الطريق إلى 30 يونيو.. المولوتوف ثورة!

كرم جبر
كرم جبر
بقلم كرم جبر
وما ذنب المجمع العلمى، الذى عاشت مصر من أجله أسود يوم، 17 ديسمبر 2011، بفعل المولوتوف وكرات اللهب، التى أرادت أن تحرق تاريخ أمة وذاكرة وطن. لم يكن عملا ثوريا ولا بطوليا ولا أخلاقيا، ويشبه قيام طالبان بتحطيم التراث الحضارى فى أفغانستان، الفعل واحد والهدف واحد، هو محو أدلة ثبوت الهوية الوطنية، وترسيخ أصول الهمجية التى انفجرت كالبالوعات فى شوارع مصر، وكان البلطجية الذين اشعلوا النيران، مجرد أصابع قذرة تحركها مؤامرة كبرى لحرق وطن بأكمله.
 
 وكان حريق المجمع العلمى نقطة تحول خطيرة فى مسار الرأى العام  ضد الفوضى والتخريب والسلب والنهب، وصرخ المصريون بحثا عن المنقذ، فلم تدمر زجاجات المولوتوف فقط 200 ألف كتاب، ولم تأت فقط على جميع الوثائق والخرائط النادرة، ومذكرات ليوناردو دافنشى وكتاب وصف مصر، ولكنها كانت رسائل للعالم بأن مصر ضاعت ودخلت زمام «الربيع العربى» من أوسع أبوابه، وأتذكر أن الخارجية الفرنسية  ترجمت انزعاجها فى بيان غاضب، وصفت ما حدث بأنه كارثة عالمية، تهدد التراث الإنسانى.
 
وللذكرى التى قد تنفع المؤمنين، فإن الذى تباهى بالاعتراف على الهواء مباشرة ، بحرق حزء من قلب مصر، هو أحمد دومة، رافعا شعار «المولوتوف ثورة»، وكانت كلماته الاستفزازية خبطة فوق رأس المخدوعين والمغيبين والصامتين، فكيف يكون حرق هذا الأثر التاريخى النادر «ثورة»  وفى أعماق المصريين عشق أصيل لبلدهم وكنوزها وحضارتها، ونسى مشعلو الحريق يوم خروج الشعب المصرى عن بكرة أبيه ليودع الملك رمسيس الثانى من الميدان الذى يحمل اسمه إلى المتحف الجديد، وظلوا يسيرون وراء الموكب بالآلاف، حتى وصل إلى مقره فى الفجر، فى حمايتهم ورعايتهم وحبهم، وتحول حريق المجمع إلى بركان من الكراهية انفجر فى قلوب عشاق مصر، وثورة غضب مضادة، مهدت الطريق إلى الحدث العظيم 30 يونيو. 
 
هل تذكرون يومها ماذا قال الإخوان وزعيمهم الخفى عبدالمنعم أبو الفتوح؟ «الحريق لم يكن صدفة، ولكنه كان مدبرا لإحراق الاتفاقيات الدولية والخرائط الخاصة بالأمن القومى المصرى»، وكانت عبارات أبو الفتوح الماكرة - بين القوسين - إشارة بدء لتقييد الجريمة الكبرى ضد الطرف الثالث واللهو الخفى، ودفع الإخوان بشهود زور فى برامج التوك شو، يتهمون الجيش أو العسكر بحرق المجمع العلمى، ولكن لم يصدقهم أحد، فالناس يرون بعيونهم ويلمسون بأيديهم أن الجيش هو المنقذ والأمل الباقى لحماية البلاد كلها من مصير المجمع العلمى.
 
ولم يكن فعلا ثوريا - أيضا - اقتحام المتحف المصرى بميدان التحرير، فى يوم أسود آخر فى تاريخ مصر، 27 يناير 2011، ووصل وجع القلوب ذروته، باقتحام القاعات وتحطيم الفترينات الزجاجية، وإلقاء الآثار التاريخية النادرة على الأرض، مما أدى إلى تحطمها، سرقوا تمثال الملك توت عنخ آمون، والملك إخناتون وزوجته الملكة نفرتيتى. إنهم ليسوا ثوارا ولا أحفاد هؤلاء الفراعنة العظام، إنهم أولاد الشياطين الذين لا يعرفون الكنوز التى يبيعونها فى الأسواق بآلاف الجنيهات، بينما قيمتها الحقيقة تفوق مليارات، إنها تاريخ مصر وحضارتها وهويتها وبطولاتها، مصر التى تريدون حرقها أيها الأوغاد. 
 
الجيش هو الذى أوقف ألسنة لهب «الجحيم العربى»، ووفر الحماية لملوك الفراعنة العظام، ومنع استكمال تدمير متحفهم، وأعاد الاعتبار لوطن حزين، حين انتهى من إعادة بناء المجمع العلمى فى 90 يوما. الجيش هو الذى وقف على أبواب مصر، يمنع اقتحامها، ويحمى شعبها من مصير خيام النازحين على الحدود، والباحثين عن الأمان فى مراكب الموت.
لنا وطن.. وللحديث بقية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مطاردة "رانج روفر" طائشة على كوبرى أكتوبر.. لحظات إثارة وبطولة رجال المرور

15 ألف مريض وجريح بحاجة للإجلاء الطبى إلى خارج غزة

ماذا يفعل الأهلى مع صافرة محمد معروف قبل مواجهة فاركو الليلة ؟

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

نانسى عجرم: بقرأ أخبار حلوة عن أنغام.. أتمنى تكون صحيحة ونرجع نشوفها بأسرع وقت


مقتل عنصرين جنائيين شديدى الخطورة فى تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة

قلبى على ولدى انفطر.. القبض على شاب لاتهامه بقتل والده فى قنا

رفع سعر دواء لإنقاص الوزن ببريطانيا 3 أضعاف بعد شكوى ترامب

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

البريد أبرزها.. 3 طرق لتلقى طلبات حجز وحدات بديلة لمستأجرى الإيجار القديم


بعد تأكد غيابه عن لقاء المقاولون.. الزمالك يجهز أحمد ربيع لمواجهة مودرن سبورت

"الطفولة والأمومة" يحبط زواج طفلتين بالبحيرة وأسيوط

مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول ضد بورنموث في افتتاح الدوري الإنجليزي والأهلى ضد فاركو

الأهلى يبحث عن تصحيح المسار الليلة أمام فاركو بالدوري المصري

المؤبد وغرامة تصل 5 ملايين جنيه عقوبة إغراق المخلفات الخطرة فى البحر

البنك الأهلى يخشى اليوم مفاجآت الظهور الأول لحرس الحدود بالدورى

البرازيلي خوان ألفينا يترقب الظهور الأول مع الزمالك

جبل شايب البنات قمة "إفرست" البحر الأحمر.. تشاهد من أعلاها شبه جزيرة سيناء ووادى قنا جنوبًا.. وتعتبر من أبرز الوجهات السياحة لتسلق الجبال.. يعد ثالث أعلى القمم فى مصر والسودان ويصل ارتفاعه إلى 2187 مترا.. صور

مواعيد قطارات خط القاهرة أسوان والإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15-8-2025

لمسة الأبطال.. محمد صلاح ضمن قائمة ملوك الحسم في تاريخ الدوري الإنجليزي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى