شهد الكلام.. عبدالقادر الجيلانى.. وَنُودِيتُ يَا جِيلاَنِى ادْخُلْ لِحَضْرتِى

 أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف

«وَلَما صَفَا قَلْبى وَطَاَبتْ سَرِيرَتِى/ وَنَادَمَنِى صَحْوى بِفَتْحِ الْبَصِيرة/ شَهِدْتُ بِأَنَّ الله مَوْلَى الْوِلاَيَة/ وَقَدْ مَنَّ بِالتَّصْرِيفِ فِى كُلِّ حَالَةِ»

 
يحسب للدكتور يوسف زيدان أنه جمع ديوان «الجيلانى»، وكان مفرقا فى قصائد متناثرة، لأن عبدالقادر الجيلانى لم يكن يكتب الشعر إلا بوصفه طريقة لقول ما يشاء.
 

«وَقَفْتُ بِبَابِ اللهِ وَحْدِى مُوَحِّدَاً/ وَنُودِيتُ يَا جِيلاَنِى ادْخُلْ لِحَضْرتِى/ وَنُوديتُ يَا جِيلاَنِى ادْخُلْ وَلا تَخفْ/ عُطيتُ اللوا مِنْ قَبْلِ أَهْلِ الحَقِيقَةِ».

إنه محيى الدين عبدالقادر الجيلانى المولود فى سنة 417 هجرية فى جيلان والمتوفى فى سنة 561 هـجرية فى بغداد، مكانته فى تاريخ التصوف معروفة لا ينكرها أحد، كان صاحب طرقة معروفة نقلها عنه أصحابه وتلاميذه من بعده.
 

«أَنَا كُنْتُ مَعْ نُوْحٍ أُشَاهِدُ فِى الْوَرَى/ بِحَاراً وَطُوقَاناً عَلَى كَفِّ قُدْرَتى/ وَكُنْتُ وَإِبْراهِيمَ مُلْقَىً بِنَارِه/ وَمَا بَرَّدَ النِّيرانَ إِلاَّ بدَعْوَتِى/ وَكُنْتُ وَمُوسَى فِى مُنَاجَاةِ رَبِّهِ/ وَمُوسَى عَصَاهُ مِنْ عَصَاى اسْتَمَدَّتِ/ وَكُنْتُ مَعَ أيِّوبَ فى زَمَنِ الْبَلا/ وَمَا بَرِئَتْ بَلْوَاهُ إلاَّ بِدَعْوَتِى»

هذه القصيدة التى بين أيدينا تسمى «الوسيلة» وهى من أشهر قصائد عبدالقادر الجيلانى، ولعل من يقرأها كاملة يلحظ ما بها من رموز صوفية تبعد مساحة كافية عن العادى والمتاح من الأشياء.
 

رُفِعْتُ عَلَى مَنْ يَدَّعِى الْحُبَّ فِى الْوَرَى/ فَقَرَّبَنى الْمَوْلَى وَفُزْتُ بِنَظْرَةِ/ وَجَالَتْ خُيُولِى فِى الأَرَاضِى جَمِعَها/ وَزُفَّتْ لِى الْكَاسَاتُ مِنْ كُلِّ وِجْهَةِ/ وَدُقَّتْ لِى الْرَايَاتُ فِى الأَرْضِ وَالسَّمَا/ وَأَهْلُ السَّمَا والأَرْضِ تَعْلَمُ سَطْوتِى»

 
ربما أكثر الذى لفت انتباهى فى هذ القصيدة هو إدراك عبدالقادر الجيلانى لمكانته فى المحبة الإلهية، فهو يؤمن تماما بأن تقربه إلى الله الكريم يرفعه درجات ويعلى من قدرة قامات.
 

وَأَوْصِيكُمُو كَسْرَ النُّفُوسِ فإِنَّها/ مَرَاتِبُ عِزِّ عِنْدَ أَهْلِ الطَّرِيقَةِ/ وَمَنْ حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ بِتَكَبُّر/تَجِدْهُ صَغِيراً فى عُيُونِ الأَقِلَّةِ/ وَمَنْ كَانَ فِى حَالاتِهِ مُتَواضِعَاً/ مَعَ اللهِ عَزَّتْهُ جَميعُ الْبَرِيَّةِ»

 
ويظل عبدالقادر الجيلانى حالة فريدة فى تاريخ التصوف الإسلامى، وتظل قصائده، حتى ولو لم يهتم هو بها ويمنحها مكانتها المناسبة هى «شهد الكلام» الذى نستمع إليه.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تأجيل محاكمة متهمين اثنين بخلية بولاق لجلسة 4 أكتوبر

الداخلية تضبط 166 قطعة سلاح و 339 قضية مخدرات خلال 24 ساعة

منتخب مصر يتراجع مركزين فى تصنيف فيفا.. والأرجنتين بالصدارة

أحمد السقا ناعيا سامح عبد العزيز: اللهم ارحمه واغفر له

موعد ودية الزمالك وأورانج تحت قيادة يانيك فيريرا


ضربة قاسية.. ملحمة باريس والريال بمونديال الأندية حديث صحف إسبانيا

الأدلة الجنائية ترفع الآثار والأدلة من سنترال رمسيس لبيان سبب الحريق

مجلس الوزراء: الاستجابة لـ 7041 استغاثة طبية خلال النصف الأول من العام الجارى

عمرو حسام يدخل دائرة اهتمامات وادى دجلة لتدعيم حراسة المرمى

انهيار نفق فى لوس أنجلوس يحاصر 15 عاملاً


شريف إكرامى يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ42

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي

غلق باب الترشح لمجلس الشيوخ اليوم.. وإعلان القائمة المبدئية للمرشحين غدًا

الأهلي يتربع على عرش أفريقيا في تصنيف أندية العالم.. ومركز مفاجئ للزمالك

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

موعد مباراة تشيلسي ضد باريس سان جيرمان في نهائي كأس العالم للأندية 2025

كواليس أول مران لبيراميدز استعداداً للموسم الجديد.. صور

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى