هيكلة منظومة الطاقة يوفر مليارات الجنيهات.. الفئات الغنية المستفيد الأول من دعم الوقود.. 2 جنيه فقط زيادة فى تكلفة انتقال الفرد بالقاهرة.. تأجيل الإصلاحات سيؤدى إلى كوارث اقتصادية وغرق الأجيال القادمة فى الديون

الوقود - صورة ارشيفية
الوقود - صورة ارشيفية
كتب إسلام سعيد

تتعالى الأصوات مرارًا وتكرارًا بأن الدعم بشرائحة المختلفة لا يصل إلى مستحقيه من محدودى الدخل فى هذا البلد، لذا كان الحل العمل على أن يصل للمواطن الذى يستحقه، فتحريك أسعار الطاقة يوفر على الدولة مليارات الجنيهات كانت تصل إلى الفئات الغنية، والتى كانت المستفيد الأول من دعم منتجات البترولية، وفكرة حصر الدعم فى عدد أقل من المواطنين المستحقين له يسهل على الدولة بكل أجهزتها توصيل هذا الدعم للمواطن الفقير، بل زيادة السلع المدعومة وبجودة أعلى.

فكرة إلغاء الدعم على منتجات الطاقة التى يرددها البعض "غير صحيحة" بالمرة، لأن دعم الطاقة واجب على الدولة لمساعدة محدودى الدخل، فكانت فكرة الإصلاح الاقتصادى المسيطرة على الحكومة منذ بدء برنامجها لإنقاذ منظومتها الاقتصادية هو هيكلة الدعم من جديد حتى يصل إلى مستحقيه، بمعنى أوضح "بموجب أن الدعم المقدم من الحكومة لمحدودى الدخل لا يصل إليهم بل يستفيد منه شرائح ذات دخل أعلى فإن هيكلة أسعار منتجات الطاقة الحل الحقيقى لمشكلة عدم وصول الدعم لمستحقيه".

ربما يتساءل المواطن، عن مصلحته أو وجه استفادته من هيكلة منظومة دعم الطاقة سواء الكهرباء أو الوقود، وكذلك عن إمكانية تعرضه للضرر أو التأثر سلبًا بهيكلة منظومة دعم الطاقة، يمكن القول بأنه لو تم إجراء عملية حسابية بسيطة حول الدعم سنجد أن هناك 3 شرائح معفاة من الزيادة فى أسعار الكهرباء وبالتالى الزيادة فى الأسعار تستهدف من لديهم استهلاك أكبر ومن استهلاكه محدود لن يكون هناك أى تأثير عليه.

وبالنسبة للمنتجات البترولية، فإن تحريك سعر الوقود لن يتجاوز 25 % كحد أقصى بمعنى أن تحرك الفرد داخل القاهرة الكبرى قد تزيد فاتورة مواصلاته اليومية بقيمة 2 جنيه فقط، لكن على الأسر فى الأرياف لن يكون هناك تأثر. أما ترويج البعض أن أسعار السلع والخضروات والفاكهة والألبان سترتفع بصورة جنونية خلال الفترة المقبلة، فإن ذلك يعتبر استغلالا للموقف فتكاليف نقل منتجات الألبان والخضار والفاكهة من الأرياف إلى القاهرة ستكون محدودة، لأن الزيادة فى أسعار السولار لم ترتفع بشكل كبير، وإذا حدث تحريك كبير فى أسعار المنتجات السابقة فهذا يعود إلى جشع بعض التجار، وهنا سيكون دور جهاز حماية المستهلك ووزارة التموين وستعمل الحكومة على خلق وسائل رقابية على الأسعار فى الأسواق.

وفكرة الترويج بأن هيكلة الطاقة كان يمكن الانتظار عليها لمدة عامين أو ثلاثة، هذا ضربًا من الخيال لأن الاستمرار فى الوضع الحالى مع استمرار العجز الكبير فى الموازنة سيؤدى إلى استمرار الدولة فى الغرق بمشكلاتها الاقتصادية وتفاقم المديونيات التى ستتحملها الأجيال القادمة، وحل هذا المشكلات اليوم أمر حتمى وإن احتوى بعض الصعوبة والمعاناة فإن القيام به فى المستقبل ربما يكون مستحيلا ولن يتحمله المواطن.

بالتأكيد المواطن يرى أن راتبه ثابت رغم إجراءات الإصلاح الاقتصادى وإعادة هيكلة منظومة الدعم، لكن هناك بعض الإجراءات التى اتخذتها الحكومة مؤخرًا منها تقديم علاوة اجتماعية لفئتين هما المخاطبين بقانون الخدمة المدنية بقيمة 7 % وعلاوة أخرى لمواجهة الغلاء بقيمة 7 % بحد أدنى 65 جنيهًا، أما غير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية سيحصلوا على علاوة دورية بقيمة 10 % وعلاوة استثنائية بقيمة 10% لمواجهة الغلاء بحد ادنى 65 جنيه شهريا.

أما بالنسبة لحدوث تحرك طفيف فى أسعار السلع جراء هيكلة منظومة الدعم، فإن الدولة أقرت زيادة فى مخصصات الفرد على بطاقة التموين تصل 50 جنيهًا بدلا من 21 جنيه بزيادة 150 %، فمثلا الأسرة المكونة من 4 أفراد ستستفيد بـ 200 جنيه سلع تموينية فى الشهر، هذا بخلاف المعاشات وبرنامج تكافل وكرامة، وهنا نستطيع أن نقول أن هذه الزيادات والدعم تم توجيهه بصورة صحيحة لمستحقيه وليس للفئات الغنية.

وتفاقم مشكلة عجز الموازنة العامة خلال الـ 15 سنة الماضية وخوف الحكومات المتعاقبة من اتخاذ قرار بشأن منظومة الدعم، هو ما أدى إلى تحول مصر من دولة مصدرة للبترول لأحد أكبر الدول المستوردة له فى المنطقة، وكذلك استمرار الأزمة خلق سوق سوداء للمنتجات البترولية، وتنفيذ القرارات الاقتصادية فى الوقت الحالى تأثيره أقل، فلو تم تنفيذ تلك الإصلاحات من 10 سنوات مثلا لأصبح الوضع الاقتصادى أفضل بمراحل.

من أكبر المشكلات التى تواجه منظومة الدعم فى مصر حاليًا هو عدم وجود قاعدة بيانات لمستحقى الدعم، وهذا ما جعل الدعم يضيع طوال السنوات الماضية ويصل لغير مستحقيه فنجد شخص يركب سيارة مرسيدس أو  B M W يدخل محطة الوقود ويتحصل على الوقود المدعوم.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الحصر العددى لدائرة الحامول والبرلس وبيلا بكفر الشيخ.. تقدم أحمد رجب وعبد المنعم

إعلان نتيجة الحصر العددى لأصوات الناخبين بفاقوس وكفر صقر فى الشرقية

مواعيد مباريات اليوم الجمعة فى ثانى جولات كأس عاصمة مصر

الحصر العددى لدائرة المنصورة بالدقهلية.. تامر القصبي يحصد 87228 صوتًا

رئة الأرض على شفا كارثة تاريخية.. درجات الحرارة والجفاف غير مسبوقين منذ 10 ملايين سنة فى غابات الأمازون.. ملايين الكائنات الحية فى مواجهة الانقراض والجفاف الشامل.. فما الجهود المتبعة للحفاظ على ما تبقى؟


انتخابات مجلس النواب 2025.. الحصر العددي للدائرة التاسعة بأجا فى الدقهلية

عادل عقل: فيفا يحسم مصير برونزية كأس العرب بين السعودية والإمارات.. فيديو

نتيجة الحصر العددى بالدائرة الأولى فى المنصورة بجولة الإعادة لانتخابات النواب 2025

المترو يصل المدن الجديدة والمطار.. توسعات كبرى لشبكة المواصلات فى مصر

وائل كفورى ينجو من الموت بعد عطل مفاجئ بالطائرة.. فيديو


هيئة الأرصاد: استقرار جوي نهاراً وتحذيرات من برودة شديدة ليلاً والصباح الباكر

ترامب: الرئيس عبد الفتاح السيسى صديق لى وأرغب فى استضافته

تعرف على قائمة الأهلي لمباراة سيراميكا غدا فى كأس عاصمة مصر

رحلة نيفين مندور من النجومية للوفاة ودخول المشرحة لدموع فراق الأحباب بالمقابر

الأردن ضد المغرب.. نهاية المباراة بالتعادل 2-2 واللجوء لوقت إضافي.. صور

أحمد سعد يهدى محمد صلاح أغنية فخر العرب المصرى.. فيديو

محمد رمضان يسدد كفالة وقف تنفيذ حبسه عامين بسبب أغنية "نمبر 1 يا أنصاص"

حقيقة بيع حسام عبد المجيد وبيزيرا لحل الأزمة المالية فى الزمالك

تعليمات صارمة لدور السينما قبل إطلاق Avatar: Fire and Ash

نتائج 30 دائرة ملغاة بانتخابات مجلس النواب بالأسماء.. إنفوجراف

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى