" دمعة ثم .... "

الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
الأنبا إرميا
"أمسك بقلمه ، وبدأ يخُط أحرفًا متواصلة ترسُم  أمام عينيه كلمات تدُق بعنف وتثور في أعماقه ، محدثة جَلَبةً هائلةً في رأسه الصغير ؛ فهو لم يتخطَّ عامه الثاني والعشرين بعد لٰكنه يتأهب للدُّخول في معترك الحياة ؛ فبعد أيام قليلة سيتسلم عمله في إحدى الشركات لتبدأ معها خُطواته نحو حياة جديدة ومسؤولية أكبر. كانت تلك الخطوة تهُز شيئًا ما في أعماقه ؛ فهو لا يدري كثيرًا عن أسرار الحياة ولا يمتلك كثيرًا من خبراتها، ففي سنوات التعليم التي مر بها لم يتعلم كثيرًا عن خبرات الحياة، ولٰكنه أتقن فن حفظ المعلومات واستدعائها حتى تمكن من إحراز التفوق . لا بأس ! فهٰذا عظيم ! إذ فُتحت أمامه الأبواب ليَحظَى بفرصة عمل لا تأتي كثيرًا. ولٰكن، ماذا عن الغد؟! ماذا عن الحياة ؟! توقف عن شُروده وأفكاره لحظات ، لتستقر عيناه على تلك الكلمات : «إنما الحياة ، يا أخي، دمعة وابتسامة ».".
حين نتحدث عن الحياة ، فنحن نُطرق تلك جوانبها التي نعرِفها وتلك الأخرى التي نكتشفها ونحن نسير دُروب رحلتها. وفي جميع ما يمر بنا من مواقف وما نتعرض له من ظروف، نجدها منحصرة بين "دمعة" تُذرف من أجل ألم أو ضيق أو إحباط أو خوف أو فشل،  وبين "ابتسامة" صدرت بسبب خير ومحبة ونجاح وسعادة ، وبين هٰذه وتلك نتعلم كيف نرتفع فوق الدمعات ونتشارك الابتسامات. كثير من البشر يخشَون العُبور على جُسور الدُّموع والألم، محاولين تجنبها، وهم لا يُدركون أنها فترات سمح بها الله ـ تبارك اسمه ـ من أجل نموهم وبنائهم وإثمارهم. من منا لا يعي أن الثمار لا تأتي إلا بعد أن تُدفن بُذورها وتموت؟! من ذا الذي لا يُدرك أن أحلك لحظات الظلام هي تلك التي تسبق انبعاث النور، في إعلان إشراقة يوم جديد؟! لذٰلك لا تخشَ فترات "الألم"، بل عدِّل من أحرفها في أفكارك ومشاعرك، ودَعْها لتصير أزمنة "الأمل". 
أيضًا فترات "الألم" بالنسبة إلى البعض هي أفضل مرحلة من أجل "العمل"! ففي رسالة للكاتب الأديب "جُبران خليل جُبران" إلى أحد الأشخاص الذي كان يتعرض لألم وظلم شديدين، كتب يقول: "إن السماء قد وضعتكم في محيط حرج يفتقر إلى المعرفة والاستقامة والحرية؛ وهٰذا خير ما تفعله السماء بالنُّفوس النبيلة التي كُوِّنت منذ البَدء لتخدِم وتُعطِي وتعلِّم!". نعم، هناك من يسمح لهم الله بتلك الفترات لتنطلق من أعماقها قدراتهم على الخدمة والعطاء إلى كل محيطيهم ؛ إذ تُولد الدمعاتُ في نفوسهم طاقة عمل من أجل الخير، إلى جانب مشاعر الإحساس بكل متعَب ومتألم في الحياة. 
كذٰلك من الممكن أن تكون فترات الدُّموع من أجل أن يتعلم الإنسان منها درسًا جديدًا، أو لقهر شيء سلبيّ ما في أعماق نفسه. وللحديث بقية ... 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ابنا فضل شاكر وعاصى الحلانى يحييان حفلًا غنائيًا فى لبنان

سيدة استولت على أموال الشباب بزعم العمالة بالخارج والجهات المختصة تباشر التحقيق

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

شواطئ مطروح والساحل الشمالى مقصد الباحثين عن المتعة داخل وخارج مصر.. إقبال على الشواطئ والقرى والمنتجعات السياحية.. أفواج مصايف الشركات والأندية والنقابات تزيد زخم المصيف.. وتزايد كبير لرحلات اليوم الواحد.. صور


رادار المرور يلتقط 1131 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة

داكر مونتجمرى يكشف سبب ابتعاده عن النجومية وهوليوود

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15-8-2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة

منتخب السلة راحة اليوم ببطولة الأفروباسكت لكرة السلة

ورطة نتيناهو تنسف وهم "إسرائيل الكبرى".. فشل تمديد استدعاء قوات الاحتياط فى جيش الاحتلال.. ائتلاف نتنياهو يفشل فى تأمين الأغلبية للتصويت على تمديد الخدمة.. انتقادات للحكومة وضباط يرفضون الامتثال للخدمة العسكرية


بالرغم من وداع المونديال.. مواهب مُبشرة فى صفوف منتخب ناشئى اليد

زوجة تلاحق زوجها بدعوى حبس بسبب 200 ألف جنيه.. التفاصيل

رئيس شركة Skydance: فيلم Top Gun 3 لـ توم كروز أولوية الشركة

المصري يواصل ثلاثيات الدوري بالفوز على الطلائع ويحافظ على الصدارة (فيديو)

انتحار ضابط احتياط إسرائيلى بعد مشاركته فى معارك بقطاع غزة

رجل يلاحق زوجته بسبب تحايلها بمستندات مزورة للزج به فى السجن.. التفاصيل

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو فى الدوري المصري والقناة الناقلة

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى