سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 27 يونيو 1958.. «الديب» و«خليل» يسافران إلى ألمانيا لتنفيذ خطة تهريب قادة الثورة الجزائرية من السجون الفرنسية

أحمد بن بيلا وفتحى الديب
أحمد بن بيلا وفتحى الديب
تلقت مصر معلومات عن سوء أوضاع قادة الثورة الجزائرية فى السجون الفرنسية، فقررت القيام بمهمة إنقاذهم مهما تكلف الأمر، ووضعت المخابرات المصرية الخطة وبدأت فى إجراءات تنفيذها.
 
كان القادة أحمد بن بيللا، محمد خيضر، محمد بوضياف، حسين آيات فى السجون  منذ ما يقرب من سبعة أشهر، بعد اختطاف فرنسا لهم يوم 22 أكتوبر عام 1956، وذلك فى أثناء اشتعال الكفاح المسلح للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسى. ويكشف ضابط المخابرات المصرية فتحى الديب، المسؤول عن  ملف حركات التحرر العربية برئاسة الجمهورية مع جمال عبدالناصر، تفاصيل خطة «إنقاذ القادة» فى كتابه «عبدالناصر وثورة الجزائر»، دار المستقبل العربى - القاهرة، مشيرًا إلى أن المعلومات التى تلقوها فى مصر أكدت تعرض القادة لمتاعب، واحتمال قيام بعض المتطرفين من قادة الجيش الفرنسى بالجزائر باختطافهم من السجن، بمعاونة بعض أنصارهم فى باريس لإعدامهم. ويكشف «الديب» عن محاولتين، وطبقًا لخطتهم كان هناك دور لعناصر أجنبية فى التنفيذ، لكنه يرفض الكشف عن أسماء أصحابها، حفاظًا على سرية وأمن هذه العناصر، خاصة أن بعضهم تطوع بخدماته بلا مقابل، لاقتناعه بعدالة النضال العربى الذى يتزعمه جمال عبدالناصر.ويذكر «الديب» أنه كلف بعض الإخوة الملحقين العسكريين بأوروبا فى أواخر عام 1957، للاتصال ببعض الشخصيات المعروفة بقدرتها على التخطيط، وتنفيذ عمليات التهريب بنجاح، ومنهم من قام بالفعل بعمليات ناجحة، وحققوا فيها نجاحًا كبيرًا. ويؤكد «الديب» أنه تلقى عرضًا من ملحقنا العسكرى بالعاصمة الإيطالية روما، يشمل استعداد خبير إيطالى فى هذا المجال لتهريب المسجونين، وتسليمهم للطرف المصرى فى إحدى العواصم الأوروبية، وتتحمل مصر مسؤولية نقلهم إلى القاهرة، وذلك نظير مبلغ مالى فى حدود مائة ألف جنيه إسترلينى. ويقول «الديب» إنه توجه إلى روما لدراسة خطة هذا الخبير، ولما تبين له خطورة اللجوء إلى العنف فى العملية، عدل عن قبولها وعاد إلى القاهرة محتفظًا بالمبلغ المطلوب.
 
أما المحاولة الثانية فسافر بسببها «الديب» مع المقدم طيار عصام خليل، مدير مخابرات الطيران، إلى ميونخ فى ألمانيا يوم 27 يونيو «مثل هذا اليوم» من عام 1958، لكى يلتقى بمنفذيها فى اليوم التالى. ويذكر «الديب» أن «خليل» هو الذى تقدم إليه بهذه المحاولة فى نهاية شهر مايو 1958، وتعتمد على شخصيتين ألمانيتين كبيرتين يعاونهما ثمانية أفراد من الشباب النازى، واتفاق إحدى الشخصيتين الألمانيتين مع أحد مديرى سجن «لاسنتيه» الفرنسى الذى يوجد فيه القادة الجزائريون  لمشاركتهم فى عملية التهريب، نظير تسلمه ما يساوى 15 ألف جنيه مصرى بالعملة الصعبة، وتخصيص مبلغ 5 آلاف جنيه للمصروفات النثرية للعملية.
 
ويذكر «الديب» خطوات تنفيذ المحاولة، وهى: «الاستفادة بوثيقة مزورة ومطابقة لأمر طلب نقل المسجونين للتحقيق معهم بقلعة «ميتز» شمال شرق فرنسا، واستخدام سيارة مشابهة لسيارات الجيش الفرنسى وموتوسيكلين وسيارة خاصة تنقل المسجونين فى حراسة الطاقم الألمانى بالزى الفرنسى، ويتم عبور  حدود «سار بروكن» مستخدمين سيارة رئيس وزراء «السار» الحكومية». ويؤكد «الديب» أنه بعد إتمام الترتيبات، وتحديد ميعاد مدير السجن لموعد تنفيذ العملية يتقدم أحد الألمان فى زى ضابط جيش فرنسى، ويصاحبه باقى الألمان الثمانية فى زى جنود فرنسيين مسلحين، ويسلم الضابط مدير السجن أمر نقل المسجونين الجزائريين إلى قلعة «ميتز»، ثم تنحرف لتأخذ الطريق الموصل إلى منطقة «السار»، ويتوقف مسؤول السجن ومعه إحدى الشخصيتين الألمانيتين الكبار كضمان، ويستمر زوج ابنة مدير السجن الفرنسى مع القافلة إلى مدينة «مانهايم» الألمانية ليتم تسليم القادة الجزائريين.
 
وحسب «الديب»، فإن التسليم كان سيتم  إليه أو من يحدده هو نظير تسليم الألمان 25 ألف جنيه، وعقب تسلم زوج ابنة مدير السجن الفرنسى مبلغ الـ 15 ألف جنيه يعود ليعبر حدود فرنسا «السار»، ليتم الإفراج عن الشخصية الألمانية، ويتحرك هو ووالد زوجته على طريق باريس،حيث يوثق مدير السجن بالحبال ويتركه على الطريق على أساس أنه وقع ضحية الذين قاموا بتهريب الإخوة الجزائريين.
 
تحدد بدء عملية التهريب فى الساعة الحادية عشرة مساء، ليكون هناك وقت كاف لعبور الحدود الفرنسية قبل أول ضوء. ويؤكد «الديب»: «كانت عملية انتقال القادة الجزائريين بعد وصولهم إلى مانهايم تقع على أكتافنا، من إعداد جوازات سفر ووسيلة الانتقال»، ووصل هو وعاصم خليل إلى ميونخ لهذا الغرض يوم 27 يونيو 1958، لكن اليوم التالى حمل مفاجأة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يستعرض مهارة زيزو بـ"الكعب" قبل مواجهة غزل المحلة.. فيديو

التشكيل المتوقع لمواجهة النصر والأهلي في نهائي كأس السوبر السعودي

حسام حبيب: سأتخذ إجراءات قانونية ضد ياسر قنطوش ولن أسمح لأحد المساس بسمعتى

مان سيتي ضد توتنهام.. مرموش أساسيا فى قمة الجولة الثانية بالدوري الإنجليزي

الأهلى يستعد للإعلان عن تعيين أسامة هلال فى رئاسة لجنة التعاقدات


لجنة مصر للأفلام مرشحة بفيلم Fountain of Youth للفوز بجوائز النقابة الدولية

رغم تبرئة ساحة ترامب جزئيا.. جارديان: تصريحات ماكسويل تفشل فى تهدئة مؤيديه

وزير الإسكان ومحافظ مطروح يتابعان الموقف التنفيذى لمشروعات المرافق

مصر ترحب بخارطة الطريق الأممية لتسوية الأزمة الليبية

البنتاجون فى مرمى نيران ترامب.. وزير الدفاع يقيل رئيس وكالة استخبارات ومسئولين كبار.. رويترز: تناقض تقييم أثر الغارات على منشآت إيران مع إدعاء الرئيس الأمريكى تدمير الأهداف ربما يكون سببا.. وانتقادات لدونالد


وست هام ضد تشيلسي.. استيفاو يحقق رقما قياسيا مع البلوز بالدوري الإنجليزي

شيرين عبد الوهاب: ياسر قنطوش لا يمثلنى قانونيا ولدى الخبرة الكافية لاتخاذ قرارتى

فى أحدث تطهير للبنتاجون.. هيجسيث يقيل رئيس وكالة استخبارات ومسئولين كبارًا

الزمالك يتظلم من قرار سحب أرض النادي بـ 6 أكتوبر ويؤكد صحة موقفه

مستشفى الأهلى.. 6 لاعبين خارج الخدمة فى مباراة غزل المحلة بسبب الإصابة

طائرة خاصة لمنتخب مصر للسفر 7 سبتمبر لمواجهة بوركينا في تصفيات المونديال

مواعيد مباريات اليوم.. مان سيتي أمام توتنهام وليفانتى مع برشلونة

مقر عبادة الإله جحوتى.. مدينة الأحياء الأثرية تحكى تاريخ المنيا القديمة.. صور

عرض حكاية "انت وحدك" ثالث حكايات مسلسل ما تراه ليس كما يبدو اليوم

هل تفلت هدير عبد الرازق من الحبس.. تعرف على موعد الحكم عليها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى