عندما نصنع «الأستيكة»

اكرم القصاص
اكرم القصاص
كان التصنيع فى مصر حلما بدأ مع قيام الرأسمالية المصرية الوليدة بعد ثورة 19، وكان حلم طلعت حرب هو تمصير الصناعة المصرية، وقامت مصانع الغزل والنسيج والجلود والكتان، وفى الستينيات كان التصنيع أحد أهداف الدولة، وقامت صناعات مختلفة، كانت فى بداياتها، ربما لم تكن بجودة عالية، لكنها كانت نواة لتصنيع واسع، بدأناه مع دول فى أوروبا وآسيا.
 
ما حدث عندنا أن الأمور أخذت مسارات أخرى، من السبعينيات حيث توقف تطوير الصناعات العامة، وأصبح الاستيراد هدفا أساسيا لكثيرين.
 
اليوم هناك محاولات لاستعادة الصناعة فى زمن المنافسة الكبرى، والتكنولوجيا أكثر تعقيدا.
 
وتكشف فواتير الاستيراد لدينا كيف أصبحنا نستورد حتى المنتجات البسيطة التى لا تحتاج إلى إمكانات عظمى فى التصنيع، لعل الإبرة خير مثال والأقلام والورق وحتى أربطة الحذاء، وهى منتجات يمكن أن تتيحها مشروعات صغيرة وتتوفر بالسوق المحلى، خاصة أن التطورات التكنولوجية والإلكترونية تتيح إمكانيات تصنيع أكثر دقة واتساعا.
 
نقول هذا بمناسبة ما أعلنه وزير الصناعة والتجارة المهندس طارق قابيل أن إحدى المجموعات الكبرى التجارية تتجه لإنشاء مشروع لإنتاج أقلام الرصاص والجاف و«الأستيكة»، باستثمارات 5 ملايين دولار، بالاشتراك مع عدد من الشركات العالمية فى دول آسيا وأوروبا.
 
بعض المعلقين على صفحات التواصل كالعادة تلبستهم حالة العمق السطحى، وشاركوا الخبر كنوع من السخرية، ولا يرى هؤلاء أهمية للاستثمار فى الأستيكة والقلم الرصاص والجاف، ولا يعرف هؤلاء أن هذه مجالات لم تكن مصر تستورد منها حتى السبعينيات من القرن العشرين أكثر من %10 من الاستهلاك، الآن انعكست الأية ونحت نستورد %85 من احتياجاتنا.
 
ربما لم يكن إنتاجنا من الأقلام الرصاص والأستيكة وقتها بكفاءة كبيرة لكنها كانت تؤدى الجزء الأكبر من الغرض. وكان من الممكن أن تتطور لتصبح منتجا منافسا، فى حالة دعمها وفتح أبواب الاستثمار فيها أو حتى تدعيم ما هو قائم بالخبرات والتكنولوجيا الجديدة.
 
ولا يعلم من يستبعدون الاستثمار فى «القلم والاستيكة» أننا نستورد أدوات مكتبية بأكثر 40 مليون دولار سنويا، وأن البدء فى تصنيع هذه المنتجات لا يوفر فقط هذه الملايين، لكنه يخلق فرص عمل وفرصا للتصدير إلى السوق الأفريقى والعربى.
 
والأستيكة هنا مجرد مثال والأدوات المكتبية أيضا، ومعها عشرات الصناعات التى كنا نتفوق فيها ونمتلك خبرات، لكن سنوات الاستيراد الواسع جعلت المستورد اهم من المنتج، ومنحت ميزات لمن يستوردون أكثر مما منحت للمنتج والصانع. ولهذا فلإن استعادة الصناعات التقليدية والبسيطة تبدا من إنتاج الأستيكة والقلم والورقة، وعندما نصنع الأستيكة يمكن أن نصنع ما هو أكبر وليس العكس.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

النحاس يبحث مع معاونيه برنامج الأهلي استعداداً لـ فاركو فى ختام الدوري

بعد 245 يوما من محاكمة المتهمين.. أبرز محطات حادث تصادم قطارى الشرقية

مباراة واحدة اليوم فى ختام الجولة السابعة من مرحلة حسم الدوري

أهم المعلومات عن الأتوبيس الترددى بعد التشغيل التجريبى.. إنفوجراف

حالة الطقس المتوقعة اليوم الأحد 18 مايو 2025 فى مصر


درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد 18 مايو 2025 فى مصر

أخبار × 24 ساعة.. "يبدأ من 5 جنيهات" تعرف على أسعار تذكرة الأتوبيس الترددى

اعرف خطوات الحصول على إعانات ومساعدات من بنك ناصر الاجتماعي

تقرير الطب الشرعي يحدد مصير السائق سبب مصرع بطل مصر فى التجديف

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية


مفاجأة.. تغيرات سريعة فى درجات الحرارة خلال الساعات القادمة

متحدث الوزراء: تشغيل المرحلة الثانية من الأتوبيس الترددى مع افتتاح المتحف المصرى

بين الإطارات وسخونة المحرك.. 15 نصيحة لسلامتك وأمان سيارتك فى الأجواء الحارة

أخبار مصر.. طقس غد.. انخفاض تدريجى بدرجات الحرارة ببعض المناطق

الزمالك يواصل المفاوضات مع الجزائرى فريد الملالى للاتفاق على المقابل المادى

حركة فتح: كلمة الرئيس السيسى فى القمة العربية الـ34 مهمة ورسالة واضحة

هوفنهايم ضد البايرن.. البافارى يتفوق 1-0 فى الشوط الأول بالدوري الألماني

جوتيريش: نحرص على العمل مع الجامعة العربية لمواجهة عدم الاستقرار بالمنطقة

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى نهائى دوري أبطال أفريقيا والقناة الناقلة

المصري يتمسك بأمل العودة للمربع الذهبي أمام سيراميكا.. اعرف التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى