الفلسطينى سلامة كيلة يقدم تطورا لمستقبل "المسألة الفلسطينية" فى "كتاب الهلال"

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف
يصدر العدد الجديد من سلسلة "كتاب الهلال" الشهرية، وعنوانه "المسألة الفلسطينية" للكاتب الفلسطينى سلامة كيلة، (5 يونيو 2017) بالتزامن مع ذكرى انتصار العاشر من رمضان، ويطرح تصورات مختلفة لمستقبل العمل الفلسطينى والدولة الفسلطينية، بعيدا عن الطرح التقليدى الذى يلح عليه القادة العرب وأقرته القمة العربية فى بيروت (2002) ولكن إسرائيل لا تبالى به، بل تمضى خط الاستيطان فى تحد صريح له.
 
يحمل الكتاب عنوانا فرعيا هو من "سراب حل الدولتين إلى الدولة العلمانية الواحدة"، ويبدأ بمدخل عنوانه "كيف تلاشت الحركة الوطنية الفلسطينية؟" يسجل فيه سلامة كيلة أن هزيمة يونيو 1967 أنعشت الميل الفلسطينى لخوض النضال، بعد إخفاق الرهان على النظم العربية لعقدين من الزمن، وربما كان الرهان قسريا كذلك نتيجة الاقتلاع والتشرّد اللذين عانى منهما الشعب الفلسطيني، الأمر الذى فرض عليه المراهنة على الدول العربية التى كانت تحمل الشعارات القومية، لكن الهزيمة أظهرت عمق العجز العربي، لهذا نجحت الأفكار التى قررت فلسطنة القضية، وعزلها عن "الدور العربي"، ومن ثم تحويل الصراع إلى صراع فلسطيني/ إسرائيلى. هذه الانتقالة كانت تضع المشروع الفلسطينى فى مأزق عويص منذ البداية.
 
القضية الفلسطينية وإن تصور البعض أنها غابت لعقود، إلا أنها راسخة فى الضمير العربي. لكن هذا الغياب كان يفرض أن ينتهي، وأن يعاد طرح القضية بمنظور جديد، دون القفز عن البديهيات، وأولها أن الدولة الصهيونية هى مشروع إمبريالى يهدف إلى لجم مصر وحصارها، وتكريس تفكك الوطن العربي. وبهذا فقضية فلسطين قضية عربية، وكان الميل إلى فلسطنتها يعنى دمارها. هذا ما قامت به قيادات المقاومة الفلسطينية التى فلسطنت القضية، ومن ثم قزَّمتها إلى تنازع على أرض جرى احتلالها سنة 1967، ومن أجل دولة على 20% من أرض فلسطين. هذا ما أنتج اتفاقات أوسلو التى أوجدت سلطة تابعة، ومفاوضات لا تنتهى من أجل إكمال تطبيقها. بينما كان واضحا أنه لا إمكانية لنجاح "حل الدولتين"؛ لأن الدولة الصهيونية تعتبر أن فلسطين هى "إسرائيل"، وأن مشكلتها تكمن فى كيفية التخلص من السكان الفلسطينيين لكى تمنع حدوث اختلال ديموجرافى وهى تقضم الأرض المحتلة عام 1967.
 
يقدم المؤلف تصورا جديدا، بالعودة إلى البديهيات التى حاولت السياسات المتبعة والتابعة طمسها. أولها أن فلسطين تبقى فلسطين، دولة علمانية ديمقراطية واحدة فى هذه الأرض، لأن طبيعة المشروع الصهيونى الإمبريالى لا تجعل مكانا لحلول وسط، وهذا التصور يفرض تكسير كل الأوهام التى تراكمت خلال أربعة عقود. وثانيها أن هذه الطبيعة تفرض أن تتجاوز القضية طابعها الفلسطينى لأنها بالأساس تخص مجمل الوطن العربي، فى ضوء الدور المنوط بالدولة الصهيونية، وأن ما بدأ فى الوطن العربى من ثورات منذ بداية 2011، رغم مشكلاتها والتكالب عليها، يمكن أن يفتح أفقا جديدا أمام حل عادل للقضية الفلسطينية.
 
ويقول سلامة كيلة إن حل الدولة الواحدة ينطلق من فهم "العقل" الصهيوني، ومعرفة طبيعة المشروع الصهيوني. فالدولة الصهيونية لم تتأسس من أجل "حل إنساني" لمشكلة يهود مشردين، بل أتت فى سياق المشروع الإمبريالى للسيطرة على الوطن العربي، كدولة حاجز، و"قاعدة عسكرية" تتغلّف بمجتمع مدني. وهدف وجودها هو تكريس تفكك الوطن العربى ومنع تقدمه. هنا يكمن دورها وليس فى مكان آخر. لهذا هى ليست معنية بـ "السلام" بل بالهيمنة، وتحتاج إلى التوسّع لكى تصبح قوة كبيرة. هذا الأمر جعلها تعتبر أن فلسطين هى "إسرائيل"، وأن الأرض هى "أرض إسرائيل". وباتت مشكلتها فى التعامل مع سكان عرب "يقيمون على أرضها"، ويتكاثرون بشكل كبير، بالتالى لا بدّ من إخراجهم من إطار الدولة كدولة سياسية.
 
سلامة كيلة ولد فى مدينة بيرزيت فى فلسطين سنة 1955، وشاهد الاحتلال وخرج للدراسة الجامعية سنة 1973 ولم يعد يستطيع العودة إلى فلسطين سنة 1976 لأنه أصبح مطلوبا للدولة الصهيونية. درس العلوم السياسة فى كلية القانون والسياسة فى جامعة بغداد. عاش متفرغا للنشاط السياسي، ونشر دراست فى أغلب الصحف والمجلات العربية. وله أكثر من 40 كتابا منها "من هيغل إلى ماركس، التصور المادى للتاريخ" (وهما جزآن لتأملات السجن، حيث كتبا فى السجن)، و"العولمة الراهنة"، و"الإمبريالية المأزومة"، و"الهوية والقومية والحداثة"، و"الإمبريالية فى مرحلتها المالية". و"زمن الثورة".
المسألة الفلسطينية
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة بطريق "قنا - سفاجا"

هشام نصر يكشف كواليس أزمة أرض الزمالك بأكتوبر: قرار مفاجئ بسحب الأرض

وداعًا الموجة الحارة.. درجات الحرارة غدًا وفرص سقوط أمطار قد يصاحبها الرعد

حبس المتهم بالتعدى على زوجة شقيقه بسبب لهو الأطفال بالشرقية 4 أيام

تعرف على ترتيب قادة الأهلي بعد وصول الشارة لـ مصطفى شوبير


ذكرى عرض صعيدى فى الجامعة الأمريكية.. يوسف شاهين عرض على هنيدي فيلم سيرة ذاتية

من عسكرى الدرك إلى كاميرات الفيديو.. ضبط الشارع واستعادة الأمن في زمن التطور.. خبراء لـ"اليوم السابع": الداخلية طورت أجهزتها ومعداتها في الجمهورية الجديدة.. الكاميرات ترصد كل شيئ.. وفيديوهات المواطنين أداة ردع

المقاولون العرب يكشف حالة أمير عابد بعد تعرضه لحادث سير: "تحت الملاحظة"

دنزل واشنطن يتحدى ثقافة الإلغاء والتجاهل: الجوائز لا تهم.. الإيمان هو ما يبقى

ذكرى رحيله السابعة.. الفنان ناجي شاكر يكشف كواليس فيلم شفيقة ومتولي


حكاية بتوقيت 2028 تتصدر المشاهدة على watch it بالتزامن مع انطلاق عرضها

كريس هيمسورث يكشف عن أصعب تحدٍ في حياته: العزف على الطبول أمام 70 ألف شخص

ليفربول يحدد 50 مليون يورو لرحيل كوناتي وسط ترقب ريال مدريد

كيف نعى سليم ابن تيمور تيمور والده برسالة مؤثرة؟

الحكومة: خفض أسعار السيارات المحلية والمستوردة بنسب تتراوح بين 10% إلى 20%

كل ما تريد معرفته عن بطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عاما بعد إسدال الستار

استعدادا لخوض انتخابات "النواب".. رئيس حزب الجبهة الوطنية: الفرص متساوية فى الترشح والشفافية تحكم الاختيار.. "القصير": وحدة الصف السند الحقيقي للنجاح.. و"شعراوي" يطالب بتكثيف اللقاءات الجماهيرية

حمزة نمرة مرشح بألبوم قرار شخصى فى فئتين بجائزة الجرامى العالمية

إسرائيل تعتزم إغلاق القنصلية الفرنسية بالقدس المحتلة ردا على الاعتراف بدولة فلسطين

دفاع متهمى حادث مطاردة طريق الواحات يشكك فى أقوال المجنى عليهما أمام المحكمة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى