خطايا هيثم الحريرى تحت قبة البرلمان.. قصة التحول من نائب يدافع عن "الفقراء" إلى معارض شو ومتربح من وظيفة لا يعملها.. نهاية بخلعه الجاكيت فى جلسة اللجنة التشريعية.. واعتدائه على النائبة مى محمود

تصور البعض فى بداية انعقاد البرلمان المصرى أن النائب هيثم أبو العز الحريرى سيسير على نهج والده أبو العز الحريرى، من تصدير المعارضة الوطنية البناءة وتبنى المواقف التى تخدم الدولة المصرية، غير أن الشاهد خلال دورين من الانعقاد أن هيثم الحريرى اتخذ مسارا مغايرا مبنى على المعارضة من أجل المعارضة دون مراعاة الثوابت الوطنية بما فتح الباب من عشرات الأسئلة حول الأداء السياسى للنائب تحت القبة، خاصة أنه اعتاد مهاجمة الحكومة فى أكثر من موقف بدون داع وبدون أدلة ومستندات أو حتى تحرى صحة المعلومات التى يطرحها.

اللافت أن هيثم طوال دورين من الانعقاد ظل يرفع شعارات مكافحة الفساد، بينما واقعة حصوله على راتب من وزارة البترول دون وجه لا تزال مفتوحة حتى الآن ولم تغلق، بعد ثبوت الوقائع المنسوبة إليه من تلقيه 30 ألف جنيه شهرى بالمخالفة للقانون وسعيه للانتداب من شركة سيدى كرير للبتروكيماويات إلى الشركة المصرية القابضة للكيماويات وهو ما جاء بالمذكرة القانونية التى أعدتها شركة سيدى كرير، وانتهت فيها إلى إدانة هيثم الحريرى بإثبات حصوله على كامل المرتب بالمخالفة للقانون، وكامل المرتب هنا يتضمن (علاوة مضمومة وعلاوة خاصة غير مضمومة وغلاء معيشة وبدل طبيعة عمل وحافز خبرة وبدلات وبدل تخصيص وحوافز إنتاج وتسوية حوافز وعيد عمال وبدل معالجة ومنح جماعية ومكافآت مجلس إدارة).

خطوة شركة سيدى كرير بمطالبة هيثم الحريرى بسداد الأموال، التى حصل عليها دون وجه حق بداية على الطريق لكشف مخالفات هيثم الحريرى، وتبقى ذات دلالة هامة لتكشف التناقض الذى يعيش فيه النائب، يحارب الفساد تحت القبة بينما يتستر على فساد شخصه من تلقى راتب دون وجه حق يزيد عن 30 ألف جنيه شهريا.

وفى جانب آخر من المسيرة المغلفة بالتناقضات لهيثم الحريرى تحت قبة البرلمان، تتكشف حقيقة الأداء السياسى الضعيف داخل المجلس المبنى على الصوت العالى والاشتباك مع النواب بالباطل، وتجسد ذلك فى الواقعة الأخيرة التى أحيل بسببها الى لجنة القيم، وهى محاولة الاعتداء على النائبة مى محمود فى اجتماع اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب لمناقشة اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، حيث خلع النائب الجاكيت وحاول الاعتداء على النائبة مى محمود لولا تدخل عدد من النواب، خاصة بعد وصول الأمر إلى حد الاشتباك والتراشق بالألفاظ.

واقعة التراشق بالالفاظ بين هيثم الحريرى ونواب البرلمان، لم تكن الأولى، فقد سبقها عدد كبير من الوقائع، كان هيثم طرفا أساسيا فيها، وظهر فيها بشكل غير لائق لنائب برلمانى تحت قبة المجلس، يريد أن يعارض بالصوت العالى لا بالمعلومات والوثائق والمستندات، ولا يتحدث فوق أرضية وطنية.

جميع تلك المعلومات تشير إلى أن دور الانعقاد المقبل سيكون حاسما مع النائب هيثم الحريرى ومن المتوقع أن يكون للجنة القيم موقفا واضحا من التجاوزات الدائمة لهيثم الحريرى، خاصة أن ملف الاعتداء على النائبة مى محمود، تدعمه الفيديوهات المسجلة وقت انعقاد الجلسة التشريعية خلال شهر رمضان الماضى، وتدعمه مذكرة رسمية قدمتها النائبة للدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب ، طالبت فيها بالتحقيق الرسمى مع النائب وتطبيق نصوص اللائحة الداخلية عليه بعد محاولته التعدى عليها.