أستاذ مناعة يفسر شفاء طفل من الإيدز رغم توقفه عن العلاج

علق الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، على خبر نشرته صحيفة "واشنطن بوست" بأن طفلاً من جنوب أفريقيا يعتقد أنه أصيب بفيروس الإيدز "نقص المناعة HIV" وقت ولادته، وقد ظل خاليًا من الفيروس لـ8 أعوام ونصف بعدما حصل على علاج مبكر، قائلا: "إنها ليست الحالة الأولى التى تحدث فى الأطفال فقد حدثت من قبل فى طفلين أحدهما فى ولاية المسيسيبى بالولايات المتحدة الأمريكية حيث نقلت الأم العدوى إلى المولود ولم يتم إعطاؤها أى نوع من الأدوية أثناء الحمل، ولكن تم إعطاء الطفل أدوية لمدة 6 أشهر، ولكن الأم توقفت بعد ذلك عن الأدوية وظل لمدة 27 شهرًا ليس لديه أى نشاط فيروسى، وكانت تحاليله كلها سلبية إلا أنه عاد نشاط الفيروس بعد ذلك وعاد لتناول العلاج مرة أخرى.

 

 وأضاف الدكتور عبد الهادى مصباح فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "الحالة الثانية كانت فى فرنسا، وكانت لطفل أخذ العلاج لمدة 18 شهرًا، وأوقف العلاج بعد ذلك لمدة 11 سنة فعاد إليه الفيروس مرة أخرى، موضحًا أن الحالة التى تم الإعلان عنها اليوم بصحيفة "واشنطن بوست" أنه تم إعطاؤه العلاج فى بداية اكتشاف المرض عام 2007، وبعد ذلك توقف عن العلاج لمدة 9 أشهر فقط وأوقف العلاج منذ 8 سنوات ونصف، ولا يزال خاليا من الفيروس من خلال تحاليل "البى سى ار" والتحاليل التأكيدية الأخرى، لكن هذا لا يعنى أنه شفى تمامًا لأن هناك بعض الخلايا فى جهازه المناعى تحتوى على الفيروس فى مرحلة ما قبل الاكتمال فغير معروف إمكانية نشاطه من عدمه مرة أخرى.

 

ويفسر هذه الظاهرة قائلاً: "إن الجهاز المناعى فى الأطفال قد يكون غير مكتمل وبالتالى يفشل الفيروس فى الدخول من خلال المستقبلات الموجودة على جدران الخلايا المناعية، موضحًا أنه من المعروف أن الحالة الوحيدة التى تم شفاؤها بالكامل هى طفل فى "برلين" كان يعانى من اللوكيميا وتم زرع نخاع له، وتبين أن النخاع الذى تم زراعته له كان ينقصه جينيًا المستقبلات التى يدخل من خلالها الفيروس للخلية المناعية، وبالتالى شفى تمامًا من الإيدز، لأن النخاع الذى تم زراعته يفتقر الى المستقبلات التى يدخل من خلالها الفيروس إلى داخل الخلية لكى يتكاثر بداخلها ويدمرها.