دورة رمضانية.. (الأمانة)

وفاء عبدالسلام
وفاء عبدالسلام
بقلم - وفاء عبدالسلام
دورتنا الرمضانية اليوم عن خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه، فهى فريضة عظيمة حملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها ألا وهى الأمانة.
 
قال تعالى: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً».
 
ولقد أمرنا الله تعالى بأداء الأمانات، فقال تعالى: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا».
 
والأمانة صفة مميزة لأصحاب الرسالات، فقد كان كل منهم يقول لقومه: «إِنِّى لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ».
 
ولقد اتصف النبى صلى الله عليه وسلم منذ صغره ولقب بين قومه بالصادق الأمين، حتى وقومه يعادونه لم ينفوا عنه هذه الصفة، كما جاء فى حوار أبى سفيان وهرقل، حيث قال هرقل: سَأَلْتُكَ: هَلْ يَغْدِرُ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ لاَ يَغْدِرُ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لاَ تَغْدِِرُ..
وَلَقَّبَتهُ قُرَيشٌ بِالأَمينِ عَلى /صِدقِ الأَمانَةِ وَالإِيفاءِ بِالذِّمَمِ
 
ولقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلا على إيمان المرء وحسن خلقه، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ قَالَ: (لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ).
 
وهناك مجالات وصور تدخل فيها الأمَانَة وهى كثيرة فـالأمانة باب واسعٌ جدًّا، وأصلها أمران:
 
أمانة فى حقوق الله: وهى أمانة العبد فى عبادات الله عزَّ وجلَّ، وأمانة فى حقوق البشر.
 
فمِن الأمانة ما ائتمنه الله على عباده مِن العبادات التى كلَّفهم بها، فإنَّها أمانة ائتمن الله عليها العباد.
 
والأمَانَة فى الأموال وهى العفَّة عمَّا ليس للإنسان به حقٌّ مِن المال، وتأدية ما عليه مِن حقٍّ لذويه، وتأدية ما تحت يده منه لأصحاب الحقِّ فيه، وكذلك الأموال التى تكون بيد الإنسان لمصلحته، أو مصلحته ومصلحة مالكها أو لمصلحتهما جميعًا.
 
والأمَانَة فى الأعراض فمِن الأمَانَة فى الأعراض، العفَّة عمَّا ليس للإنسان فيه حقٌّ منها، وكفُّ النَّفس واللِّسان عن نيل شىء منها بسوء، كالقذف والغيبة.
والأمَانَة فى الأجسام والأرواح، فمِن الأمَانَة كفُّ النَّفس واليد عن التَّعرُّض لها بسوء، من قتل أو جرح أو ضرٍّ أو أذى.
 
والأمَانَة فى المعارف والعلوم، فهى فى المعارف والعلوم تأديتها دون تحريف أو تغيير، ونسبة الأقوال إلى أصحابها، وعدم انتحال الإنسان ما لغيره منها.
 
ولقد كان صلى الله عليه وسلم أحرص النَّاس على أداء الأمانات والودائع للنَّاس حتى فى أصعب وأحلك الأوقات، فها هى قريش تُودِع عنده أموالها أمانة لما يتوسَّمون فيه مِن هذه الصِّفة، وها هو صلى الله عليه وسلم يخرج مهاجرًا مِن مكَّة إلى المدينة، فماذا يفعل فى أمانات النَّاس التى عنده؟! قال لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه: «نَمْ على فراشى، واتَّشح ببردى الأخضر، فنم فيه، فإنَّه لا يخلص إليك شىء تكرهه» وأمره أن يؤدِّى ما عنده مِن وديعة وأمانة.
 
وعن الأمانة فى الأمم الماضية يحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اشترى رجل مِن رجل عقارًا له فوجد الرَّجل الذى اشترى العقار فى عقاره جرَّةً فيها ذهب، فقال له الذى اشترى العقار: خذ ذهبك منِّى؛ إنَّما اشتريت منك الأرض ولم أبتع منك الذَّهب، فقال الذى شرى الأرض: إنَّما بعتك الأرض وما فيها، قال: فتحاكما إلى رجل، فقال الذى تحاكما إليه: ألكما ولد؟ فقال: أحدهما لى غلام، وقال الآخر: لى جارية. قال أنكحوا الغلام الجارية، وأنفقوا على أنفسكما منه وتصدَّقا).
 
اللَّهمَّ إنِّا نعوذ بك مِن الجوع فإنَّه بئس الضَّجيع، ونعوذ بك مِن الخيانة فإنَّها بئس البطانة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ناشئات مصر للطائرة يفتتحن مشوارهن فى بطولة أفريقيا بفوز مستحق على مدغشقر

إخماد حريق محدود فى فيلا الفنان محمد صبحى بمدينة 6 أكتوبر

نيوكاسل ضد ليفربول.. التاريخ ينحاز للريدز قبل موقعة الدوري الإنجليزي

النيابة تحقق فى بلاغ ضد الزمالك بسبب الدباغ.. والمحامى يكشف سر الرقم الناقص

الأرصاد تزف بشرى للمواطنين وتكشف عن موعد انخفاض درجات الحرارة


رقم قياسي ينتظر محمد صلاح في مباراة نيوكاسل يونايتد ضد ليفربول

تزايد عدم الرضا عن ترامب فى الولاية الثانية.. استطلاع: 56% يعترضون على أدائه

العثور على جثة طافية جديدة ليرتفع عدد ضحايا غرق شاطئ أبو تلات لـ7 وفيات

ميت رهينة تودع بهاء الخطيب بالدموع.. صور

برشلونة يتصدر ترتيب الدوري الإسباني بالعلامة الكاملة وبيتيس وصيفًا


عائلات الرهائن الإسرائيليين تبدأ أسبوع احتجاجات أمام منازل الوزراء

المجلس القومى لحقوق الإنسان هيئة مفوضية مستقلة.. يھدف لتعزيز المساواة فى الحقوق والحريات وعدم التميز بين المواطنين.. يتلقى الشكاوى فى مجال حقوق الإنسان.. يعمل وفق الاتفاقيات والمواثيق الدولية بنص الدستور

مواعيد مباريات اليوم.. فولهام مع مانشستر يونايتد وأوفييدو ضد ريال مدريد

بسبب الشقة.. زوجان أمام محكمة الأسرة بعد طلبها الطلاق للضرر بأكتوبر

إنشاء مستشفى التأمين الصحى بالعاصمة الإدارية بتكلفة 2.2 مليار جنيه.. حسام عبد الغفار: العيادات الخارجية بالتأمين الصحى تغطى 57 % من المؤمن عليهم.. والمرحلة الأولى للعيادات المسائية تشمل 29 عيادة بـ10محافظات

التعنت الإسرائيلى يهدد فرص التهدئة.. عدم الرد على المقترح المصرى القطرى وتمسك الاحتلال بنزع سلاح حماس يفتح باب التصعيد.. برلمانيون: مصر تتحرك بثقلها الدبلوماسى لإنهاء الأزمة بدعم دولى واسع على كل الأصعدة

مانشستر يونايتد يبحث عن الفوز الأول أمام فولهام لتعويض كبوة أرسنال

الأهلي ينتظر اليوم خطاب وزارة الرياضة للبدء بمرحلة توفيق الأوضاع قبل الانتخابات

وسام أبو علي يسجل ظهوره الأول في الدوري الأمريكي ويربك معلق المباراة بهدف.. فيديو

مصطفى محمد فى مهمة صعبة مع نانت أمام ستراسبورج بالدوري الفرنسي

لا يفوتك


شيرين .. عبثيات "البخت المايل"

شيرين .. عبثيات "البخت المايل" الأحد، 24 أغسطس 2025 12:00 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى