واحة الغروب فى الميزان.. من البوكر لعمل درامى غير مكتمل الأركان

واحة الغروب
واحة الغروب
محمد غنيم

القراءة  الواعية للرواية ما هى  إلا وسيلة تصور المشهد وانتقاله من بين الأسطر إلى عقل وخيال وروح القارئ، أما تحويل العمل الروائى إلى دراما  فله تأثير أعمق على النفس البشرية، التمثيل ما هو إلا تشخيص الجسد أما السيناريو فهو الروح بالنسبة للعمل نفسه.

فمن السهل تحويل الرواية إلى عمل درامى، لكن شريطة أن يتوافر لها مخرج متميز، يبذل جهدا كبيرا في الحذف والإضافة وحسن التصرف، فإذا تناولنا مسلسل واحة الغروب المأخوذ عن الرواية نفسها للأديب بهاء طاهر والمعروضة على شاشات الفضائيات، لنجد أننا نقف أمام مخرج فذ مثل كاملة أبو ذكرى التى استخرجت الإبداع كما يجب أن يكون من فريق التمثيل سواء الشخصيات الأولية أو الثانوية، حسب ترتيب الأدوار واختيار الشخوص.

 

 فنجد خالد النبوى الذى يقوم بدور الضابط محمود عبد الظاهر، شخصية متقلبة المزاج تحافظ على التقلبات النفسية حتى الحلقات الأخيرة من المسلسل، شخصية معقدة متناقضة.. بطل وشجاع وجبان وشرير وطيب وحقود وخبيث.. محبوب ومكروه فى الوقت نفسه، هنا تتفوق كاملة أبو ذكرى كمخرجة فى توجيه أداء الممثل العالمى خالد النبوى وكأنه بطل متجدد، تراه لأول مرة، وكذلك الممثل أحمد كمال فى دور الشيخ يحيى يعتبر إعادة اكتشاف لنجم متألق، على الرغم من كونه ممثلا قديرا قديما، شارك الأسطورة محمود عبد العزيز فى فيلم "الكيت كات"، وكنت أظن أن الحظ لم يحالفه بعد ليفرض نفسه على الشاشة بدور البطل، حتى وإن كان دوره ثانوى..

 

كاملة أبو ذكرى استخرجت طاقته الكامنة لتتوجه وتعطيه حقه كممثل رائع فى وسط الإيقاع البطىء الذى انتاب المسلسل،  إلا أن إعادة اكتشافها لشخصية أحمد كمال توجته أن يكون على قمة  العمل الإبداعى، أما الفنانة الشابة منة شلبى رغم من أنها أجادت الدور ونجحت فى تشخيص دور كاثرين فالمشاهد لا يشعر بالكيمياء الرومانسية وعلاقة الحب واللهفة والشوق فى تجاه محمود عبد الظاهر، عكس ما قرأناه فى الرواية، وكأنها تعتبر سقطة من السقطات الإخراجية، وهنا يتساءل المشاهد: هل الزى الميرى للضابط المصرى هو سر جاذبية الإيرلاندية أم جنسيتها بكونها غير إنجليزية كان سر اقتران محمود بها.

المكياج فى تجسيد شخصية كاثرين غير موفق لون الشع  البشرة الشاحبه "النمش" غير دائم فى كل المشاهد، وأيضا شخصية نعمة الخادمة التى جسدتها مها نصار، التفوق هنا والسحر والرومانسية يرجع لأداء خالد النبوى بكونه ممثلا قديرا، إنما المكياج فى أداء نعمة سيء لان كان من المفترض ان يسند الدور لفتاه سمراء، اما بالنسبة للفنان سيد رجب فأداؤه التمثيلى تفوق ببراعة لسماته الشكلية البديعة التى اتقنت الدور وجعلت المشاهد يتساءل ماذا لو لم يجسد سيد رجب هذا الدور فدوره صعب إذا اسند لغيره.

 

 وإذا تحدثنا عن إيقاع المسلسل فحدث ولا حرج، بطىء جدا كالسلحفاة فى الصحراء، وإن رجع فإنما  يرجع لفقر أحداث الرواية ، فانتقال القافلة إلى الواحة استغرق ما يقرب من أربع حلقات، وهذا الإيقاع استنفد طاقة المشاهد بعد طول انتظار لتلاقى خطي المسلسل أهل الواحة وقافلة المأمور، ولكن مسئولية بطء الإيقاع تقع على عاتق كاتب السيناريو وإن كان الجزء الأخير من الحلقات التى قامت بكتابته هالة الزغندى أكثر تفاعلا من النصف الأول الذى كتبه مريم ناعوم وأحمد بدوى.

 

 ومن المثير للدهشة أيضا، مشكلة اللغة واللهجات، حتى الآن لا توجد لهجة عامية فى واحة سيوة فما بالك منذ 100 عام، فاللغة الأصلية اللغة الأمازيغية النازحة من تونس فكيف وصل بنا الحال أن تكون اللهجة بالعامية المصرية كأهل القاهرة مثلاً.

شعر المشاهد بصدمة فى الجزء الأول من السيناريو الذى أعدته مريم ناعوم  ولكن هالة الزغندى حافظت على بعض مقتطفات اللغة الأمازيغية ممزوجة ببعض الكلمات العربية فى الحوار، وإن كانت العامية تشوب الحوار مطلقا، ولكن ظهر صوت الراوى العليم فى الدراما يضعف السيناريو عكس الرواية وكان من المفترض على السيناريست استخدام جغرافية الرواية وليس آليات السرد كما فعل المؤلف الأصلى  للعمل، وأخيرا المسلسل به شيء من العجلة أفقدته أركان اكتماله.

 

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

اصطدام قطار بسيارة نقل على خط مطروح بدون إصابات وخروج عربة عن القضبان

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق


لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

مشاجرة بين 4 ممرضات داخل مستشفى بسبب الحضور والانصراف


حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

رسالة غضب من ترامب إلى نتنياهو بسبب غزة وسوريا.. ماذا قال البيت الأبيض؟

حلمى عبد الباقى بعد خضوعه للتحقيق: المستشار أوقف قرار إحالتى للتحقيق

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى