الحاجة لوزارة الإرشاد القومى

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم - وائل السمرى
أعرف أن لهذه الكلمة «سمعة سيئة» خاصة بين أوساط المثقفين المتطلعين إلى فضاء أوسع من حرية الفكر والبحث والإبداع، وفى الحقيقة فإنى أيضًا أتطلع إلى ما يتطلع إليه غالبية المثقفين، لكنى فى ذات الوقت أدرك تماما أننا نعيش فى مأزق تاريخى كبير، فقد تغيرت العقائد، وفسدت الأذواق وأشرفت هويتنا الحضارية على الانمحاء، وبات من الصعب الآن أن نحصى عدد المؤثرات الخارجية على الشخصية المصرية خاصة أو العربية عامة، فلا الموسيقى أصبحت موسيقانا، ولا الفن التشكيلى أصبح فننا، ولا العمارة أصبحت عمارتنا، ولا المسرح أصبح مسرحنا، الشعر يكاد يختفى من حياتنا، والروايات الحقيقية تختفى وسط عشرات الروايات التافهة، كل هذا فى جانب وانهيار الصناعات الثقافية فى جانب آخر، فصناعة الآلات الموسيقية أشرفت على الانقراض، والمتبقى منها يعانى من فساد فى الذوق وتبدل فى الشخصية الصوتية، كما أن صناعة مستلزمات الفنون الدرامية تكاد تهوى، ناهيك عن أننا أصبحنا نتعامل مع منتجات الحرف الأصيلة وكأنها لا تصلح إلا للاستخدام السياحى.
 
كل هذا أيضا فى جانب وموقفنا تجاه آثارنا فى جانب آخر، فغالبية المصريين يتعاملون مع آثارهم وكأنها أصنام وليست باعتبارها شواهد على عبقرية الزمان والمكان والإنسان، وفريق آخر يتعامل معها باعتبارها «مصدر دخل»، سواء بالتنقيب عليها سرا وبيعها بالمخالفة للقانون، أو بالاسترزاق منها عن طريق السياحة فحسب، وفرق كبير بين أن تتعامل مع آثارك باعتبارها «سلعة» وأن تتعامل معها باعتبارها معلمًا من معالم هويتك، ودليلا على أصالة منبتك ووضوح شخصيتك وتميزها.
 
لهذا فإننا بحاجة ماسة إلى «مرشد ثقافى» يعيد رسم حدودنا الثقافية، ويعمل على تدعيم المتآكل منها، وتر سيخ الثابت فيها، وتطعيمها بما تفتقده دون أن يؤثر هذا التطعيم على رصانتها، نحن بحاجة إلى من يعيد إلى الثقافة معناها باعتبارها من عوامل تكوين الشخصية وليس باعتبارها ظاهرة نخبوية، فقد كانت مصر «مصر»، حينما كان مستوى ثقافة الطبيب يعادل مستوى ثقافة الأديب، حينما كانت اللغة العربية السليمة من الفطرة، وكانت شخصية المحامى والقاضى والمهندس والمحاسب والضابط والفقيه والصحفى عبارة عن لوحة فسيفسائية من العلوم والفنون والآداب والفلسفات،لينعكس هذا كله على ثقافة الرجل العامى، الذى نمى ذوقه وتحسنت أخلاقه لرقى ثقافة نخبة المجتمعية، فهل بعد كل هذا يحق لنا أن نتساءل: هل نحتاج إلى إرشاد ثقافى أم لا؟
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

منتخب المغرب يواصل كتابة التاريخ بإنجازات استثنائية خلال العقد الأخير

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات

البطل الأسترالى أحمد الأحمد يوجه رسالة لأمه من المستشفى.. فيديو

مانشستر يونايتد يتعادل مع بورنموث 4-4 في مباراة مجنونة بالدوري الإنجليزي


حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

حسام الحسينى عن انفصاله: الطلاق حصل من 2020 واليوم انتهينا من إجراءاته الرسمية

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما


لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى