د.مجدى بدران يكتب لـ"اليوم السابع": حساسية قناديل البحر

الدكتور مجدى بدران
الدكتور مجدى بدران

قنديل البحر لين الجسم هش يشبه المظلة، غالبا ما يكون شفافا هلاميا، يسبح بسرعة 2 متر فى الثانية الواحدة، أى نحو 7.2 كم/ساعة، وهو بدون هيكل عظمى، أو جهاز هضمى، أو مخ أو جهاز عصبى، أو جهاز تنفسى، أو دورة دموية أو عيون، وهناك نحو 2000 نوع من القناديل، منها 70 نوعا تضر بالبشر، وهناك 23 نوعا فى مياه البحر المتوسط.

 

منذ بداية العقد الأول من القرن العشرين غزت هذه المخلوقات الجيلاتينية العديد من البحار فى العالم، وساهمت فى الإخلال بالتوازن البيئى ومصائد الأسماك، وسببت تغييرا جذريا فى شبكات الأغذية البحرية عن طريق تحويل الطاقة الغذائية من الأسماك إلى البكتيريا، مع حرمان الأسماك من التقاط العوالق المائية، وقللت من الكتلة الحيوية لبعض الأسماك والعوالق الحيوانية، وزادت من كمية العوالق الجرثومية، والعوالق النباتية، يمكن أن تتكيف القناديل بسهولة مع مختلف الظروف البيئية فى المحيطات أو البحار.

 

مع أن أسباب زيادة قناديل البحر غير مفهومة بالكامل بعد، فهناك بعض التفسيرات مثل الاحترار العالمى، وزيادة درجات حرارة مياه البحار ما يسبب ازدهار قناديل البحر وزياد مغذياتها وزيادة معدلات تكاثرها، وإطالة موسم تكاثر القناديل، وزيادة ملوحة وحموضة ودرجة حرارة مياه البحر المتوسط، والصيد الجائر للأسماك، وجهل الإنسان بالتوازن البيولوجى، والتكاثر الطفرى المفاجئ للقناديل، واكتمال القمر فى منتصف الأشهر القمرية، والتدخل البشرى فى البيئات البحرية، كمية الماء العذب الذى يدخل البحر المتوسط من الأنهار والأمطار قليلة مقارنة بالمياه المالحة التى تدخله من المحيط الأطلنطى، تحتوى مياه البحر الأبيض المتوسط على كمية من الملح أكثر من مياه المحيط الأطلنطى، 38 جرام ملح لكل لتر ماء فى البحر المتوسط مقابل 34.9 جرام فى المحيط الأطلنطى، مع العلم بأن النسبة العالمية 35 جراما.

 

تشمل مفترسات قناديل البحر السلاحف البحرية، وسمكة المحيطات، وسمك التونة، وسمك أبو سيف، والأسماك الكبيرة، السلاحف البحرية فى البحر المتوسط مهددة بالانقراض، وهى المفترس الرئيسى لقناديل البحر، ولقد تعرضت فى السنوات الأخيرة للإبادة بسبب زيادة أعداد السائحين والمصطافين للشواطئ، حيث تضع السلاحف بيضها فى بداية الصيف، ما أدى إلى تخريب البيئة الطبيعية للبيض وقتل صغارها، وزيادة تلوث المياه البحرية والشواطئ بالقمامة والمخلفات البلاستيكية، ما يسبب خداع السلاحف بالأكياس البلاستيكية الشفافة المليئة بالمياه، وابتلاعها ظناً منها أنها قناديل بحر، وبالتالى انسداد القناة الهضمية وموتها.

 

التكاثر الطفرى المفاجئ لقناديل البحر منذ أوائل الثمانينيات سبب زيادة مهولة فى أعدادها وتراجع الأرصدة السمكية، وأصبحت قناديل البحر قريبة أن تصبح الأكثر تواجدا فى المحيطات على حساب الأسماك.

 

السبيل الوحيد لتقليل أعداد قناديل البحر هو السماح للسلاحف البحرية بالنمو والتكاثر، وينبغى إنشاء نظم للإنذار المبكر ضد التكاثر المفاجئ لقناديل البحر، وإقامة حواجز وقائية لحماية مناطق تربية الأحياء المائية، ومكافحة تغير المناخ، والحد من الاحتباس الحرارى بجدية، وزراعة المزيد من الأشجار لتنقية الهواء، والحفاظ على نظافة المصادر المائية المالحة والعذبة.

 

وتعد لدغة قنديل البحر أسرع عملية هجوم لمخلوق على وجه الأرض، وتختلف اللدغات حسب شدة الإصابة وأعداد الخلايا اللاسعة، ومكان الإصابة فى الجسم، ومدى حساسية المُصاب.

 

تشمل أعراض لدغات قناديل البحر الآلام، والحروق ومعظمها من الدرجة الأولى والثانية، والوخز، والحكة، وتنميل الجلد (خدر)، وتورم الجلد، وطفح جلدى أحمر فى الساقين أكثر من الذراعين والصدر والوجه قد يستمر لعدة أيام أو أسابيع، والتهابات النسيج الخلوى، وصدمات كهربائية.

 

علاج لدغات القناديل غسل الجلد على الفور بالماء المالح أو الماء الساخن، وذلك أفضل من العبوات الثلجية أو الماء العادى، يحد الماء الساخن وماء البحر من انتشار المواد اللاسعة، بينما الماء العادى يحفز خروج المواد اللاسعة من الخلايا اللاسعة.

 

يفيد أيضا استخدام مسكنات الألم، ومضادات الحساسية التقليدية، والشطف بالخل وبالليمون، مما يساعد فى التخلص من المخالب و المواد اللاسعة ويجعل الخلايا اللاسعة خاملة، يفضل عدم فرك الجلد المصاب لعدة ساعات، وتجنب تلوث الجلد المصاب بالرمال.

 

يفضل عدم اصطياد العامة لقناديل البحر أو اللعب بها، ويجب ألا تلتقط قناديل البحر التى تصل الشاطئ، فحتى قناديل البحر الميتة يمكن أن تنشر السم من مخالبها.

 

لا توجد قناديل قاتلة فى البحر المتوسط حتى الآن، ولا تشكل خطراً على حياة الإنسان، فى بعض الدول مثل أستراليا توجد قناديل خطرة قاتلة، تسبب ردود أفعال تحسسية شديدة تسبب الغثيان والقىء، والصداع وضعف العضلات، وصلابة المفاصل، وحمى وفقدان الوعى وصعوبة فى التنفس، تشتد الحالات بكبر حجم قناديل البحر، ومدة بقائها على الجلد، وكمية المواد التى تحقن خلال اللدغ والحالة الصحية العامة، تزداد المخاطر مع الأطفال والذين يعانون من أمراض مزمنة، تحتاج ردود الأفعال الشديدة ضد الأنواع أكثر خطورة من قناديل البحر المستشفيات، وتعالج بأمصال خاصة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عاجل.. الأرصاد تناشد المواطنين بتجنب التعرض لأشعة الشمس

1983 عام الأفلام القياسية في مسيرة الزعيم عادل إمام

مدبولى: سيتم التشغيل التجريبي للمرحلة الثانية للأتوبيس الترددي فى يوليو

ليلة حسم اللقب.. سيناريوهات تتويج الأهلي بالدوري قبل مباريات اليوم

الرئيس السيسى يؤكد دعم مصر جهود تعزيز التكامل الاقتصادى بين الدول العربية


وزارة التعليم تحدد سن التقدم للصف الأول الابتدائى.. يبدأ من 6 سنوات

وزارة التعليم: بدء التقديم لأولى ابتدائى ورياض الأطفال أول يونيو المقبل

رئيس الوزراء يستقل الأتوبيس الترددى لتفقد التشغيل التجريبي

التشكيل المتوقع للأهلى أمام البنك.. طاهر وبن شرقى وجراديشار فى الهجوم

بدء توافد القادة والزعماء على مقر انعقاد القمة العربية الـ34 فى بغداد


قبل نظر الاستئناف على حبسها.. تعرف على سبب إدانة البلوجر "روكى أحمد"

الخارجية: مصر تطالب جميع الأطراف الليبية بالالتزام بأقصى درجات ضبط النفس

طلاب الصفين الثانى والثالث الثانوى غير ملزمين برد التابلت بعد انتهاء دراستهم

ترامب: اتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان منع اندلاع حرب نووية

غرة شهر ذى الحجة فلكياً الأربعاء 28 مايو.. وهذا موعد عيد الأضحى المبارك

خدمة للمصريين بالخارج.. خطوات وإجراءات شحن الجثامين إلى مصر

5 معلومات عن مباراة الأهلي والبنك اليوم السبت فى دوري nile

الأهلي يواجه الزمالك والاتحاد مع سبورتنج فى نصف نهائي سوبر السلة

وظائف بالأردن براتب 350 دينارا شهريا.. إنشاءات وتربية دواجن أبرز المجالات

بيان أممى: الاشتباكات المسلحة فى طرابلس تعكس الفشل فى حماية المدنيين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى