"الصحة" تنجح فى علاج الصرع المستعصى جراحيًا بمستشفى أحمد ماهر.. 20 مليون مريض يحتاجون وحدات متخصصة لتشخيص المرض.. ارتفاع تكاليف علاجه يغل يد المرضى عن الشفاء.. والوزارة: خطة لتوفيرها فى 700 مستشفى

كشف إجراء مستشفى أحمد ماهر التعليمى بوزارة الصحة أول جراحة لعلاج الصرع، عن حاجة المنظومة الصحية إلى إنشاء وحدات لتشخيص وعلاج الصرع المستعصى عن طريق التدخل الجراحى، بالإضافة إلى إدراج أدوية المرض على اهتمامات وزارة الصحة، فأكثر من 20 مليون مريض بمصر يعانون من نوبات الصرع، بينهم 5 ملايين مريض مصابون بأنواع مستعصية تحتاج إلى التدخل الجراحى فى الوقت الذى تخلو فيه المستشفيات من هذا التخصص.

الدكتور عاصم أحمد رئيس الفريق الطبى لجراحة الصرع

 

وأكد الدكتور عاصم أحمد، استشارى جراحة المخ والأعصاب بهيئة المستشفيات التعليمية بوزارة الصحة، والذى قاد فريقًا طبيًا لإجراء أول تدخل جراحى من نوعه فى مصر لعلاج حالة صرع مستعصاة طبيًا بمستشفى أحمد ماهر التعليمى، أن الحالة لطفل يبلغ من العمر 8 سنوات، وتمت من خلال شق الجسم "الثفنى" بالمخ للطفل لوقف انتشار البؤر الصرعية على جانبى المخ ما يمنع حدوث مثل هذه النوبات ويجعلها تستجيب للعلاج الدوائى.

 

وأضاف عاصم أحمد، رئيس الفريق الطبى، أن جراحات الصرع من الجراحات المتقدمة التى تتطلب العديد من الإمكانيات والمتابعة المستمرة والفحوصات المتعددة والمتقدمة لتحديد المرضى الذين قد يستفيدون من هذه الجراحات خاصة أن مرض الصرع من أكثر أمراض المخ والأعصاب انتشارًا بالأطفال والبالغين.

 

وكشف عاصم أحمد، رئيس الفريق الطبى، عن أن مصر بها ما يقرب من 20 مليون مريض بالصرع منهم 5 ملايين لا يستجيبون إلى التدخل الجراحى ويحتاجون للتشخيص الدقيق والعلاج والمتابعة بعد إجراء التدخلات الجراحية المطلوبة لهم، متابعا أن 10% من الأطفال يصابون سنويًا بالصرع لأسباب غير معلومة أو أسباب وراثية أو بسبب وجود خلل فى خلايا المخ وجميعهم يحتاجون إلى وحدات متخصصة لعلاج وجراحات الصرع وهو تخصص نادر بمصر، مشيرًا إلى أن الوحدة ينبغي أن تكون مجهزة بعدة أسرة وبها جهاز رسم مخ ووحدة فيديو لحجز هؤلاء المصابين لرصد طبيعة الصرع والنوبة وطريقة تعرض الطفل إليها بعدها يمكن مضاهاة الأشعة بالفيديوهات ومعرفة طبيعة المرض خاصة الأنواع المستعصية والتى لا تستجيب للعلاج .

جراحة علاج الصرع بالمخ

 

وتابع أن 70% من مرضى الصرع لا يستجيبون للعلاج و30% منهم لديهم أنواع مستعصية تمامًا وتحتاج لتدخل جراحى عاجل فى المخ لافتًا إلى أن مستشفيات الوزارة بها كوادر بشرية كبيرة وقادرة على التشخيص وإجراء الجراحات المختلفة لهؤلاء المرضى وطالب بأن تكون أدوية الصرع من أولويات التأمين الصحى والعلاج على نفقة الدولة فيصل سعر الدواء من 100 إلى 400 جنيه للعلبة.

 

وقال عاصم أحمد إن العمليات تتكلف من 70 إلى 200 ألف جنيه للجراحة الواحدة مؤكدًا أن العملية التى أجريت للطفل كانت بإمكانات محدودة وعلى نفقة التأمين الصحى لكن المستشفى استطاع أن يجريها رغم كل الصعوبات.

 

ومن جانبه أكد الدكتور عماد كاظم رئيس المجالس الطبية المتخصصة "العلاج على نفقة الدولة" أنه يتم علاج الصرع على نفقة الدولة والتأمين الصحى وتنفق الدولة ما يقرب من 100 مليون جنيه على توفير العلاج للمصابين بالمرض وتابع أن مسألة إنشاء الوحدات والعيادات المتعلقة بتشخيص المرض موجودة، متابعًا أن الوزارة تدرس إنشاء عدد من الوحدات المجهزة وفق النظم العلاجية المعتمدة لعلاج هؤلاء المرضى.

 

وفى السياق ذاته أوضح الدكتور محمد فوزى نائب رئيس هيئة المستشفيات التعليمية بوزارة الصحة فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن الهيئة ستقوم بعمل دراسة لإنشاء وحدتين متخصصتين لعلاج الصرع المستعصى وهناك تعاون مع بعض الجهات لتوفير الأسرة المتعلقة بذلك ووحدات الفيديو والرعاية المتكاملة للمريض لافتًا إلى أن الهيئة تعمل على تطوير القطاع الخدمى بجميع مستشفياتها.

 

تابع خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة أن الوزارة لديها خطة لتطوير عيادات الصرع بأكثر من 700 مستشفى وتوفير التخصصات المختلفة لذلك مع ضمان توفير الأدوية اللازمة لجميع المرضى لافتًا إلى أن التأمين الصحى يتكفل بعلاج جميع الأطفال ما قبل "السن المدرسى" أما ما بعد "السن المدرسى" وغير موجودين بالمدارس فيتم علاجهم على نفقة الدولة.