الوفد والإخوان.. بين التاريخ والدراما والحواديت!

 أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم - أكرم القصاص
عاد الجدل- حول التاريخ- يتجدد بمناسبة مسلسل «الجماعة 2»، حيث هاجم الوفديون- أو بعض الوفديين- وحيد حامد، واتهموه بتزييف التاريخ لأنه قدم مشهدًا طلب فيه النحاس باشا تقبيل يد الملك فاروق. خرج الوفديون لينفوا حدوث هذا، ولم يتوقفوا عند المشهد كله، حيث قدم وحيد حامد العلاقة بين فاروق والنحاس والوفد، بأنها كانت قائمة على العداء، ولم يُخفِ فاروق كراهيته للوفد والنحاس، ولم ينسَ أن النحاس عاد فى عام 1942 للوزارة رغمًا عن الملك. وكل هذه التفاصيل لها مصادر تاريخية، وبالطبع تختلف الروايات ووجهات النظر فى الأحداث التاريخية المعاصرة.
 
والحقيقة أن التعامل مع التاريخ يتم بناءً على مواقف سياسية وانحيازات مسبقة أقرب لمشجعى الكرة، ويتم التعامل مع شخصيات التاريخ على أنهم ملائكة أو شياطين، بينما الطبيعى أنهم بشر، لهم ميزات وعيوب، وقرارات سليمة وأخرى خاطئة، فضلًا عن كون السياسة هى لعبة مناورات، وليست عالمًا مثاليًا، ثم أن ما يقدمه وحيد حامد- أو غيره من الكتاب- هو وجهة نظر فى التاريخ، يستند فيه إلى مراجع ذكرها فى تتر المسلسل.
 
ومن تابعوا قراءة تاريخ هذه الفترة، يمكن أن يدركوا أن هناك الكثير من الوقائع بين الإخوان والوفد، أو الإخوان والملك فاروق، ومناورات الأطراف وتقارب الجماعة مع القصر ضد الوفد والقوى الوطنية واليسار والطلبة والعمال، والجماعة كانت- بالفعل- تسعى لمصالحها، ومن يقرأ التاريخ يكتشف الاختلاف فى الروايات والشهادات، والوقائع، وهو خلاف يرجع إلى الخلاف السياسى فى الأساس.
 
المفارقة أن هناك أطرافًا ترى أن وحيد حامد فى «الجماعة» قدم الإخوان فى صورة يمكن أن تجلب لهم التعاطف، إذ قَدم زينب الغزالى فى صورة مؤثرة، بينما الإخوان أنفسهم يرون العمل من زاوية عداء وحيد حامد، بالرغم من أن أطرافًا فى الإخوان اعتبروا الجزء الأول بقدر ما ينتقدهم فهو يقدمهم كجماعة سياسية.
 
كل هذا يشير إلى عدة أمور، أن أنصار التيارات السياسية، يتعاملون مع تاريخ زعمائهم من منظور الانحياز، وغالبًا من حكايات وحواديت سياسية وليس تأريخًا، ولهذا يبدى هؤلاء صدمة عندما يكتشفوا رواية أخرى، وفى ما يتعلق بعلاقة الوفد مع الإخوان، والقصر هناك أكثر من خيط استند إليه وحيد حامد فى «الجماعة»، فقدم فؤاد سراج الدين على أنه تلاعب بالإخوان من حيث أرادوا أن يتلاعبوا به، كما أنه قدم الصراع داخل الإخوان حول علاقتهم بالقصر، وتدخل فاروق فى تعيين المستشار حسن الهضيبى مرشدًا، بل إن وحيد حامد يكشف كيف كانت الجماعة تخترق القضاء، وتتدخل لإصدار أحكام براءة للقتلة والإرهابيين، وفكرة الاختراق والخلايا النائمة، بل وأيضًا اختراق الجيش قبل 23 يوليو.
 
الشاهد فى كل هذا أن التاريخ فيه روايات كثيرة، لكن كل فريق سياسى يطالب بأن يكون التاريخ حسب هواه، ولا يقبل النقاش أو الجدل، وهى آفة من آفات تعاملنا مع التاريخ والسياسة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

باختصار.. أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة..استشهاد 16 مواطنا جراء مجزرة للاحتلال فى دير البلح.. انهيار نفق فى لوس أنجلوس يحاصر 15 عاملا.. إغلاق مؤقت للأكروبوليس باليونان بسبب موجة حر شديدة تضرب أوروبا

الرئيس السيسى يؤكد اهتمام مصر بالتنسيق مع الصين بشأن ملف مبادلة الديون

حبس المتهم بانتحال صفة طبيب وإجراء عمليات داخل مركز طبى

ضبط عناصر شديدة الخطورة بحوزتها مخدرات بقيمة 94 مليون جنيه

محاكمة "نور تفاحة" راقصة الساحل الشمالى بتهمة بنشر فيديوهات خادشة.. اليوم


الإعداد النفسى استراتيجية قطاع الناشئين بنادى المقاولون

ضربة قاسية.. ملحمة باريس والريال بمونديال الأندية حديث صحف إسبانيا

الأدلة الجنائية ترفع الآثار والأدلة من سنترال رمسيس لبيان سبب الحريق

مجلس الإسماعيلى يتحدى حملة سحب الثقة ويدعو لعقد عمومية غير عادية

محمد هنيدى وشيكو وإدوارد ينعون سامح عبد العزيز: ربنا يصبرنا على فراقك


نقابة المهن السينمائية تنعى المخرج سامح عبد العزيز: ندعو له بالرحمة والمغفرة

وصول أسئلة امتحان الأحياء والإحصاء والرياضيات إلى لجان الثانوية العامة

الطقس اليوم الخميس 10-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

دودا يهدد "الناتو" بإغلاق مركز المساعدات العسكرية لأوكرانيا

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

الإسكندرية الأقرب لمعسكر الإسماعيلى استعدادا للموسم الجديد

انفوجراف.. آخر مستجدات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس الرئيسى

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى