"مناعة" المافيا تقى روما "فيروس" الإرهاب.. خبراء: تعلمت الدروس الصعبة من خبرتها فى مواجهة المافيا.. وتدرك مخاطر التشدد فى السجون وتعتمد على المراقبة والترحيل..إيطاليا أوقفت واستجوبت 160.593 شخصا خلال عام

"مناعة" المافيا تقى روما "فيروس" الإرهاب
"مناعة" المافيا تقى روما "فيروس" الإرهاب
كتبت رباب فتحى
تساءلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن أسباب عدم تعرض العاصمة الإيطالية روما لهجمات إرهابية شأنها شأن العواصم الأوروبية الأخرى، وقالت إن هذا ليس محض صدفة، وإنما عمل منظم لأجهزة الأمن يربط بين المراقبة والترحيل، الخبرة التى استقتها السلطات الإيطالية من سنوات حربها الطويلة مع عصابات المافيا. 
 
وأشارت الصحيفة إلى أن كل مرة كان يأتى فيها الإيطالى من أصل مغربى يوسف زغبة، أحد منفذى هجوم جسر لندن الثلاثة، إلى بولونيا، كان ينتظره رجل أمن بمجرد نزوله من الطائرة، فلم يكن سرا أنه تحت المراقبة. 
 
"كانوا يأتون للتحدث معه فى المطار، ثم يأتى رجال شرطة خلال فترة إقامته مرتين يوميا لمتابعته، وكانوا ودودين معه، فيقولون له "يا بنى، قل لى ماذا كنت تفعل وماذا تفعل الآن، أخبرنى عن حالك"، بحسب تصريحات والدة يوسف إلى صحيفة "الجارديان". 
 
وأضافت الصحيفة أنه فى الأسابيع التى تلت الحادث الإرهابى فى بريطانيا، أظهرت الاختلاف فى كيفية التعامل مع الإرهابيين المشتبه بهم فى كل من لندن وروما. 
 
وقالت فاليريا كولينا، والدة يوسف إن السلطات البريطانية لم توقف قط ابنها فى المطار أو تستجوبه، رغم أن نظرائهم الإيطاليين حذروهم من أنه يمثل تهديدا.
ومن جانبه، أكد فرانكو جابريلى، رئيس الشرطة الإيطالية، أن بلاده حاولت تحذير المملكة المتحدة قائلا إن سكوتلاند يارد لم تعتبر زغبة "موضوعا ذات اهتمام بالنسبة للشرطة والمخابرات البريطانية". 
 
ورغم أن ايطاليا عانت من العنف السياسى فى العقود الأخيرة، وشهدت مقتل أشخاص مثل قضاة بارزين مناهضين للمافيا فى التسعينيات، إلا أنها على عكس جيرانها الأوروبيين، لم تشهد هجوما إرهابيا كبيرا منذ الثمانينات. 
 
ولكن هل إيطاليا محظوظة حتى تكون بمنأى عن الإرهاب، تتساءل الجارديان، أم هل ساهمت سياساتها الخاصة بمكافحة الإرهاب – تلك السياسة التى نبعت من سنوات الخبرة فى محاربة المافيا ومن العمل الاستخباراتى المنظم ومن المعاناة من العنف السياسى الدموى لما يقرب من عقد خلال السبعينيات – فى منح المسئولين الإيطاليين الأفضلية أمام تنظيم داعش، أم هل هناك عوامل أخرى؟
 
وتجيب فرانشيسكا جالى، أستاذ مساعد في جامعة ماستريخت وخبير في سياسات مكافحة الإرهاب على هذا التساؤل قائلة: "الاختلاف الرئيسى هو أن إيطاليا ليس لديها عدد كبير من المهاجرين من الجيل الثانى الذين كانوا متطرفين أو من المحتمل أن يكونوا متطرفين".
 
وأضافت جالى أن مراقبة إرهابى مشتبه به تستدعى عمل 20 شخصا بدوام كامل. وبطبيعة الحال، فإن وفرة الموارد اللازمة لمراقبة أى شخص عن كثب تصبح أكثر تحديا إذا كان هناك عدد أكبر من المشتبه بهم.
 
ورغم وجود حادثتين أخرتين - حالة الزغبة، وحادث إرهابى آخر غير مميت فى ميلانو تعرض فيه جندى وشرطى للطعن من قبل إيطالى كان والده فى شمال أفريقيا – واللتان تعكسان تحولا محتملا فى صورة التهديد فى إيطاليا، إلا أن المحللة ترى إن الشرطة الإيطالية وقوات مكافحة الإرهاب بشكل عام لم تضطر إلى التعامل مع عدد كبير من الأشخاص الذين قد يكونون عرضة لخطر التطرف على عكس فرنسا وبلجيكا والمملكة المتحدة.
 
وتضيف الجارديان أن هذا ليس معناه أن إيطاليا بعيدة عن خطر الإرهاب والتطرف. 
 
ويقول بعض الخبراء إن إيطاليا استطاعت مواجهة تهديد داعش داخليا عن طريق إتقانها لأدوات القانون والشرطة والتى طورتها خلال أعوام الخبرة فى التحقيقات المتعلقة بالمافيا - والتى ولدت بدورها مما يسمى بـ"سنوات الرصاص" وهى الفترة بين فى أواخر الستينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين والتى شهدت اندلاع أعمال إرهابية سياسية قام بها مسلحون يساريون ويمينون.
 
ووفقا للأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية الإيطالية، أوقفت سلطات مكافحة الإرهاب واستجوبت 160.593 شخصا بين مارس 2016 إلى مارس  2017. وأوقفوا واستجوبوا نحو 34 ألفا في المطارات، واعتقلوا نحو 550 شخصا يشتبه فى أنهم إرهابيون، وحكم على 38 شخصا بتهمة الإرهاب. وأغلق أكثر من 500 موقع ويب، ورُصد ما يقرب من نصف مليون موقع.
 
 
ويقول جيامبيرو ماسولو، الذى شغل منصب مدير المخابرات الإيطالية في الفترة من 2012 إلى 2016، أنه لا توجد "طريقة إيطالية" خاصة لمكافحة الإرهاب.
 
وأضاف "لقد تعلمنا درسا قاسيا للغاية خلال سنوات الإرهاب.. واستخلصنا منها مدى أهمية الحفاظ على حوار مستمر على مستوى التشغيل بين المخابرات وقوات إنفاذ القانون. والواقع، الوقاية أمر أساسى حتى تكون مكافحة الإرهاب فعالة ".
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ليلة فى حب ياسين التهامى.. الجمهور يتفاعل مع الشعر الصوفى وقصائد المديح النبوى والابتهالات في الدورة 33 لمهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. والموسيقار عمرو سليم يعزف أجمل موسيقى أغنيات نجوم الزمن الجميل.. صور

نجاح 42 حكما و40 مساعدا فى اختبارات اللياقة البدنية للمرشحين لدورى المحترفين

سامح حسين يعلن وفاة الطفل حمزة ابن شقيقه عن عمر يناهز الـ 4 سنوات

إعلام عبرى: نحو مليون إسرائيلى تظاهروا الأحد لمطالبة الحكومة لإنهاء حرب غزة

10 مخالفات بقانون حماية المنافسة عقوبتها الحبس وغرامة 100 ألف جنيه


الإسماعيلى يتوجه اليوم إلى القاهرة لخوض مباراة الاتحاد السكندري

سيف زاهر: محمد هانى قال لى معروف كان يتعامل بعصبية مع اللاعبين وتفاجأت بالطرد

شاب يختلق واقعة تعرضه لعملية سطو من أجل إقناع خطيبته بالصلح فى الهرم

هدف لياو يحسم الشوط الأول لـ ميلان ضد باري في كأس إيطاليا.. فيديو

أتلتيك بلباو ينتصر على إشبيلية 3-2 في الجولة الأولى من الدوري الإسباني


مسنة فيومية عمرها 80 عاما تقهر المثل الشعبي "بعد ما شاب ودوه الكتاب" وتحصل على شهادة محو الأمية.. الحاجة مبروكة: حققت حلمي حياتي إني اتعلم لأقرأ القرآن.. ومحافظ الفيوم يكرمها ويمنحها رحلة عمرة وفرصة عمل لحفيدها

متحدث الصحة عن خطف الأطفال وسرقة أعضائهم: "مجرد أساطير بلا أساس علمي"

وزير السياحة والآثار لـ "اليوم السابع": ما فعله الشاب في فيديو المتحف المصري الكبير "ليس إبداعًا".. نرفض سياسة "معلش".. ولا يمكن أن نتضامن مع شخص يتخطى حقوق الملكية الفكرية أو الحرية الشخصية لآخرين.. فيديو

محمود سعد: أنغام تعانى من ألم شديد والأكل فى تراجع ومفيش كلام عن موعد خروج

نجاة الفنان شريف خير الله من الغرق ويعلق: كنت هروح فيها

انطلاق معسكر المنتخب الوطنى تحت 17 عاما استعدادا لبطولة كأس الخليج

انهيار نجل مدير التصوير تيمور تيمور فى عزاء والده

هيئة قناة السويس يستضيف مباريات الزمالك وقت غلق استاد القاهرة

مسؤول بقطاع الاتصالات: شائعة رسوم 10 قروش على متلقى المكالمة قديمة وغير صحيحة

موعد مباراة مان يونايتد ضد آرسنال فى الدوري الإنجليزي والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى