شبكة الصيد فى ماء الإخوان العكر!

محمد الدسوقى رشدى
محمد الدسوقى رشدى
بقلم - محمد الدسوقى رشدى
لا شىء أخطر من هؤلاء الذين يسلمون أنفسهم ومن قبلهم الوطن هدية إلى شباك جماعة الإخوان الإرهابية التى تهوى الصيد فى الماء العكر، لا شىء أكثر قبحا من تلك الفئة التى سلمت عقولها لأفراد الإخوان المنتشرين على مواقع التواصل الاجتماعى مثل الجراد يأكلون الأخضر من الأمل فى نفوس الناس، ويحرقون اليابس الصلب الذى تقف عليه مصر بعد 30 يونيو، يشككون فى منظومة الإصلاح الاقتصادى التى نعلم قسوتها وندون حولها وبخصوصها وعن طريقة تنفيذها الكثير من المصطلحات، ولكننا لا ننسى ونحن نفعل ذلك أن تنفيذها الآن يتم على أرضية وطنية حقيقية وليس كما كان الحال فى فترة حكم الإخوان ومحمد مرسى كان تنفيذها يتم لصالح الجماعة الإرهابية ومن سار فى ذيلها.
 
أرشيف الأخبار وأوراق حكومة الإخوان تخبرنا بأن الجماعة التى تعتبر القروض وبالا وكارثة على الوطن الآن هى نفسها التى سبقت وهرولت للحصول على قروض أكبر، وتصريحات هشام قنديل القديمة تؤكد لنا أن الجماعة التى تعتبر هيكلة منظومة الدعم كارثة على الشعب المصرى كانت تروج وقت حكمها لفكرة أن هيكلة الدعم ورفعه هو السبيل الوحيد لمستقبل اقتصادى أفضل، الإخوان الذين يعيّرون الشعب المصرى الآن بسبب المساعدات الإمارتية لمصر هم أنفسهم الإخوان الذين كانوا يعتبرون فى زمن مرسى أن المنح والهبات القطرية لمرسى دلالة على قوة الجماعة وتأثيرها.
 
أى حوار وطنى عن الإصلاح الاقتصادى أو الحاضر المصرى يستدعى لنزاهته إخراج الإخوان من المعادلة، لأن الجماعة مازالت على عهدها تهدف إلى إحراق مصر والانتقام من الشعب المصرى، فهؤلاء ومن معهم يكرهون هذا الوطن ويبذلون الجهد فى نشر صورة سوداء تقتل الأمل فى نفوس المصريين، تلك غايتهم ومن أجلها بدأوا بالإرهاب ونشر الفوضى وفشلوا، ثم انتقلوا إلى مرحلة تضييق الخناق والتلاعب فى أقوات الناس وتخويفهم اقتصاديا واجتماعيا، مستغلين أخطاء الحكومة وثغرات الدولة فى تعاملها مع الأزمات الاقتصادية، ولكن تبقى النفس المصرية صامدة حتى حين، رغم ألم الأسعار وارتباك المشهد الاقتصادى.
 
حسنا فلنضرب أهل مصر فى روحهم، هكذا أدرك أصحاب الغاية فى تدمير مصر أن نزع الأمل من نفوس المصريين أخطر من ميليشيات الإخوان المسلحة، ومن هجمات وفيديوهات داعش، هم يطاردون المصريين الآن بشائعات عن الخراب الاقتصادى القادم، وعن الدولة التى تقترض، ويشككون فى حرب الدولة لاسترداد الأراضى المنهوبة وينشرون الكثير عن عدم جدوى المشروعات الهادفة لتأسيس بنية تحتية قوية لوطن تعانى بنيته الاستثمارية من تسوس وفساد وضعف، كما كانوا يقولون هم بأنفسهم فى زمن مبارك، والحكومة لا تبذل الجهد الكافى فى صد ذلك بخطة تمنحها خطوة استباقية عن أكاذيب الإخوان ومهاويس مواقع التواصل الاجتماعى.
 
ازرعوا الأمل فى نفوس الناس واستثمروا فيه، حتى لا يصبحوا فرائس ضعيفة أمام الشائعات المتناثرة فى فضائيات ومواقع الإخوان، وفى المجالات العالمية عن الخراب القادم فى مصر، أحيانا يبدو الأمل سلاحا أقوى للمواجهة من قائمة أرقام، قديما كان الإغريق يعرفون أهمية الأمل فى بناء الدولة ومدها بقوة الصبر والاستمرار فى مواجهة محاولات تدميرها، لذا جعلوا من الأمل والرجاء إلها يقدسونه «Elpis»، ونشروا بين الناس أن إله الأمل الذى خرج من صندوق باندورا ليواجه آلهة الشر، خرج ضعيفا وبطيئا، ولكنه أصبح أكثر قوة حينما استوطن فى نفوس الناس، ويقولون إنه خرج من صندوق باندورا بعد كل آلهة الشر فى رسالة إلى أنه الملاذ الأخير للإنقاذ، لذا يسميه الرومان الإلهة Spes ويصورونها دوما، وهى تمسك بيدها الخير والورد رمزا للجمال والوفرة.
 
أهل مصر يحتاجون إلى الأمل من أجل مواجهة موجات التشكيك والتخويف، فى الخمسينيات من القرن الماضى قام بروفيسور جامعى «Curt Richter» بتجربة على الفئران لتحديد أهمية الأمل فى تحدى الشائعات والإحباط والخوف، أحضر مجموعة من الفئران ووضع كلا منها فى زجاجة نصفها ماء، الزجاج أملس والماء يكاد يغطى حجم الفأر، وعلى كل فأر أن يكافح من أجل النجاة، التجربة أشارت إلى أن الفئران استمرت لمدة 15 دقيقة تسبح فى الماء محاولة الخروج والنجاة حتى أصابها اليأس واستسلمت للموت.
 
فى الإعادة الثانية للتجربة، تعمد البروفسير «Curt Richter» أن ينتظر إلى اللحظة الأخيرة قبل استسلام الفأر للموت ثم يمد يده وينقذ الفأر من الغرق، ويضعه خارج الإناء الزجاجى للراحة، ثم يعود به مرة أخرى للإناء، ليكتشف أن الفأر فى هذه المرة يسعى بجهد أكبر للنجاة، واستمرت محاولته للخروج ومكافحة الغرق لأكثر من 60 ساعة وليس 15 دقيقة كما فى التجربة الأولى، الفأر فى المرة الثانية كان على استعداد لأن يبذل مجهودا أكبر ويكافح بشكل أكبر فقط لأن أحدهم زرع بداخله الأمل.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة الصحة: زيادة أسطول سيارات الإسعاف لـ3264 سيارة.. ارتفاع نسب التشغيل الفعلى للسيارات لـ99 %.. إطلاق تطبيق إسعفني بـ13 محافظة.. وتطبيق منظومة التوزيع اللحظي للخدمات الإسعافية على التابلت بسيارات الإسعاف

مجموعة مصر.. جنوب أفريقيا ضد أنجولا فى لقاء خارج التوقعات بأمم أفريقيا

5 معلومات عن مباراة مصر وزيمبابوى اليوم الاثنين فى كأس أمم أفريقيا 2025

القنوات الناقلة لمباراة مصر وزيمبابوى اليوم الاثنين فى كأس أمم أفريقيا

مواعيد مباريات اليوم في دور الـ 32 بكأس مصر والقناة الناقلة


الزمالك ضد سموحة.. موعد مباراة كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

هيئة مفوضى الدولة بالقضاء الإداري توصى برفض دعوى الزمالك ضد سحب أرض النادى بحدائق أكتوبر

ضبط سورى بجنسية مزورة يعمل داخل وزارة الدفاع الكويتية.. اعرف التفاصيل

صراع القفاز الذهبي.. الشناوي ضمن قائمة نجوم التألق المنتظر بأمم أفريقيا

أكسيوس: لا توجد مؤشرات حتى الآن على هجوم إيرانى وشيك ضد إسرائيل


محسن صالح: لا خوف على حراسة مرمى المنتخب.. وهذا شرط تعاقد الأهلى مع حامد حمدان

حالة الطقس اليوم الإثنين 22 ديسمبر.. أجواء شديدة البرودة وظاهرة خطيرة صباحا

مواعيد مباريات منتخب مصر فى بطولة كأس أمم أفريقيا 2025

اعترافات صادمة لقاتل صديقه بالإسكندرية: فكرت فى حرق جثته.. فيديو

المهندس خالد عباس يوضح أسباب تأجير المباني الحكومية بالعاصمة الجديدة

تسرب بنزين من سيارة مواد بترولية حمولة 57 ألف لتر بمحور التسعين فى التجمع.. صور

الزمالك يفاضل بين اللقانى وسمير للقيادة الفنية لفريق الكرة الطائرة رجال

المتحدث العسكرى: القيادة العامة للقوات المسلحة تنفى صحة وثائق متداولة على السوشيال ميديا

محظورات امتحان نصف العام.. عدم عقد اختبارات في هذه المواعيد أبرزها

زوج ريهام عبد الغفور يساندها فى عرض فيلم خريطة رأس السنة.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى