أمريكا تدخل "حزام الاحتجاجات".. مظاهرات رفض وتأييد ترامب تشتعل.. كاليفورنيا فى صدارة التمرد بـ45 مسيرة مناهضة.. المعارضون: ينتهك الدستور ونريد قائدا لا مغردا.. ولوس أنجلوس تقود قطار المؤيدين بشعار "دونالد 2020"

فى مشهد ربما يكون معتاداً فى دول العالم الثالث وعواصم الشرق الأوسط المضطرب، خرجت على مدار الساعات الماضية مظاهرات تأييد وأخرى تطالب بالرحيل الفورى للحاكم، ليس فى تونس أو ليبيا أو أى بلد عربى.. وإنما فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد قرابة ستة أشهر فقط من الولاية الرئاسية الأولى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

وشهدت عدة ولايات أمريكية على مدار الساعات الماضية مسيرات معارضة لإدارة الرئيس الأمريكى، تطالب الكونجرس باتخاذ إجراءات فورية لعزله رداً على طريقة إدارته لمهام منصبه، واعتراضاً على ما سموه بالتقارب مع الرئيس الروسى فلادمير بوتين، والتأكيد على وجود شبهة تدخل روسى فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة لترجيح كفته على حساب منافسته الخاسرة الديمقراطية هيلارى كلينتون.

أسوأ رئيس على الإطلاق .. ضمن شعارات المعارضين

وفى صدارة "ولايات التمرد"، جاءت كاليفورنيا التى شهدت خروج 45 مسيرة رافضة لحكم ترامب، باستثناء مدينة لوس أنجلوس التى قادت قطار المؤيدين بمسيرات حاشدة حملت شعار "ترامب 2020"، فى تأكيد على دعم الرئيس للترشح لولاية ثانية.

وفى تقرير لها اليوم، قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن الاحتجاجات التى شارك فيها المئات فى شوارع مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية سبقتها مسيرة مؤيدة للرئيس الأمريكى خرج فيها العشرات ممن أعربوا عن تأييدهم لسياسات ترامب على الصعيد الداخلى والخارجى، ورافعين لافتات" ترامب 2020"، فى إشارة إلى مطالبتهم لاستكمال مدته الرئاسية وعدم الالتفات لاحتجاجات المعارضين.

انصار الرئيس بلافتات ترامب 2020

فيما رفع المعارضون الذين احتشدوا فى ميدان فليتشر فى لوس أنجلوس لافتات مكتوب عليها "يسقط يسقط ترامب" داعين الكونجرس لعزله. ونقلت لوس أنجلوس تايمز عن إحدى المتظاهرات المعارضات لترامب قولها "نحن بحاجة إلى قائد وليس مغردا"، فى إشارة إلى استخدام الرئيس الأمريكى لموقع التغريدات تويتر بشكل كبير.

ورفع متظاهرون آخرون لافتات مكتوبا عليها "دمى فاسدة غير شرعية"، فى إشارة لترامب. ونقلت الصحيفة عن ألين ليفنسون، 55 عاما، وصفه "أنه طاغية طموح". وأشارت الصحيفة إلى مواجهات لفظية وقعت بين المؤيدين والمعارضين للرئيس الأمريكى، حيث صرخ بعض المعارضة لعزل ترامب فى وجه شخص معارض للرئيس الأمريكى "أنت مزور ومحتال".

بشعار قاوم .. متظاهر فى طريقه للاحتجاج ضد ترامب

واحتشد العشرات من المؤيدين لترامب حاملين أعلام الولايات المتحدة على أكتافهم أو مربوطة حول أعناقهم. ورفض ماثيو وودز، وهو موسيقى من ويست هيلز، التحقيقات الجارية فى علاقة أعضاء من حملة ترامب بروسيا قائلا "لم تكن مثمرة والرئيس لديه الحق فى انهائها".

وتقول محطة CBS، الأمريكية، إن المسيرة الاحتجاجية فى لوس انجلوس هى واحدة من 45 مسيرة فى جميع أنحاء ولاية كاليفورنيا بما فى ذلك مقاطعة أورانج وسان دييجو وسان فرانسيسكو وفينتورا. ويعتقد منظمو المسيرات أن ترامب انتهك الدستور الامريكى وعرقل العدالة فيما يتعلق بالتحقيقات الخاصة بروسيا عندما قام بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى جيمس كومى.

مؤيد لترامب يحمل لافتات مناهضة لشبكة سى ان ان الامريكية

ونقلت الشبكة عن موقع المنظمة المسئولة عن المظاهرات الداعية لعزل ترامب "نعتقد أن الرئيس ترامب ارتكب انتهاكات دستورية، ويكذب باستمرار ويخدع، ويفرض القوانين التى تفيده وأصدقاءه المليارديرات على حساب البلاد".

وتعد ولاية كاليفورنيا هى الأكثر تمردا ضد ترامب، ففى يناير الماضى أجازت السلطات فى كاليفورنيا، لحملة تطالب باستقلال الولاية التى تقع فى أقصى الغرب من الولايات المتحدة، البدء بجمع التوقيعات اللازمة لإجراء استفتاء يقرر فيه الناخبون ما إذا كانوا يريدون البقاء فى الولايات المتحدة أو الانفصال عنها.

وتحتاج الحملة، التى بدأت دعواتها بالانفصال منذ فوز ترامب فى الانتخابات الرئاسية فى 8 نوفمبر الماضى وحشدت مظاهرات واسعة وقتها، إلى أن تجمع 585 ألفا و407 توقيع بحلول 25 يوليو الجارى، أى 8% من إجمالى عدد الناخبين المسجلين على قوائم الإنتخابات فى هذه الولاية الشاسعة والغنية والتى يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة.

ويطالب القائمون على حملة خروج الولاية الزرقاء ـ حيث تعتبر مؤيدة بقوة للحزب الديمقراطى ـ باستفتاء يجرى عام 2019 فى مدن الولاية، تصبح بموجبه كاليفورنيا بلدا مستقلا فى حال كانت نتيجة الاستفتاء إيجابية. وقام القائمون على الحملة بإنشاء موقع بعنوان "نعم كاليفورنيا – Yes Calefornia" لجمع التبرعات للحملة، فى أكتوبر الماضى، لكن بحسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز فإن حملة "نعم كاليفورنيا" لم تجمع أموال كافية، وهو ما تظهره السجلات الاتحادية الرسمية.