أكشاك الفتوى وتوجهات الحكومة

وائل السمرى
وائل السمرى
وائل السمرى
تحدد تصرفات الحكومة توجهاتها، ترسم خطوطا واضحة لفكر متحقق على أرض الواقع، للحكومة أن تقول ما تقول، لكن الأقوال تتوقف حينما تظهر الأفعال، يتحدى الواقع ألف خطاب، ولو اتخذنا من مبادرة إنشاء «أكشاك الفتوى» التى تبنتها حكومة مصر بإتاحة رجل دين لكل راكب مترو كمؤشر على توجهات الحكومة، فسنعرف ببساطة ووضوح «مصر رايحة على فين».
 
الحكومة قررت أن تستثمر فى العقول، لكنها للأسف لم تختر أن تدعم هذه العقول بما يجعلها قادرة على اتخاذ القرار، ولكنها اعتمدت على آلية بالية هى آلية الوصاية، آلية التلقين، آلية ترسيخ سلطة رجال الدين، آلية تعميق الشعور بالحاجة إلى «المرشد» ولو وضعت الحكومة كتبا لآراء الفقهاء فى المسائل الدينية ضمن مجموعات كتب مختلفة ومتنوعة فى كل محطة مترو لما لامها أحد، لكن للأسف لم تفعل.
 
الحكومة أعلنت عن موقفها إعلانا صريحا «لا صوت يعلو فوق صوت المشيخة» قالت الحكومة بهذا التصرف إنها لا تضع فى حسبانها شيئا قدر ما تضع ترسيخ سلطة الجبة والقفطان، أنت كـ«مسلم» محاصر بالفتوى فى كل شىء، الحكومة أرادت توصيل الفتوى إلى مستحقيها، ليس لك حجة الآن، فى أن تعصى أو تخالف أمر الشرع، والشرع لقمة فى أفواه الشيوخ يمضغونه يمينا ويسارا، يقلبونه كيفما أرادوا، فاستعدوا لطوفان من الفوضى، مع بشائر ظهور محصول أكشاك الفتوى.
 
على جانب آخر، فإن هذه الأكشاك لو كانت علنية لانتهكت حرمة «السؤال» سؤال المسلم لشيخه له طقوس وله حسابات، أولها حسابات الستر، وإن كانت الأكشاك مجهزة بمكان مخفى لأدخلت طقوس «كرسى الاعتراف» إلى الديانة الإسلامية، ووفقا لمبدأ المواطنة المنصوص عليه دستوريا فمن حق المسيحيين أيضا أن يطالبوا بقسيس فى كل محطة، وجدير بالذكر هنا أننى اقترحت منذ سنتين عمل مشروع مشابه تحت عنوان «كشك الهوية» واستجابت وزارة الصناعة وقتها له، لكن الاستجابة تبخرت بعد رحيل الدكتور منير فخرى عبدالنور الذى أبدى تحمسا للأمر، وكان المشروع يقترح عمل أكشاك فى الميادين العامة والشوارع الرئيسية وأماكن التجمعات البشرية لنعرض فيها منتجات الحرف التراثية بشكل يعمق هويتنا الحضارية ويسهم فى تشغيل آلاف الشباب ويضفى مظهرًا حضاريا مفتقدا لشوارعنا ومياديننا، ووقتها تخيلت أن الحكومة ستتلقف هذه الفكرة لما بها من تدعيم اقتصادى ثقافى لمجتمع يتهاوى فى المجالين، لكنها تجاهلت «كشك الهوية» وأنجزت «كشك الفتوى» لتقول لنا فى بلاغة ناصعة فى أى مجال تريد الحكومة الاستثمار.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

معلومة قانونية.. تعرف على عقوبة دفن جثة بدون تصريح

موعد انطلاق الجولة الثانية من بطولة كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

مواعيد قطارات «القاهرة – الإسكندرية» اليوم الأربعاء 17-12-2025

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية


تصعيد أمريكى خطير ضد فنزويلا.. ترامب يعلن حصار كراكاس

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025


أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

تعرف على أصوات محمد صلاح وحسام حسن فى جائزة ذا بيست

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

شيرين عبد الوهاب: أنا فى بيتى وتدهور حالتى الصحية شائعات

وظائف فى محطة الضبعة بمرتبات تصل لـ40 ألف جنيه.. اعرف التفاصيل

التأمين الصحى الشامل.. خطوات الاشتراك ومزايا الرعاية الطبية المتكاملة للأسرة

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى