرة، بدلًا من مقر النقابة.