إشكالية تجارة الأعضاء

 إسلام الغزولى
إسلام الغزولى
بقلم - إسلام الغزولى
تأخذ انتشار قضايا خطف الأطفال والاتجار بهم فى مصر منحنى خطرا جديدا، وعلى الرغم من جهود وزارة الداخلية الكبيرة للسيطرة على هذه الظاهرة إلا أن هناك حالة من الهلع والرعب خلقتها بعض المعلومات التى يتم تداولها بين الحين والأخر على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة والتى تشير إلى أن الأطفال المخطوفين ربما يتم استخدامهم فى تجارة الأعضاء، أو اغتصابهم وقتلهم كما شهدنا فى عدد من القضايا المعروفة إعلاميا. 
 
فى الاسبوع الماضى اجتهد الأهالى بضبط امرأة اشتبهوا فى كونها تحاول خطف طفلة، وقاموا بربطها فى عمود إنارة وتعذيبها حتى كادت تفارق الحياة، دون اللجوء لأجهزة الأمن، وهو أمر ينم عن عدم شعور المواطنين بقدرات أجهزة الأمن والقضاء على تحقيق الأمان والعدالة له. 
 
لاشك أن خطورة هذا التصرف تأتى من كونه يرسخ مفهوم الغاب، والاقتصاص من المجرمين بطرق وحشية، دون أدنى محاولة للتأكد من صحة الاتهام من عدمه، وهو ما يعنى أن المتهم قد يموت بمجرد أن يشتبه فيه المواطنون بقيامه بالفعل محل الجريمة.
 
وبحكم متابعتى للقضايا التى أثيرت إعلاميا حول خطف الأطفال، فإننى على ثقة تامة من أن أجهزة الأمن المصرية تقوم بدورها على أكمل وجه، سواء من التعامل الجاد مع البلاغات وتشكيل مجموعات العمل فى الدوائر والأقسام المختلفة لجمع الأدلة وانتهاء بضبط المجرمين وهى فى هذا الصدد تتعامل بمنتهى الحرفية، غير أن أغلب القضايا التى تثور إعلاميا وتنقل صورة سلبية للمواطنين لا يتم متابعة نهايتها، وهو أمر يعنى أن الانطباع السلبى يستمر دون الوصول إلى يقين بأن القصاص قادم.
 
إن مرحلة القصاص من المجرمين التى تغيب عن أغلب التغطيات الإعلامية، هى الرادع فى وجه كل ما تساوره نفسه عن القيام بجريمة شنيعة مشابهة، وهى الضمانة التى تدفع المواطنين المتضررين إلى اللجوء إلى أجهزة الأمن والقضاء، وبغياب هذه المرحلة يغيب ركنا هاما من أركان طمأنة المواطنين ومكافحة الجريمة بشكل استباقى.
 
صحيح أن معدلات الجريمة قد ارتفعت بشكل عام، وهناك العديد من الأسباب التى يمكن لعلماء الاجتماع الارتكان إليها فى إطار تحليل تلك الزيادة والتى منها على سبيل المثال لا الحصر انتشار البطالة والفقر والجهل والتى تعد أحد أهم المغذيات الأساسية للجريمة، إضافة إلى سنوات الانفلات الأمنى التى أعقبت ثورة يناير 2011، والتى ساهمت فى نشر فكر الجريمة بشكل مضاعف، وتداول أنباء الجرائم على شبكات التواصل الاجتماعى والتى يعتريها كثير من المبالغة وعدم التدقيق كبديل عن الجرائد والمجلات التى عادة ما تقوم بالتأكد وتوثيق المعلومة. 
 
من هنا تواجه أجهزة الأمن معضلة سرعة انتشار أخبار الجريمة، ولجوء البعض للتهويل بسبب الخوف، أو لأغراض خبيثة هدفها إثارة الذعر فى المجتمع، وأحيانا لجمع المزيد من الإعجاب والتأييد لأغراض شخصية بحتة، ولا عزاء لملايين القلوب الخائفة.
 
وفى تقديرى أن علاج ذلك ليس بالتكتم على الجرائم، إذ أن الزمن قد تجاوز هذه الفكرة القديمة عن التخوف من الدعاية السلبية، وثبت أن المعرفة لم تعد رفاهية تتيحها الحكومات المستنيرة للشعوب لأن ذلك يفسح المجال أمام مزيد من البلبلة.
 
إن المواطنين يحتاجون من أجهزة الأمن نشر الحقائق حول كافة الجرائم بشكل عام وبشكل خاص جريمة تجارة الأعضاء فى مصر، وكيفية مكافحتها وتوعية الأسر بها من جهة كما أنه من جهة أخرى فإن المواطنين يحتاجون وبشدة إدراك جهود الأمن فى هذا المجال، فالأمن العام والأمن الاجتماعى لا يقل أهمية عن الأمن السياسى ومكافحة الإرهاب.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جنة تحت الماء.. إقبال أوروبى على رحلات السفارى لزيارة الجزر البحرية ومواقع الغوص بالبحر الأحمر.. مشاهدة كهوف الشعاب المرجانية والدلافين والقروش.. والأخوين والفنستون ووادي الجمال والشيلينات تجذب المحترفين.. صور

الداخلية تضبط 3 أجنبيات حولن منزلهن بالتجمع وكرا لممارسة أعمال منافية للآداب

أخطر 5 اعترافات لقاتلة أسرة دير مواس: "مشيت فى جنازتهم علشان أبعد الشبهة"

الحكومة: إطلاق حملة توعية للتأكيد على الحق فى اختيار مكان شراء الزي المدرسي

الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جمهوريًا بتعيينات في المحاكم الابتدائية.. بالأسماء


6 مليارات جنيه استثمارات فى الصحة بسوهاج والمديرية ترفع شعار "المريض أولا".. وكيل الوزارة: القضاء على 90% من قوائم الانتظار.. إنجاز 11 ألف جراحة وافتتاح أول وحدة للحروق بصعيد مصر.. وحياة كريمة كلمة السر

تنسيق المرحلة الثالثة.. 50% حد أدنى للتقدم لطلاب النظامين الحديث والقديم

طفرة فى قطاع الاتصالات.. نمو قياسى فى أعداد المشتركين والشركات التكنولوجية.. 116.7 مليون خط محمول.. 12 مليون اشتراك إنترنت ثابت و87.3 مليون إنترنت محمول.. وأكثر من 13 مليون اشتراك للهاتف الأرضى

أوضاع المرأة فى السودان.. حرب خشنة على الجنس الناعم.. النساء أكثر المتضررين من الأزمة السودانية.. يسددن أفدح تكاليف الحرب.. وزيرة الدولة للموارد البشرية: أوضاعهن صعبة للغاية.. ويتعرضن لانتهاكات جسيمة وخطيرة

التأمين الصحى: 37 مركزا مجهزة بأعلى التجهيزات لعلاج الأطفال المصابين بالسكر


السفير الهندى بالقاهرة فى حوار تليفزيونى لـ"اليوم السابع" يكشف عن 3 مشروعات جديدة في مجال الطاقة المتجددة والأسمدة.. 55 شركة باستثمارات تتجاوز 5 مليارات دولار.. وسياسات الحكومة المصرية تجذب المستثمرين الأجانب

الصحف العالمية اليوم: تزايد عدم الرضا عن ترامب.. البنتاجون يدرس نشر قوات فى شيكاغو لملاحقة الجريمة والمهاجرين.. العمال البريطاني يتجه لإلغاء معظم أحكام السجن القصيرة .. ومظاهرات حاشدة فى أستراليا دعما لغزة

خسارة سيدات الطائرة أمام هولندا ببطولة العالم بتايلاند

حملات الإخوان ضد السفارات المصرية.. إفلاس سياسي جديد وخرق للقانون الدولي.. سياسيون: الإرهابية ذراع دعائي لقوى خارجية تسعى لصرف الأنظار عن جرائم الاحتلال.. ووعي الجاليات المصرية خط الدفاع الأول لإسقاط أكاذيبها

شكوك طبية تُهدد انتقال بونيفاس إلى ميلان الإيطالي

باختصار.. أهم الأخبار العربية والعالمية حتى الظهيرة.. استئناف دخول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين بغزة.. زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب ولاية "جوهر" الماليزية.. روبيو: نؤمن بتسوية تفاوضية تحفظ السيادة الأوكرانية

استعراض على الأجساد.. حرب الميليشيات الهمجية على أبدان النساء فى السودان.. ورحلة النزوح صعبة وقاتلة والوصم المجتمعى يحرم الناجيات من الرعاية اللازمة

موجة استقالات فى حكومة هولندا احتجاجا على الموقف من حرب إسرائيل على غزة

العثور على جثة طافية جديدة ليرتفع عدد ضحايا غرق شاطئ أبو تلات لـ7 وفيات

جيوش الأمراض تحارب ضد السودانيين.. معارك السلاح وهجمات الأوبئة تثقلان كاهل القطاع الصحى المتداعى.. 90% من مستشفيات دارفور وكردفان خارج الخدمة.. وانهيار شبه شامل للنظام الصحى فى إقليم دارفور وولايات كردفان

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى